يكتب رسالة طويلة – لأقارب غائبين –
تبدأ بالشوق
وتنتهي
بعاصفة من شتائم
لا تليق بموظف حكومي
على وشك التقاعد
ثم يتلو رسالته عليها
لا يشطب كلمة
لا يغير حرفا
فقط
تعبيرات وجهها تؤكد تحياته وأشواقه
فيما – و بحركة عفوية من يديها – تعترض
على نقمته الصاحية
وبكوب ساخن
من الينسون
أو ورق الجوافة المغلي
تسبق أزمة الربو بدقيقة واحدة
أو دقيقتين
لم نكن صغارا
لنعرف كيف يكون الهواء نفسه خائنا
وكيف في ليل المدينة تتحد النشادر بالضغائن
في الحضور كما في الرسائل
يبدأ اللقاء بالحضن
وينتهي باللعن
وبعثرة الأشياء التي اشتراها لهم
من قوته
كانوا عقبة في طريقه
وكنا حجارة ثقيلة في ذيل جلبابه
قرآن في الصباح
وغناء بالليل
– إذا غاب السعال–
وبينهما
مدفون في كتاب أو جريدة
ستون عاما بالكمال
لم يحقق أي حلم من أحلامه الصغيرة
فكان طبيعيا أن تتليف رئتاه
واحدة من الحزن
وواحدة من الغضب
أنا أيضا أحببت الرسائل مثله
ومع الوقت تعلمت
كيف أبدؤها بالغناء وكيف أختمها
بعاصفة
أو حريق