بين صراعات ومتاعب الفردوس المزعوم للقرملاوي وإرث النار المفزع للسنعوسي يجد القاريء الأمل في الخلاص من خلال الأسئلة ورحلة الأبطال للسعي نحو المعرفة والتنوير وبالتالي التغيير. في كلتا الروايتين يجتمع الأبطال لتشكيل مجموعة هدفها الحقيقة ونشر الوعي: جماعة توهو في “التدوينة الأخيرة” وجماعة أولاد فؤادة في “فئران أمي حصة”. في أرض الفردوس التي رسم القرملاوي تفاصيلها في روايته، نكتشف أن لا راحة في عالم ما بعد الدينونة وأن هناك تمايز طبقي بين الناس. يبرز النبلاء والكهان في المقدمة، يليهم الدوارج الذين تتشكل منهم الطبقة الوسطى، وفي أسفل الهرم العوام الذين استسلموا لمصيرهم وتقبلوه كواقع محتوم لا فرار منه. يمسك المعبد وكهنته بزمام الأمور في الفردوس، ويتحكم النبلاء في كل شيء مع المعبد بينما الدوارج والعوام مجرد أدوات لتحقيق أغراضهم ومصالحهم. يمثل المعبد وكهنته الفاشية الدينية التي تحكم الفردوس مع النبلاء بسلطة شمولية مطلقة. وسيلتهم في التحكم هي الدين فيما يدعون أنه شريعة الرب بالإضافة للخوف والجهل اللذان يحرصان على تفشيهما بين الدوارج والعوام لإحكام القبضة عليهم. العلم مسموح فقط لطبقة النبلاء ولكبار كهنة المعبد. “يحظر التعلم على أبناء طبقة العوام حظرا باتا دون استثناء، ويعاقب من يخالف ذلك بالإبعاد دون إمهال، أما الدوارج فيحق لهم تعلم آداب الحياة البعدية ومبادئ الحساب والأرقام، ويحظر عليهم ماهو أبعد من ذلك، ويستثنى من ينبغ نبوغا ظاهرا في علم مبادئ الحساب، فيتاح له أن يحصل على إجازة من المعبد لتعلم مبادئ التجارة والمحاسبة، حتى يرتقي في خدمة التجار من طبقة النبلاء.” عزل الكهنة أهل الفردوس عن العالم الخارجي، وأوهموهم أن سكان البلاد الأخرى من أهل الكفر والضلال . اقتصر التعامل مع العالم الخارجي على الرحلات التجارية التي كان يقوم بها النبلاء ويسافر فيها الكهنة فقط حيث أوهموا أهل الفردوس أن البحر يسكنه أطياف شريرة تودي بهم إلى التهلكة ولا يقوى على مجابهتها سوى الكهنة. وكل من تسول له نفسه مخالفة أوامر المعبد تقبض عليه “قبضة السماء ودرع الخير” كما كانت تسمى شرطة المعبد ويكون مصيره هو “الإبعاد” أي الإلقاء به في بئر عميق لا قرار له يسمى هوة الإبعاد.
