3 قصائد

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

هيرميس

 

العملُ جارٍ على بناءِ الدمعة

أحيانًا، أودّ لو تأتي الرصاصةُ من الخلف،

مِن كلّ القاذورات التي حينَ ولّى عهدُ طفولتي، ما عدت أعبث فيها،

الآن، في أمكنةٍ يولّي فيها العقلُ هاربًا، أتبادلُ

مع القَدَرِ، نديمي، كؤوسًا مليئةً بالسمّ

وهناكَ أيضًا، يجري العمَلُ على بناء الدمعة

ليسَ مِن الخسارة، الخسارةُ لا تبني الدموع

ولا مِنَ الحبّ أو حتّى الألم

حتى زيارات الموت المفاجئة، لا تكسرُ صخور العين

وصخور العين تلكَ، التي يستطيع فيها الحالم أن يرى نفسه،

ممكوسةٌ مِن ملوكٍ عُور خالدين

هم تمام الأقمار وعودة الصبح من عين النسيان

كلّ المواقيت هناك، وأذاناتها، مفتوحةٌ كالتقويم

وأنا هُناكَ سلسلةٌ من السرقات تلبط الأجساد

 

وكلصٍّ عتيدٍ ينبغي أن يكون ظهركَ قبالتك

والدربةُ التي تلمع وأنت تشيخ

ساخنةٌ كالجمر، ومسنونةٌ كخنجرٍ جديد، لم يثلمه الدم

والموتُ اختياريٌّ كالسوق

يُعْرَضُ فيه الموتى على ضوء أهلّة الرموز

والمَشهدُ هو مشهدُ قفاكَ بين مرآتي حلاق

يتكررّ إلى الأبد

 

تعال إذن معي، يا من تبحثُ عن عاصفة

الجهاتُ غضوبةٌ هُنا، والبَحرُ قريب

والملائكةُ والشياطين، مبالغاتٌ تتفتحُ كورودٍ

وتذبلُ كورود

وحين تتفتّت في شتاءٍ قاسٍ،

لا يبقى منها ذكريات.

 

 

أحكام غريبة

للتو خرجت القاهرة من القيامة

شوارعها القذرة

يهبط عليها الفجر باردًا

 

لا نفهم ما الذي حدث لنا

لنصبح وحيدين في الغيتوهات

بدون أي أملٍ في الحب

 

للتو تمت تسمية كل شيء

فهؤلاء المتسلطون يعرفون نارهم جيدًا

ويعرفون أن بقية القطيع سيكون أوفر حظًا

حيث ستمنح الميداليات هذه المرّة

لمن ماتوا في المظاهرات

ثم يحكم عليهم بأحكامٍ غريبة

 

واحدٌ مثلي أنا حُكِمَ عليه

أن يشرف على تقشير البرتقال

وتقسيمه بين الجنود للأبد

 

إلى مارثا

 

مكبلًا جئتكِ وخمورٌ غريبةٌ تلوّع روحي

لم أكن ذو عيونٍ لأرى ولا كنتُ

ذو مساءٍ وأصدقاء

كحيةٍ تاهت عن فم الملك الذي خرجت منهُ

ورأتكِ، لا لم تركِ، فقط الدم الحار في عروقكِ أخرجها من النهر

حَوَّلَها لشبلٍ صغير

يموء عند قدميك، يسنّ مخالبه بسكاكين مطبخك

كل الحكاية أنني أستطيع عندما يعلو الماء وتنقلب العيون

أن أرسو على عينيك كفكرةٍ لا تهم أحدا

أن أنزل بعد ذلك من عينيكِ

كدمعةٍ لا أستطيع ذرفها من الضعف

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعر مصري

خاص الكتابة

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم