“100 لون” .. لكي تتعدد فرص الحياة

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

ياسمين مجدي

هناك فكرة عن الأشخاص القادرة على التلون .. ونقصد غالبًا أنهم الأشخاص المنافقون الذين يغيرون من آرائهم وشخصياتهم حسب مصالحهم وحسب المواقف المختلفة. هذه حكمة شعبية، يأخذها الشاعر محمد الفقي ويخرج بكتابه شعر العامية للأطفال "100 لون"، لكن الشاعر يقدم الفكرة بطريقة مختلفة، ويستفيد من فكرة مئة لون في أن يقدم أفكارًا إيجابية كثيرة يمكن أن نكوِّن بها شخصياتنا على عكس ما تعودنا من استخدام الكلمة نفسها.

“نفسي أكون كابتن طيار

وأطير في السما ليل ونهار

وأكون زي الكروان طيب

وأسبح وأقول أشعار”

يرسم محمد الفقي مع الطفل مفتاح لمئة فكرة يمكن أن يصبح عليها الطفل عندما يكبر، سواء فكرة تتعلق بالوظيفة أو بالأخلاق التي يمارسها، مثل:

“نفسي أكون زي العصافير

حرة ف طيرها بشكل كبير

ولا يمنعها عن الطيران

سن القوانين والدساتير”

تخبر النصوص الأطفال أن الحلم لا يقف عند أن تكون قاضيًا أو عاملاً، لكن الحلم أوسع من ذلك.. أن تكون “قاضياَ عادلاً” أو عامل أنتاج و”لا أسيب وطني في يوم يحتاج” أو صياد أسماك “أرضى بكل المقسوم ليا”، هكذا تتسع الأمنية من مجرد وظيفة إلى فكرة راسخة وقيمة.

 كتاب “100 لون” هو كتاب النص الواحد الطويل، المقسم إلى نصوص صغيرة كلها تبدأ بجملة “نفسي أكون”. ولأنه استخدم الفكرة الشعبية عن الإنسان حين يغير من ألوانه ، لكنه أعاد تقديمها بطريقة إيجابية للطفل، وجعل تغيير الألوان هو تنوع في القيم والوظائف المتاحة للإنسان.. وكان من المناسب أن يقدم من وحي الفكرة الشعبية نص عامية قريب للطفل.

كانت الرسوم توضيحية لأنها تعكس للطفل الوظيفة التي يتكلم عنها النص فترسم الصياد والمعلم، وكانت رسومًا مبهجة وطفولية، لكن ربما كان في إمكان الرسامة استعمال فكرة 100 لون مثل عنوان الكتاب لتقدم لوحات تختلف عن بعضها في اللون والشخصية.

“نفسي أكون وأكون وهكون

وإن ضاق على أحلامي الكون

راح أفضل واحد بخيالي

ألوانه تزيد عن ميت لون”

 

عن الكتاب

اسم الكتاب: 100 لون

اسم المؤلف: محمد الفقي

سنة النشر: 2017

رسوم: منى محمد حسين

مقالات من نفس القسم