البهاء حسين
لا بدّ أن تسألى النجوم عن وجهتك
قبل أن تخرجى من نفسك
ستدلك على قلبى
:
ماذا أفعل يا “روح”
إن لم تكونى موطنى
،،
لماذا يكون الألم دائماً هو البطل
والفرح كومبارس
:
حافياً يمشى كلّ من يتألم
،،
أعرف قلبك
أعرف إلى أين يقودك الليل
أعرف السماء حين تبتلى إحداهن بزوج نرجسىّ
الزمن حين يمارس نفوذه على أصابعها
:
حين طلبتُ منك صورة لكفك اليسرى
كنتُ أريد أن أرى قلبك
أردتُ صورة لأصابع رجليك
لأنى أردتُ أن أرى الزمن وهو يقسو على الملامح
لأن عمرنا الحقيقى فى أقدامنا يا ” روح “
لا نظهر على حقيقتنا إلا فى الأصابع
:
قدماكَ تلمسُ حقيقتك الأولى
أصابعك تتذكر ما نسيتَه أنت من خطوات
الروح تخرجُ من القدمين
،،
ليس ذنب الأقدام أنها تتعثر
ما دامت الطريق مليئة بالحفر
:
قدماك لا تحمل شخصاً واحداً، بل اثنين
لكنّ أقدامى تحمل قفّة منّى
لا أعرف من أنا منهم
وإن كنت أعرف أننى أحبك يا ” روح”
تعرف أقدامى أنك الطريق الذى كان عليها أن تسلكه
أن تكونى حبيبتى منذ الطفولة
أن أكون بطل حياتك، بدلاً من الألم
أعرف أن خلفنا، الآن، طابوراً طويلاً من الأشباح
أكتب عنك، كى أتخفّف من الشوق الذى يملؤنى
فإذا بى أشتاق أكثر
صرتُ شعلة قلقة
قطعةَ شمسٍ تشرق وتغيب على قضبان نافذتك
صرتك، حتى إننى أخلط الآن بينى وبينك
بين اسمى واسمك
ملامحى وملامحك
،،
الحب هنا، فلماذا تبحث عنه بعيداً
يكفى أن تكون حبيبتك بعيدة
وحين تغلق صفحتها على الفيس تصير أبعد
،،
الحب يجعل الدمعة قريبة يا ” روح “
فى متناول القلب
الحب يجمع شملك
يجعلك شخصاً واحداً
بقلبٍ واحد
وحبيبٍ واحد فى القلب
،،
أعرف أن الحب فقد سمعته
أصبح سهلاً
يأتى بضغطة زرٍ
لكنه، رغم ذلك، يَشفى
عندما تحبك امرأة ظلت تدارى قلبها، كأنه عورة
عندما تبكى امرأةٌ جميلة، لأنك غبتَ طويلاً عن الماسينجر
عندما تصل معك إلى المستقبل قبل أن يأتى
عندما تحبك ” روح “
لا بدّ أن تشفى
،،
الأصابع أطول عمراً منا، لأنها قريبة من التراب
:
أنا يا “روح ” صاحبتُ التراب
مشيتُ آلاف الأميال حافياً
كى أجد نفسى
:
كل خطوةٍ تخطوها إلى الحب تشفيك من جرح قديم
لكن كان علىّ أن ألقاك
كى أشفى منى
،،
أفكر أن أعيش طويلاً
أفكر حتى فى تغيير مهنتى
سأكفّ، حين أمشى، عن النظر إلى الوراء
لأن الأمل طريق باتجاه واحد
،،
الحب هنا
الدائرة الخضراء على صفحة الفيس
تعنى أن هناك فتحة فى الليل تضع فيها قبلات لحبيبتك
أثناء القبلة يولدُ كل منا من فم الآخر
من ريقه
امتصى ريقى يا “روح “
اتركينى أمتص ريقك
ربما حذفتُ كثيرين منى
ربما نسيتُ الحفر التى انتقلتْ من الطريق إلى فروة رأسى
ربما تسربتُ إلى دمك
ربما رأيتُ الطفلة التى ما زالت بداخلك حتى وأنت جدَة
الزوجة التى ما زالت بكراً، رغم أبنائها
اتركينى أمتص ريقك
ربما وصلتُ إلى الطريقة التى تمشى بها الأقدار فى الزحمة
دون أن تخطىء صاحبها
ربما وصلتُ إلى نفسى
إلى بيتى
ربما وصلت إلى الله .