حسام وهبان
المحولجي
أشار للقطار أن يمر
السائق الأعمي أطلق الصافرة
أضاء مصباحا تكالب عليه الغبار
لكنه يكفي لطريق يسير فيه وحيداً بلا فرصة للرجوع
لا بد له أن يسير
لأنه لا يعرف غير المسير
درب قديم
تناسلت فيه الحسرات والدموع
يتغير المسافرون
لكنه خالد
في ضبابه الذي يخفيه عن عيون الزمن
لك أن تري
دخان القطار الذي يبتعد
يتبدد في الفضاء البعيد
من الممكن أن يكون الوداع جميلا
تودع حياة لم تعشها بعد
أزهارها لم يمت عطرها
في ذاتها حياة لا يدركها أحد
تكتشف ينابيعها أينما كانت
لم تلمس يوما تويجاتها المزهرة
عطرها كان عالمك المشتهي
عطرها تحمله الرياح بعيدا
لك أن تتألم
أنت أيضا بكيت عند ولادتك الأولي
ولمً تقل لنا أبدا ماذا رأيت
ربما تركت حياتك الحقة
وأتيت إلي عالم
تدرك جيدا أنك لن تعيشه أبدا