يكتب القرملاوي إهداء روايته، “إلى الجنة الغارقة في الضباب والأوهام… كي ينكشف الضباب، وتنجلي الأوهام.” فنجد في مقابل سطوة وبطش المعبد أن هناك من يسعى للخلاص والبحث عن الحقيقة الضائعة. الكاهن ماهيزو يكتشف زيف تعاليم المعبد وأن ما يظنه الناس الفردوس ماهو إلا بلد مثله مثل أي بلد آخر من تلك البلدان التي تحيطهم والتي سافر إليها مع رحلات التجارة التابعة للنبلاء والمعبد. كانت أناهيا زوجته هي أول من بذرت الشك في نفسه وشجعته على الأسئلة والبحث عن المعرفة. في البداية واجه شكها بالصدمة والرفض، مصمما على ما ترسب في وجدانه من تعاليم المعبد التي يزرعها بدوره في وعي الأطفال. فترة الجفاء والخصومة التي واجهها بها لم تلبث أن زالت وقد فتح عقله وقلبه ورأى حقيقة ما كان يرفض التفكير فيه من قبل. لكن رغم ذلك كان من الصعب عليه إعلان الحقيقة دفعة واحدة: ” كنت سجانا قبل أن أرى، ثم ألفيتني سجينا بعد أن رأيت، وسأسعى ما حييت كي أكسر القيد.” أسس ماهيزو مع عدد من تلاميذه جماعة توهو التي تجتمع لتناقش ما يشغل بالهم من قضايا متعلقة بالطبقية والظلم المتفشيين في فردوسهم، بالإضافة لشرائع الرب التي يزعمها الكهنة ويفرضونها على أهل الفردوس. كان من بين أعضاء الجماعة السرية بنتو صانع السلال وميلزو الحداد وتيها التي تساعد الكاهن ماهيزو في التدوين وترتيب الكتب. شجعهم ماهيزو على التشكك وعلى القاء الأسئلة. كانت تيها فتاة ذكية كثيرة الأسئلة، يطلب منها معلمها ماهيزو اخفاء أسئلتها عن الجميع حماية لها من الأذى لكنه في المقابل كان يشجعها على أن تطرح عليه ما تشاء من أسئلة مهما كانت. عندما تسائلت تيها عن هجرة الطيورولماذا تغادر الفردوس إذا لم يكن هناك مكان أجمل منها، تقبل منها ماهيزو السؤال وأجابها بأن الطيور تبحث عن المكان المناسب لها وأن ما يراه الإنسان فردوسا قد لا تراه الطيور كذلك. في المقابل، عندما ألقت نفس السؤال على حبيبها شابي واجهها بالرفض والصدمة كما واجه ماهيزو أناهيا في باديء الأمر، ونهرها لتشكيكها في حكمة الرب.
عندما فكر ماهيزو في خطة بالتعاون مع ميلزو وبنتو لفضح أكاذيب المعبد فشلت الخطة وتم الحكم على ماهيزو بالإبعاد، خاصة وقد افتضح أمره وعرف كهنة المعبد أنه كان يتعلم لغة أهل نورال ويترجم أوراقهم. كان تعلم لغة أهل البلاد الأخرى محرما حتى على الكهنة، الذين قاموا بإخفاء أمر السفينة الغارقة التي أتت لشاطئ الفردوس محملة بكتبهم وأوراقهم التي تفضح أكاذيب الكهنة وتظهر أن سكان البلاد الأخرى بشر مثلهم لهم أديانهم وعلاقتهم بالرب وليسوا محض شر خالص. قبل تنفيذ حكم الإبعاد والقاء ماهيزو في غياهب البئر، تم قطع لسانه حتى لا يتاح له فرصة الدفاع عن نفسه كما هو مفترض وحتى لا يبلبل أفكار أهل الفردوس بكلماته إن هم عرفوا أن القيامة لم تقم بعد وأنه مازال بمقدورهم تغيير أوضاعهم. لكن تدوينته الأخيرة عرفت طريقها للنور وانتشرت كلماته التي أرادوا اخراسها بقطع لسانه عبر أكثر من لسان، يتلو أجزاء منها بالتناوب أشخاص اندسوا وسط الحشد الذي تجمع ليشهد تنفيذ الحكم. نجحت تيها في انقاذ آخر كلمات لمعلمها قبل الرحيل. “أنا الكاهن ماهيزو سول فاشوري، أقول لكم قبل أن أغادركم: إني أحبكم، وإن الفردوس أحب الأوطان إلي.” لم يقترف ما اقترف بدافع خيانة الوطن، بل بدافع الحب. “هي فردوس بلا ريب، ولكنها ليست فردوس السماء الموعودة، ولا بضعة منها، ولا أرضى أن يحجبكم عن فردوس السماء ضلال. ابحثوا عنها في حنايا المعبد الكبير. ادخلوه من أبوابه الخفية. لا تركنوا إلى ما درجتم عليه، وإن أرضاكم. عليكم ببقايا السفينة الغارقة في سراديب المعبد المغلقة. عليكم بالبحر والترحال وسبر أغوار الحقيقة، ولا تيأسوا من سبيل المولى العلي، فهو موصول بخطاكم، إن أنتم فتحتم أعينكم لتروه.” في النهاية تنفذ تيها وصيته وتلجأ للبحر هاربة في سفينة من السفن التجارية للمعبد المرتحلة لبلاد نورال. تهاجر بحثا عن الحقيقة وعن مكان يناسبها مثل طيور الفردوس المهاجرة التي أرقت تفكيرها من قبل.
