ترجمة وتقديم: فاتنة الغرة
في بلد لا يتجاز تعداد سكانه اثني عشر مليونا يظهر هوجو كلاوس أحد أهم الأسماء الشعرية العالمية، والذي يعتبر اسمه علامة فارقة تشهد علي جودة الشعر “الفلاماني” أي الهولندي الخاص بالمدن الفلامانية البلجيكية، لكننا نادرًا ما نعثر علي اسم شعري فلاماني مترجمًا للغة العربية، اللهم إلا من بعض الترجمات هنا وهناك والتي لا يمكن أن تشكّل مشهدا متكاملًا للقارئ العربي كما لدينا من ثقافات أخري كالفرنسية والأمريكية والإسبانية، وهذه محاولة مني لتقديم نماذج من الشعر الفلاماني من خلال عدد من الأسماء التي قمت بترجمتها ضمن مشروع أنطولوجيا الشعر الفلاماني والذي من المتوقع له أن يري النور قريبا، ولا أنكر أن هذا المشروع الذي بدأ باختبار للترجمة قادني لاكتشاف أصوات متعددة تمثل أجيالًا مختلفة من الشعراء الفلامان، غير أنني لن أكتب الكثير هنا وسأدع الشعراء يعبرون عن المشهد بكلماتهم وأترك الحديث بتوسع عن الشعر الفلاماني لمقدمة الأنطولوجيا التي أعتبرها مجهود سنوات ثلاث من الترجمة والتدقيق كي أصل إلى شكل مرضٍ للقارئ العربي.
لوته دوديون
شاعرة بلجيكية من مواليد عام 1987 في مدينة أنتويرب لها مشاركات محلية كما أنها حصلت علي جائزة الفلاش الذهبي الهولندي في عام ٢٠٠٤وجائزة أخري محلية ٢٠٠٥، صدر لها أول عمل منشور ٢٠٠٩ ضمن كتاب جماعي لمجموعة من الكتاب الجدد عن برنامج “الطباعة ميتة” لها ديوان واحد ٢٠١٦ بعنوان “عناد المدافع” عن دار “إطلس كونتاكت”
أهلاً بك في البيت
جئنا، وقعنا من السماء
بلد تُسقط أبطالها
بجنود مشاة علي الأرض
لم نعد رجالا بعد
لكن أشلاء لحم
الحقيقة عرجاء
أيدٍ تبحث عن عكازات
نفتقدها مدي الحياة
تفتقد الحصول علي دقيقة واحدة
الناس مثل الأعلام
يدورون، يرفرفون مع الريح
يصرّحون في كثير من الضجيج
بأننا فائزون
ونقف مع الخاسرين
لم نتدرب علي محاربة الأسئلة
نضربها بمزيد من القوّة
ماذا لو أصبحتُ سلاحًا من جديد
كيف أحتلّ يدًا
إلى متي أظل أنا عدويّ الذاتي.
حريق
هل عندك نار أحيانًا
أو ربما دائمًا
هل تُطفأ
حينما أنفخ بقوة
أو الريح الأولي التي أثيرها
تكون قد ذهبت
تخلّي إذن
لا أريد أن أُشعل لأُطفأ
في المنتصف
النصف الأول لم يُلمس
والآخر قد تفتّت
في مهب الريح
ليس إلا
هل تدخن في السر
من نافذة غرفتك إلي المرحاض
هل أنت مدخن اجتماعي
هل أنا فقط جزء من أصدقائك وحفلاتك
أو أستطيع البقاء هناك دائما
بصراحة
هل أنت عالق أيضا
بين أسناني
في ملابسي
شعري
أم أنك خفيف جدًا
تتركني سريعًا
كم سنبقي معًا
كم وقتا ستستغرق قبل أن تستبدلني
أم أن هناك العديد
يجب أن أتقاسمك
هل سوف تدوسني
وتركل آخر شرارة مني
أو أنك ستخفيني بعيدا
ومرة أخري
مجددا تحاول
وحينما أنتهي
تماما أنتهي
تركلني وقتها ركلة الرحمة
تنظر بعيدًا من جديد
أو تستدير فيما أنا ما زلت أحترق
وإذا لففت سجائرك بنفسك
بكمال أقل
تلفّها من جديد
ثم مرة أخري
وثانية
أم أن الشكل لا يهمك
هل أنت إنسان حقًا
هل ستدخنني
تسحبني في بضعة أنفاس
أو أنك لا تجرؤ علي لمسي
وتكتفي فقط بالنظر
كيف أنسحق بلا عون
هل سأكون الأولي في الصباح
أو بعد الأكل
أو ما بينهما
وما بين نفسين
هل ستنظر وقتها إليّ
أو تكون أفكارك في مكان آخر
سأكون بطبيعة الحال
طقسًا أو روتينًا
