إذا كان الحبُّ في قصائِدك ذاتَه
لا زيادة فيه ولا نُقصان،
عُد إلى ابنِ حزمٍ الأندلسي
وانتبهْ لنبضِ قلبِكَ
إذا كانتِ اللغةُ لا تُطيعك
والكتابة صعبة المِراس، أطِعها
وإلّا متَّ من القهرِ
كلّما رأيتها تضاحكُ غيرَك
إذا كانت المُفردات في نصوصك
ذاتَها طوالَ عام،
استبدِل ساعة يدكَ
ولا تشتم معلّم اللغة
إذا لم يكن نثرُك كشعرِكَ،
شفيفا
لا مجازًا فيه ولا شغفًا ولا فكرةً مشرقةً
فاعترِف لنفسِكَ على الأقلّ
أنكَ كغيركَ، واحد منهم تنتحل الكتابةَ أو تبتذل!
………………..
طقوس الجنازة!
الذهاب معك مضيعةٌ للوقت
فلا شيء لديك تقوله لي سوى الذي قلتَ
وقِيل
إذ لم يكن عن الحبّ الذي لا تحبّه
فعن وطنٍ لا تسكنه
مفردتان تلفّ حولهما
والكلامُ،
رُزمٌ مربوطة إلى بعضها كي لا تفرّ
واللغةُ أسيرةٌ بين فكّيكَ
فمِل مع الهواءِ وقُل ما يقوله الفائزون بالوقتِ،
كصدى مارقٍ
وسِر كما يسير التابعُ
كالظلّ
لا فكرةً لديكَ
لا فكرة سواك
ولا صوتا
ولا صورةً إلّاك!
فاتكِّئ على موجةِ غيرك كي تكون
وكي تعلو قليلا فوقَ سطحِ الوجودِ
الوردُ على عتبةِ نصكَ رشوة
ونبيذك حامضٌ
حامضٌ
ورقُكَ كفنٌ أبيض والحروف شرائط تحزمُ موتَك
وأنا هنا، والقصيدة، نتدبّرُ طقوس الجنازة
والفاتحة!
…………………..
“منفيست” الصداقة
سأشعر بالخديعةِ،
لو أنك انكفأت،
لو أنك عُدتَ إلى يقينكَ
وتركتني وحيدا،
أمامَ السؤال
سأشعرُ بالمرارةِ،
لو أنك احتفظتَ لنفسِك بضعفِ حصّتي
من اللُغة
وضعفِها من الماءِ
والهواءِ.
والعدلُ أولى الفضائلِ!
سأشعرُ بالخوفِ لو أنَّك
أبقيتَ على خنجركِ
معك،
ونحنُ سائرون بقلوب بيضاء
إلى سُدرةِ المُنتهى
سأشعرُ بالريبةِ،
لو أنك احتفظتَ بِبعضَ الأساطير
وبعضَ البطولاتِ
طليقةً
خارجَ الأرشيفِ
سأشعرُ بالأسى عليكَ
وعليّ
لو أنك غافلتني
وعُدتَ إلى خيمتكَ
تُدرّبُ ذريّتك على الثأرِ
وقطع الطريقِ
سأشعرُ بالندمِ
لو أنك،
قبلَ بلوغِ الأعالي
أبلغتني
أننا في الأصلِ مختلفان
وأنك أكثر
وأنّي أقلّ
سيقتلني اليأسُ
لو أنكَ وشيتَ بي
في خلوتي، أسيرُ في الفِكرةِ العاليةِ،
لو أنكَ سلّمتهم اسمِي
والقافَ في لفظي
والأناشيدَ التي أحبّ
واليومَ الذي أكره
سيقتلني اليأسُ،
والصديق، اتفقنا، مَن يصدُقك
والعدلُ بدءُ الفضائلِ
والعقلُ إمامُ الزمانِ