في “فئران أمي حصة”، نرى البطلالراوي الذي يظل دون اسم وهو يبدأ الالحاح بالسؤال منذ طفولته. في البداية يكون السؤال للحصول على مفتاح الباب والخروج، ثم تكبر أسئلته وتتوالى سواء لأمه أو للجارة العجوز حصة أو للمدرسين في المدرسة. تقابل أسئلته بالزجر في الغالب والتحذير ما بين عيب وحرام. تقسم أمه بالله الذي رفع السماء أنها سوف تضربه على فمه حتى تدمي شفتيه لو لم يكف عن السؤال، بينما تحذره العجوز حصة أن الله سوف يسقط السماء فوق رؤوسهم لو لم يتوقف عن ما تراه أسئلة محرمة. المدرس في مدرسته يتأفف من كثرة أسئلته ويحيله لمدرس التربية الدينية بدلا من التورط في إجابات للأسئلة. يكبر وتزداد أسئلته حتى كان اليوم الذي شهد خلاله شجارا بعد انتهاء اليوم الدراسي بين بعض الأولاد من السنة وبين صديقه صادق الشيعي. تورط في الدفاع عن صديقه وحماه من ركلات الصبية، لكنه لم يجد من يحميه هو من الحيرة والسؤال. واجه أمه بسن مكسور وفم نازف وحيرة تبحث عن الهوية: يسألها هل نحن سنة أم شيعة؟ هددته بالضرب وأخبرته أنه مسلم وكفى. يظل هذا السؤال وهذا الصراع هو الدافع الرئيسي المحرك لأحداث الرواية سواء في الخط الزمني الماضي الذي تدور أحداثه في إرث النار، أو الخط الزمني الحاضر الذي يحدث الآن. التعصب المذهبي والفتنة الطائفية والنار التي تشعلها فتأكل كل ما تمر به وتخلفه رمادا هو إرث النار.
تتكرر الإشارة خلال الرواية لمسلسل “على الدنيا السلام” الذي أذيع في الكويت عام 1987 وظهرت فيه شخصية فؤادة، مدرسة التاريخ التي كانت نزيلة في إحدى مصحات الأمراض العقلية. تحمل فؤادة مصيدة فئران وتكرر مقولتها تحذر الناس، “أنا التاريخ كله، وأحذركم من الآن، الفئران آتية، احموا الناس من الطاعون!” تبقى هذه المقولة والإشارة للفئران تيمة رئيسية في الرواية، تكررها أمي حصة في تلميحها لقصة الفئران الأربعة التي تعد البطل بأن تقصها عليه دون أن تفعل. لكن رغم ذلك، تخبره أنه لا يحتاج أن يرى الفئران بعينه كي يتأكد من وجودها فهناك ما يكفي من دلالات لتأكيد وجودها. يقسم البطل روايته “إرث النار” لعدة فصول، يحمل كل فصل منها اسم فأر من الفئران الأربعة: شرر، لظى، جمر ورماد. ورغم أنها لم تحكي حكاية الفئران الأربعة، إلا أن أمي حصة حكت حكاية النجم سهيل والشهاب شهاب، وكيف أن اختلافهما أدى لخراب أرضهما التي هاجمتها الفئران.
