لقطةٌ لنـا معًا
يا وحشي الجميل.
لم أكن أقصد، أن أشابه ماري شيلي، وأنا أصطنعك لنفسي، لم أكن أقصد، حتى أن أصطنعك لنفسي، إفساد حياتك، يساوي تغميم طريقي، إن الطرق لن تلتقي، لكنها باستمرار ستتوازى، وينبغي أن تكون سعيدة بهذا التوازي. لم أكن أقصد، أن أخفي رعشة يدي، كنتُ أحاول أن ألتقط الفنجان بهدوء، كي لا يسقط، فتندلع فضيحة، في مكان مفضل للأحبة. لم أكن أقصد، أن أعلق رأسي بالتلفاز، على كرة تأتي وتذهب، دون أن تكون فوق مائدتنا، دون أن تكون حتى قريبة منّا، كان صمتي، يشبه صمت الفيلة، وهي تشاهد الناس تتفرج عليها، من بعيد وتبتسم، مادة خام للثورة المُطفأة، كانت تقول الفيلة، ماذا يضير العالم لو صمتُ إلى الأبد؟ ماذا يزيد العالم، لو ملتُ برأسي على المائدة دون أن أسأل، متى فقدت لمعة شفتيك؟ هل كانت الأنيميا هي السبب؟
لقد حملقت الفيلة طويلًا في وجوه متفرّجيها، خاطبت إنسانيتهم، حلّفتهم بمحبة أمهاتهم، لكن كبديل عن الكلام، أخرج الناس آلات تصويرهم، ركزوا الفلاش في أعين الثائرين، حمضوا الصور، فتحنطت الفيلة، هكذا انتهت الثورة، هكذا فقدتُ الأمل، ألم يكن هذا يؤدي بالضرورة إلى أن أرفع رأسي من فوق المائدة، وأتابعك بينما تُمثِّل دورك فأراك، كرة تأتي وتذهب، وكبديل أبتسم مُتلهية، عن رؤية كادر واسع للحلم، وهو يتمطى في العتمة مرة أخيرة، ويهبط إلى آخر ما يبين من الأسفل.
صدقني لم أكن أقصد، أن أجعل الفيلة تتكلم، ولا أن أقلب إرادة الله، ولم يكن في نيتي، أن أعيد الموتى إلى المائدة، فقط أردتُ أن أستمع إلى موسيقى، حين لم يكن بوسعك أن تتكلم، أردتُ أن أطلب ماءً أكثر، كي لا أرحل ظامئة من كل شيء، أردتُ أن أعيد الثورة إلى الشوارع، دون مزيد من الدم، وددتُ لو أعوض المفقودين، عن فقدِ فاقديهم، وأن أبني العالم استنادًا إلى الورد، ببساطة حلمتُ بتقبيل دخانك، العظمة التي بين كتفك وذراعك، أو كما يقولون أرنبة أنفك، لقد حلمتُ بالنهوض عن المائدة، مرة جديدة إلى الحياة، وأنت في يدي.
هذه الأيام، أسرح كثيرًا، أذكرك قليلًا، ثم أعود موتورة إلى السينما.