حكايات “ليل الجدَات” تتسع للأسرار والأفراح والشوارع والأزقة وللبيت القديم وللعفاريت ولتحذيرات الجدة الدائمة ولسعدة العرافة وللقميص الذي ضاع ليلة العيد وللأصدقاء وللكثير من التفاصيل التي يستحضرها الكاتب وكأنها حدثت بالأمس القريب جداً أو كأنه يدون ذاكرة الجدة الشفهية.
و عن ذلك يقول المسلاتي ” من أصعب المغامرات أن نحيا طفولتنا مرتين، ونعيش حياتنا أكثر من مرة، وهذا ما تفعله بنا الحكايات.
والغريب هو أن ذاكرة الطفولة لم تبهت، أو تنطفئ، بل أشعر أنها تزداد اشتعالاً وتوهجاً كلما تقدمت سنوات العمر وكأن الشيخوخة تقودنا إلى الطفولة من جديد”.
حكايات
حكايات المسلاتي ذاكرة لعدة تجارب إنسانية تتخطى حدود المكان لذاك الصغير لتشتمل على عوالم مختلفة بمضي الزمن. وفي ذلك يقول القاص محمد المسلاتي “لم أشأ أن أصنف هذه النصوص إلا تحت مسمى حكايات ، بالرغم من أن بعض الأصدقاء رأوا في بعضها عملاً روائياً متكاملاً، والبعض رأوا فيها قصصا قصيرة مستوفية عناصر القصة. ويضيف سأترك التصنيف للنقاد والقراء وسأكتفي بسردها لتأخذ الشكل الذي يناسبها”.
ومن هذه الحكايات: البيت والأشباح_العرافة_ نحو السماء_ رجل الأشياء العتيقة_ العجوز والقميص_ نجمة_ الزائر_ سر المزمار_ حصان بلا رأس _ خالتي للاهم _ الجنية_ العفريتة.
كيف بدأت الحكايات؟
في العام 1973 كتب القاص محمد المسلاتي للإذاعة المسموعة برنامج عنونه بــ ” الحكايات” وهذه الحكايات كما قال لي عنها المسلاتي في حوار لي معه: ليست مجرد تاريخ لمدينة بنغازي بل هي محاولة لاستعادة كل تفاصيل اللحظة وملامح الوجوه والتفاعلات الاجتماعية لأولئك البشر الذين سكنوا بالمدينة وسكنتهم، محاولة لاستعادة إيقاع الحياة داخل النص.
الحكايات لم تتوقف عند مدينة بنغازي ، فهي لا تتأطر بالبعد الجغرافي لأنها تنطلق إلى الشخصيات التي عاشت وتعيش بهذه المدينة، تفتش عبر أعماقها وترحل مع ذكرياتها.
فكل حكاية تفضي إلى أخرى وكل شخصية تفضي إلى شخصية أخرى وإلى مكان آخر وزمن آخر، فمن كل حكاية تتولد عشرات الحكايات في عالم لا متناهي بما يحقق الاستمرارية للنص ولزمن الحكاية.
لقد عشت مع الحكايات زمنها وتخيلت صورة الجدة بملامحها الصارمة ومعتقداتها التي مازالت تعيش بيننا في القرن الواحد والعشرين، كل شئ في هذه الحكايات ممتع ويحفز على انتظار الجزء الثاني منها
خاص الكتابة