عمرو شكري
1
ماذا لو كنا آلهة فقط عندما ننام
وفي الصحو
حمقى بأحلام مرتبكة
أسماك برية بمخيلة ملائكة
ماذا لو اكتشف الأقزام
سر العمالقة
ماذا لو قابلت أليس النبي سليمان
ماذا لو استبدل الكلاب الليلة
نباحهم بالغناء
كانت المدينة غابت قليلاً
كانت المدينة مستها
رهبة شاعرية
كانت المدينة
أحست ولو قليلاً
بطوفانٍ يحتشد وحيداً
وقمر يغني لمجاذيبه
وشجرة مقلوبة في رأسي
تصر على الطيران هكذا
وترفض التجذر مرة أخرى.
2
ماذا لو تحققت كل أحلامنا دفعة واحدة
وجرت أنهار اللذة في عروقنا
وشربنا النخب جهراً
وسكبنا العطر نزقاً على وجوه المياه
ماذا لو تخلينا عن كل أحلامنا
وقعدنا نتأمل جرتنا فارغة
تخايلنا العظمة
ونتوج في ممالك الأثير
ماذا ترك الراهب وماذا أخذ المفتون ؟
وسطاء وسحرة رغماً عنا !
الإثنين يليه ثلاثاء
وما يحتجب هنا.. يمطر هناك
ضفيرة الشمس الطويلة
تتدلي على ظهر القمر
مغناطيس ضوء جبار
حلوى للصغار
يوزع النوم أمنيات
نظارات ثلاثية الابعاد
تلتصق بوجهك كقناع سحري
كجيم كاري
اقترِب وجرب هذ المجهول
فأنت على موعد
مع صرخة أبدية لطفلٍ في المهد
3
ماذا لو أدخلتك حقل ألغام
لأعلمك رقصة الفناء
وأشيعك بفيض هادر
من دفق حناني
ماذا لو مررت إلى عروقك
رجفة من أتون رنيني
قلبي على وشْك انشطار نووي
أنظر إلىَّ وسترى هالتي
جبلاً مدكوكاً
والعينان بينهما برزخ مستعر
هنا الجحيم متهيمٌ بروائح فرائسه
وشموس تتخفي في ثياب أقمارها
وثعالب تتضاحك
بأسنان من ذهب.
………..
* صدر له ديوان “على وشك البوح” 2019، دار مجاز للنشر والترجمة