مرزوق الحلبي
ـ مُهداة إلى الصديق علاء حليحل ـ
جِئْنا وكلُّ فراشةٍ
بشارةٌ
فخُذُوها بقوّةٍ إلى قلوبِكم
نجمةً تُضيء الكونَ
لا صورة على الشاشةِ
مَن لا يفتحُ قلبَه
وعقلَه
للفراشِ
ويُحني لوهجِه قامتَهُ
سيدهمه
الجرادُ يومًا،
أو يتيهُ
في كل لونٍ للفراشِ رسالةٌ
فأينَ همْ سُعاةُ البَريدِ؟
وأين الغاوونَ
يُترجمونَ حديثَنا
وأثرَ الفراشِ
كي لا يزول!
حياتنا كلّها يومان أو ثلاثة
نعيشها بشغف
وحياتكم؟
نطيرُ، نطيرُ ولا نهدأُ
نضع عيوننا في عيونكم
وأجنحتَنا فِي وقتِكم
وألوانَنَا فِي مراياكُم
ثمَّ نرحلُ
فهلِ اقْتنعتُم إنَّ العالمَ ليسَ لكُم وحدكُم!
لكلِّ روحٍ فيكم
فراشةٌ توأمٌ،
هيَ فُرصتُكُم أنْ يلتقطَ كلُّ واحدٍ منكُم روحَه
الملوّنة!
نأتِي
ثمَّ نمضِي
ثمّ نأتِي
نملأُ الدُّنيَا صَخَبًا
وألوانًا
لا نُؤذي أحدًا
نموتُ على الطبيعةِ
دونَ أنْ نُشعلَ حربًا
كلُّ الفراشات
دونَ استثناء
طيّبُة السريرةِ
لا نخذلُ أحدًا ولا نستغيبُ
كلُّ ما لدينا تقوله برفيف أجنحةٍ
ملوّنة
ليس إلا!
كلُّ فراشةٍ
لأختِها فراشةٌ
ولَها،
الوجهةُ ذاتُها
مهما يكُن اللونُ
وطول الجناحيْنِ
تطيرُ
تطيرُ
لا تلوي على شيءٍ
لا أرضَ لَنا
نختلِفُ عليها
ولا علمَ ولا نشيدَ
نعبرُ الحدودَ الّتي رسَمَتْها
أيديكُم
ونُشفقُ علَى الحرَسِ
في نقاطِ العبورِ
لا يرِثُ الفراشُ
ولا يورثُ
لا يملكُ شيئًا فِي السِّجلّاتِ
لا عقارًا
ولا أرضًا نموتُ لأجلِها
خِفافًا نصلُ إلَى سُدرةِ المُنتهى
هذا الهواءُ
الذي تركتموهُ لَنَا
ملوّثٌ
والماءُ في الأنهارِ
لو أنّكم تفكّرون أبعدَ
من جيوبكُم
نقولُ لكُم ونحنُ نطيرُ
مِن فوقٍ،
تبدونَ على حقيقتِكم
صغارًا
وأضواءُ سيّاراتِكُم
مصيدةً
أفضلُ ما عِندكمُ
البرارِي
وصديقٌ يكتبُ لصديقٍ فِي الغُربَةِ
وردًا
لنَا أثرُ الفراشِ
ولكُم أثرُ الطاغيةِ
وسجونِه
نطيرُ بالفِطرةِ
أبعدَ
أبعدَ مما ترونَ
نطيرُ بشَغفٍ إلى مُنتهانا
بأجنحةٍ ملوّنةٍ يغمرُهَا النورُ
ونحنُ في طريقِنَا إلَى العُلَا
نتكئ على القصائدِ المُرسَلَةِ
ونرتاحُ
في حدائقِ الشعراءِ
….
(آذار 2019)