يشاهد البطل الخلاف بدءا من دائرته الصغيرة وحتى محيطه الواسع من حوله. الجيران، والد صديقه فهد السني، ووالد صديقه صادق الشيعي، في نزاع دائم. تزيد الحرب العراقية الإيرانية من حدة الخلافات والفتنة حيث تتصدر صورة صدام منزل فهد بينما توجد صورة الخميني في منزل صادق. تتغير العلاقات بين السنة والشيعة في الكويت أكثر وتزداد حدة وتوترا حتى يحدث الغزو العراقي للكويت فتشتعل العلاقات بين الجنسيات المختلفة الموالية للغزو من جهة والمعارضة له من جهة أخرى. في عام الغزو، توفت الجدة حصة التي كانت بمثابة عمود الخيمة التي تجمع الجميع والتي كانت مؤيدة للقضية الفلسطينية وتحض الأطفال على التبرع لها بدلا من شراء الحلوى. أما بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت، فقد تم طرد الفلسطينيين وغيرهم ممن أيدوا العراق وقت الاحتلال بصرف النظر عن الجيرة والعشرة والمواقف الشخصية للأفراد. يعترض البطل في المدرسة عندما يدخل المدرس الفصل في أول حصة عند استئناف الدراسة بعدما رحلت القوات العراقية المحتلة، ويطلب منهم حذف علم العراق وأعلام باقي الدول المؤيدة له من كتبهم المدرسية، بعد أن وقفوا منذ لحظات في طابور الصباح يتغنون بنشيد للوحدة العربية. يطالب إما بإلغاء النشيد أو ترك الأعلام. حتى عندما انتصر الحب مؤقتا وتزوج فهد السني من حوراء الشيعية شقيقة صديقه صادق، لم يتم الأمر بسهولة ولم يدم الوفاق طويلا وازدادت المناكفات بين الأسرتين حتى رحلت حوراء لبيت أهلها طالبة الانفصال. تنفجر الأوضاع والصراعات بين الطوائف والمذاهب المختلفة حتى تصبح الكويت مسرحا لحرب أهلية دامية وتغلب عليها رائحة الموت ويحلق في سماءها تباع الجيف. صار هناك نهر من مياه الصرف التي طفحت لتفصل بين المنطقتين السنية والشيعية، يعلوها جسر يقف على كل طرف منه فريق يقتل على الهوية كل من يحاول العبور من جهة لأخرى لتغيب الجثث في قاع النهر النتن ولا يلحظ أحد الرائحة الخانقة سوى البطل وأيوب ابن عم صادق.
في مواجهة كل هذا الخراب، اتفق البطل مع أصدقائه على تأسيس جماعة أولاد فؤادة لتحذير الناس من الفئران والطاعون القادم. ولدت فكرة الجماعة بعد أن حضرالأصدقاء ندوة للوحدة الوطنية شارك فيها ممثلين لكل الأطراف أنكروا فيها وجود أي فتنة مما أغضب البطل وانتهى به الأمر هو وأصدقائه متورطين في شجار مثل ذلك الذي أدى بالبطل لتساؤلاته عن الهوية لأول مرة أيام شاهد صديقه الشيعي يتلقى الركلات من الصبية السنيين. ضمت جماعة أولاد فؤادة البطل وابن خاله ضاوي السني المتشدد، وصديقه فهد السني وعمته فوزية، بالإضافة لصادق الشيعي وأيوب ابن عمه الذي يعمل بجريدة الرأي وحوراء شقيقة صادق وزوجة فهد. كان هدفهم التوعية من خطورة الفتنة وجمع الأطراف المتفرقة، ولتحقيق ذلك لجأوا لتأسيس صفحة على الانترنت واطلاق بث إذاعي يقدم كل منهم من خلاله برنامجا مختلفا. في سعيهم لذلك وخلال عملهم لنشر الحقيقة والمعرفة من أجل التغيير للأفضل، تغيروا هم