بعد أن استبعد فيليب لوجون عنصر الحدث وأهميته، من شروط كتابة اليوميات، بل كما قال كمال الرياحي أسقط إلزامية الكتابة نفسها، وعرف اليوميات بإنها سلسلة آثار، آثار يتركها الشخص أثناء طريقه في الحياة،
آثار مؤرخة.
سأكتب ما أريد، إنها يوميات شخصية، فيليب لوجون يقف في صفي تماماً، أحاول أن أبحث لنفسي عن عائلة من المنظرين والفلاسفة والفنانين والشعراء، اليوم سأضيف لوجون إلى الألماني كيرت شويترز، الذي اكتشفته أخيراً. الأول يهمس لي: اكتبي يومياتك، هي مجرد أثر على وجودك، يمكنني من التخفف من التحميلات الأدبية للكتابة، الثاني يغمرني في أكياس الأرز وعلب شاي ليبتون، وملصقات الكورن فليكس، ويقول بتحد: هيا يا سارة شكلي يومياتك من الأوراق المهملة وفواتير مصروفات الدراسة، وأوراق الشوكولاتة.
أفكر كيف يمكن أن تصطف المشاعر، ممددة تتجاور على الورق، هل يستقر القلق في مكانه على السطور، أم يحاول فرض سطوته على المشاعر الأخرى، لتجن هي الأخرى وتبدأ في التخطيط لصراعات جديدة على الورق، بعد انفلاتها من أعماقي..
ماذا عن الجنون الذي تراجع، والوحدة التي ترقص على المسرح الكبير، بلا جمهور.
الحب والقبلة والرغبة والأمومة التي تقهرهم، ماذا عن الأسرار الساكنة في العمق، والتأويلات التي تحوم حولها، دون أن تداهمها.
لا يهم ما بداخل اليوميات، أنا أقول إنه هراء مؤرخ، أكتبه لأقول: أنا سارة، أنا كنت هنا: ولوجون يسمه يوميات. أوكي يا لوجون، دعني أفعل كما يفعلون، وأقول بعمق وأريحية: “نعم نعم، أنا أتفق معك.”