شريطةَ أن أُحصي الهاربينَ
الذينَ يعيدونَ نحتَ ملامحهم
من تحتي ..
أناهنا يا بنتُ ..
بُصِّي بينَ ساقَيْكِ
واخمشي بالأظافرِ ..
لا تدوسي بعَيْنيْكِ
وأبعدي ظِلَّكِ ..
قولي من نبضِ سريركِ
وبكائِهِ
وعن غبار الهجراتِ المارةِ
جنبَ الخنادقِ
والبحيراتِ
وعلى غرفتِكِ ..
قولي في كَفَّيْكِ
وأغلقي على ذَيْلي
لأنوحَ بصوتٍ قادرٍ ..
أنا هنا يا ربي ..
أَمُدُّ يدي حتى تتيبَّسَ
وتأخذها الحافلةُ
في طريقها ..
وأشُدُّ لساني
حتى يعودَ سلَّةً للتوتِ
وغَيْمةً فوقَ السفينةِ ..
أَلهثُ بإخلاصٍ وتَجَرُّدٍ
وأرمي بعظامي
قطعةً قطعةً
عَلَّني أَكُفُّ بصري
عن السحابةِ التي تركبها
والخيولِ التي تشيلُ ذكرياتِكَ
والتي تروحُ تُشْبِهُ الشهقةَ ،
التي تحرقني
منذُ
الأمسِ ،
البعيدِ ..