أيضا حتى أن ضاوي المتشدد الذي كان منزعجا من قبل لقضاء البطل وقته في المكتبة يقرأ كتبا عن أبوحيان التوحيدي ويراها كتب تفسد العقل، صار مؤمنا أن عمله في جماعة فؤادة هو شكل من أشكال الجهاد بدلا من تورطه السابق في أعمال ضد القوات الأمريكية في الكويت. لكن النزاع والفتنة لا تلبث نارها أن تطال الأصدقاء أنفسهم حيث يتشاجر صادق وفهد بعنف يؤدي إلى أن يضرب فهد صادق بحجر قبل أن تصدم فهد سيارة وهو يركض بجنون بعد أن يعتقد أنه قتل صديقه. يموت فهد في المستشفى ويبقى صادق حيا لكن مختفيا يرفض العودة. تتحقق قصة النجم سهيل والشهاب شهاب التي حكتها الجدة حصة في طفولتهم. ضاوي يحترق مع مقر أولاد فؤادة الذي أشعل أحدهم فيه النيران. وينتهي الأمر بالبطل وأيوب وهم مطاردين من جماعات القتلة على الجسر فوق نهر البين برائحته الخانقة بعد أن دهسوا الفريقين بالسيارة وقتلوا منهم أفرادا، لكنهم يضطرون للهرب جريا على الأقدام بعد أن نفذ البنزين من السيارة فوق الجسر. يبقى الأمل في النهاية معلقا على الطفلة حصة التي عثر عليها البطل في العمارة التي بها المقر المحترق لأولاد فؤادة، وهي تبحث عن والدها المفقود. الطفلة هي الوحيدة غير البطل وأيوب التي تشم الرائحة الكريهة العالقة في الجو، وهي ووالدها من المعجبين والمؤيدين للجماعة. ترسم حصة الصغيرة على كفها شعار أولاد فؤادة: فأر مشطوب فوقه بعلامة اكس. وبالإضافة لحصة هناك أيضا الولدين التوأم أبناء فهد وحوراء اللذان رسمت لهما حصة الشعار على كفيهما هما أيضا. على الجيل الجديد حمل المسئولية وعليهم يقع الأمل.
إرث النار في “فئران أمي حصة” تقابل تدوينة ماهيزو في “التدوينة الأخيرة”. كلاهما كانتا وسيلة البطل في الروايتين لإطلاق صرخة هي بمثابة تحذير وإعلان وحث للسعي إلى البحث عن الحقيقة. حتى أن البطل في إرث النار على خلاف كتاباته الأخرى، لم يلجأ لاستخدام أسماء مستعارة بل استخدم أسماء شخوصه الحقيقية. ربما كانت هذه الجرعة الزائدة من الحقيقة هي ما عجز البعض عن مواجهته ولو كانت تلك المواجهة على صفحات عمل أدبي، حيث أنه تم منع تداول “فئران أمي حصة” في الكويت بعد أيام قليلة من صدورها. رغم أن من يقومون بتعرية الحقيقة هم منبوذين من جميع الأطراف ولا يلقون قبولا من أحد، إلا أن الشيء الوحيد المؤكد وسط كل الركام والخراب هو أن هؤلاء لا يقومون بالفضح من باب الخيانة، بل من باب عشق الوطن، وباب الحق الذي يشرعونه عن آخره عل نوره يضيء السبيل. لم يكن ماهيزو ضالا خائنا تلبسه الإثم هو ولا جماعة توهو، ولم يكن أولاد فؤادة من الخونة كما كانت تراهم كل جماعة وهي تنسبهم للطرف الآخر، فتم اعتبارهم روافض ونواصب وملاحدة وهم لا انتماء لهم سوى لوطن ولمبدأ. ويبقى في النهاية واقع الديستوبيا الذي نحياه ولن يغيره وهم الفردوس ، ولن يبدده سوى الحقيقة والمواجهة، وإلا سقطنا جميعا في هوة الإبعاد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إيناس التركي
قاصة وكاتبة مصرية