هل عندك “فلتر” متين
أم أنني القطران الذي سأبصقه مباشرة
إلى قلبك
هل تريد أن تموت طواعية
نتيجة إدمانك عليّ
هل ستنفق الكثير من المال
عليّ مثلما ستنفق على التبغ
ستركب المخاطر ذاتها
أتريد أن تصبح عاجزا من أجلي
تدمر خلايا دماغك
هل تسمح لي
بتضخيم رئتيك
بتسميمك
بخنقك بالدخان الكثيف
وأنا أنشب مخالبي في أنفاسك
أم أنك سوف تسعلني
تستمر بالسعال حتي تنساني
هل تسمح لي بقتلك ببطء
الاستيلاء علي دفئك
هل تريد الموت بسببي؟
******
يوريس إيفان
شاعر بلجيكي من مواليد مدينة ديبنبيك في مقاطعة ليمبورخ البلجيكية من العام 1954، صدر له مجموعة من الكتب كان أولهما “معرض دي تاكوس” عام 1983، ويتوزع اهتمام يوريس بين كتابة الشعر والتصوير والترجمة فقد قام بترجمة الشاعر التركي ناظم حكمت والكاتب المغربي الطاهر بن جلون، والامريكي تشارلز سيميك وغيرهم، كما يعمل إيفان على مشروع شعري تصويري يعتمد على كتابة نصوص شعرية مع صور ملهميها، وليوريس مكانة في المشهد البلجيكي برغم أنه بعيد عن دائرة الجوائز إلا أنه كان له العديد من المشاركات الخارجية في مهرجانات عالمية.
نشيد موينالتي*
“قرية في آيرلندا”
أقف جوار قبر “ماورا” أطل بعيدا عبر التلال
تنتصب في موينالتي مقوّسة ظهرها
متجاورة
كي تحفظ أجيالًا من الأسرار
جدائل اللبلاب تتسلّق الأشجار في موينالتي
والأشجار تفرد فروعها فوق التلال
إنها تحمي الموتي في موينالتي
الغيوم معلقة بثقل فوق التلال
فوق المروج والحقول
الغيوم تنزل خفيفة فوق موينالتي
الموتي يوارون أنفسهم
ويسكنون البيوت الفارغة في موينالتي
يتحدثون مع الأحياء
ويأكلون من صحونهم في موينالتي
للبيوت كرامة
مثل كرامة الأشجار في موينالتي
تأوي الموتي
والموتي يعيشون في موينالتي
أقف جوار القبر
وأقرص يديكِ
ويدي أمك “ماورا”
في موينالتي
قصيدة للآن فقط
1
انسها، هي لن تأتي
لأنها لم تكن الصباح كله
طوال اليوم لم تذهب
لن تأتي
لأنها بقيت الصباح كله
اليوم بأكمله، هنا
فقط هنا
بجواري. واقفة بجانب النافذة
فقط واقفة بجانب النافذة
ظلت.
2
هكذا دائمًا ستبقي
كما كانت عندئذ
واقفة
بإصبعين يخطوان في شعري
برعونةٍ
كما حينها، ستبقي دومًا
منفرجة الساقين جدا كاتساع البحر
متموجة كشعر جلدي
هكذا ستبقي دومًا
قريبة جدا كخرير
بعيدة جدا كالبحر
هكذا ستبقي دومًا
3
وهناك
واقفة بجوار النافذة
بالقرب من البحر
تقول إنه ليس بمسموح لي
بأني هناك لست لها
ليس الآن
ليس في أي وقت مضي
لست لها
عند وقوفنا هناك
تقول
لو أننا
بجوار النافذة
بالقرب من البحر
وقفنا
تقول
أنت لم تقل ذلك.
4
وسابقًا قلت
بأن ذلك لم يكن في وقت ما
لكن كما الآن
فإنها لم تكن من قبل
منفرجة الساقين جدا
معانَقة جدا
شاسعة جدا
الخرير
الأمواج
الفقد
شعرُها
جلدي. هكذا، قالت
إنه كما الآن لن يستطيع التقدّم أكثر
لا يمكن البقاء
بأنه لم يكن أبدا هكذا.
5
ليست عندي
ودائما معي
حصلت عليها مرتين
ليست بجانبي
وقربي
مثل الخرير
قريبة جدًا
وكما البحر
بعيدة جدًا
كما هي تجيء
برعونةٍ
هكذا بقيت.
6
هكذا أقف بجوار النافذة
بالقرب من البحر
كما هو الحال دائما
ليس حسنًا
ليس جيدا بما يكفي
كما هو الحال دائما
الأمور علي غير ما يرام
كما هو الحال دائما
الحال هو ما يجب أن يكون
إلّاي وإلّاها
ماضٍ
كما الخرير
إلي الأبد
كالفقد
ماضٍ.
