عبد الرحيم التدلاوي.
بلاغة
.
العالم صامت..
أنت من أنطقه!
**
كلت يداي
تركتهما معلقتين
بالباب
ودخلت غرفة العمليات
لأهب
هذا العالم
قلبي.
**
عميقة هي الأماكن
التي لا يصلها الضوء
ومظلمة
كاللاوعي.
**
كنت عديم الفائدة
في حياتي
لما مت
نبتت فوق قبري
شجرة عظيمة
ظللت كل المقبرة.
**
حين تخففت مني
صرت حرا..
كم كنت ثقيلا عليّ
الآن، يمكنني أن أحلق
كالنسيم.
**
يا للعجب!
حين توارت نفسي
اختفى العالم.
**
تتهادى الحسناء كسكين؛ السكين على الرقبة؛ السكين كحسناء تتهادي؛ الحسناء تمسك برقبته.
**
غادرت السلحفاة بيتها
ونامت عارية في الخلاء
غمرتها السعادة..
لولا ذلك الحجر.
**
حين قلت لها: أحبك
لم تحمر خجلا
لكن الوردة التي بين يديها
أخبرتني بحمرتها.
**
طال حزنه قناع المهرج حين وضعه على وجهه. تجعد كثيرا وتفتت.
**
جرح الورد
مزهريته.
**
قف مستقيما
مستقيما قف
لعل حدبة..
تختفي.
يكفيك انحناء
**
هذا العالم لنا جميعا…
أرى الزعماء مبسوطين باقتسامه..
أكلوا فشبعنا.
**
لا تراهن على جندي ما علمته سوى فن القتل..
كلما ستحصل عليه هو:
وحش وهزيمة.
**
تتوارى المرايا حين تبصره قادما…
تخاف على نفسها من التشقق.
**
جعت لأبقى مستيقظا..
وغيري شبع لينام.
**
تسير السلحفاة ببطء:
ما أثقل الحكمة!
**
يجلس كبوذي؛
همه أن تتحرك عقارب الساعة.
**
في بحثه المستمر، يدرك أن أفضل الأمكنة
هي
تلك التي تحجبها الظلمة.
**
حول رقبته حبل المشنقة؛
وفي يده وردة.
**
من أين أتى هذا النهر الجارف؟
من دمعة واحدة من وجع القلب.
**
تكره المصابيح الشمس!
لا ترى نفسها إلا حين تغيب..
**
مرارا حاول أن يفصل العالم على هواه..
عانده المقص..
لتطويعه:
ففصل نفسه على هوى العالم.
**
وما المهم في هذه الحياة، سيدي؟
أن تنجب
والموت يتكفل بالباقي!
**
فاض قلبي…
فثمل العالم.
*
لم أعرف معنى الغرق
إلا حين
جذبتني إلى أعماق
حبها..
**
ترديني عيناك
من ينجيني من الغرق؟
لا طوف يرفعني
أو يفك
أسري
وقد كبلني حبك
ففقدت فن النوم.
**
ندب
**
قالوا لي: إن الجرح حين يلتئم يترك ندبا.
مالي أرى جرحي وقد التأم لم يترك سوى صورتك؟
**
لست الوحيد..
فالنهر الذي غمست فيه رجليها
قد تجمد.