محمد عبدالله الخولي
هذي البلادُ الله يغسل وجهَها
مطرٌ من الغيم الحليبِ
الآن يملأ صدرَها
حلم ٌيراودها
وقدّ قميصَ عُتمتِها، وفتّح وردَها
مدّتْ أناملَها،
وأرسلتِ العيونَ الخضرَ
تمسح صفرةَ السّبعِ العجافِ
ولملمت من فوق أرصفة الشتات
ِ
صغارَها
أطفالُها الجوعى
على أفواههم تتقافز ُ الأحلامُ،
بضع دقائقٍ تنساب أغنية،
من الشّبع الرحيمِ
وتنضج الأحلامُ
أرغفةً
بلون المشمشِ القمري
لون أكُفنا السمراءِ
لونِ هتافنا الثوري
لونِ رصاصةٍ صفراءَ
تخترقُ الفضاءَ الحرَ
تفتح كوةً في القلب يسكنها
النّبي
ولم يزلْ أطفالها جوعى
تمنّيهم بخبز الوهم
تمسح دمعةَ الصّبارِ
تعصر صدرها
جفّ الحليبُ
فآل صهيون من العهد القديم
ِ
تعوّدوا سحق النهودِ المترعاتِ
وأحرقوا التّنورَ،
واغتصبوا الرغيفَ، وصلّبوا الأطفال
في جذعِ النّخاسةِ
لم يزل موسى بتابوت النبوة
ِ
صوبَ قصر الملكِ
و الأحرار خلف النار يصطفون خلف حقيقةٍ
قدسيةٍ
هي رقصةُ الحلاج فوق صليبه،
وهي استواءُ كرامة الإنسانِ
فوق عروشه،
هي منطقُ الطير المسبح بالفضا،
هي شهقة البحر الأخيرة للمدى،
هي كلُّ هذا الكونِ..،
أغنية ُ السما..،
شلالُ نورٍ قد تشكّل رافضًا
من قول لا..،
هي رِعشةُ الأقلامِ فوق محابرِ التفاح
في زمن الخيانةِ والبلادةِ والقِلى.،
من أجل أغنية المسيح،
وما تناثرَ من رذاذِ الروح منسحقًا بأوجاع البلا
سقط اليمامُ الهاشمي على مقاصل كربلا.