******
ستيفن هيرتمانز
شاعر وروائي بلجيكي مواليد عام 1951 في مدينة جنت البلجيكية، صدر له أكثر من عشر مجموعات شعرية وعدد من الروايات، كتب الأغاني والمسرحيات والمقالات، يعتبر هرتمانز من أهم الأصوات الشعرية في بلجيكا وقد رشحت كتبه لعدد من الجوائز الأدبية المرموقة في بلجيكا وهولندا مثل جائزة ليبرز “LIBrIS” عن روايته “ميريلبيك” كما رشحت مجموعته “Meulenhoff” الصادرة عام 1999 لجائزة “SB” كما رشحت لجائزة أكو الأدبية وحاز الكتاب عام 2002 علي جائزة “Bordwijk” وجائزة موريس الأدبية التي تقام كل أربع أعوام عن الأكاديمية الملكية للغة والأدب الهولندي. وترجمت أعماله إلي عدد من اللغات الأخري مثل الإنجليزية والألمانية والاسبانية وشارك في العديد من المهرجانات الأدبية الدولية.
كتاب
ما أريد قوله
أيها الكاهن المجرّب
إنني ما يتبقّي من الحياة التي أكتبها
أري من خلال هذه النافذة المرسومة
كيف يحلم الناس بالأشياء التي يقبضون عليها
كأس
طفل
قشرة جلد المحبّ
في الوقت نفسه
تطاير رسوم مروحة من الذرات
عبر القبّة الزرقاء
هل هذا سرّ أبديّ
عندما كنّا أنت وأنا
كلمات لبعضنا
وفي كل شيء أُعلن عن الذي سنئوول إليه
الجرح المفتوح
الحقيقة الأولي
الحرف الميت
الحقيقة التي تُرعبنا
تلك التي تُبشّرنا بالخلاص
وكيف نقرأ الاشتياق.
كرز ناضج
الصامد غير صالح للأكل
البيوت القديمة تم استبدالها بأنقاضٍ أحدث
حجر أملس وصل بالفعل حتي الحطام الأقدم
لكني أمتلك في الغرفة راديو “أندر ملك وود” وريتشارد بيرتون*
الذي كالسّكّير
ينام في أحلامه مع أمه البدائية
العرّافة التي تبيع حسب الصور
يحلم بها علي مدار اثنين وعشرين سنة
ويكشف تحت رداءٍ فضفاضٍ عن فستان أسود
ساقاها بنيتان من شغل الأرض في حقل بعيد المنال
يزنُ بيده الواحدة ثدييها البيضاوين
بينما يغطي جسدها المبلل باليد الأخري
رجال يرشون الشوارع بالمياه بسبب الحرارة
في العاشرة صباحًا بالضبط
اشتريت كرزًا
غسلته بماء بارد
وضعت الطبق الزّجاجيّ
على طاولة الجرانيت
في الحديقة الظمأى
تصبح أكثر دفئا في الليل
الأحواض استلقت في صفوف مشتعلة علي السطح
أشعتها وصلت الغرف التي كنا نستلقي بها
ننصت كيف ينام الآخرون
كلانا لم ينم
كنت أسمع زفيرك
– عالٍ ومنتظم –
وأنا نصف نائم
أعتقد أنني أفهم اسمي:
الفيضان للحظة
ولحظة أخري فيما بين،
باردة على قدمي كما الماء
بابك مفتوح
النافذة مفتوحة
تستلقي في الحر مفتوحا فوق المفرش
وعندما، بعد ساعتين،
أقف من جديد ضد التيار
تكون غاطًّا في النوم
أول ضوء يري ذلك البريق الحميم
الذي تركناه معا خلفنا
لقد اشتريت كرزا
امرأة شابة هناك أعطتني في يدي
حبتين منها لتذوقهما
وزنتهما، مع التفاتة سريعة
وتأملتها طويلًا
فاتّسع بؤبؤاها
بكرز أسود رأتني
اشتريت منها نصف كيلو بالتمام
نثرت البزر الملحوس النظيف علي السرير
ضحكتِ متعرّقة
قائلةً شيئًا عن الكرز الناضج
بعد سنوات ستتغذي الجذور في المزاريب
علي أنقاضي وأنقاضك
الشجيرة التي قُلّبت، أصيبت بدوار لطيف
كما قال الشاعر القديم
أزهرت فقط في ديسمبر
عندما سقطت البراعم من السماء
باردة مرتجفة
كما راقصة الباليه في ربيعها الأول
لدينا الوقت
هذه الليلة
حينما تسقط الحرارة من جديد علينا
اسمحي لي أن أسمعك إذاعة “أندر ملك وورد”
مستلقيان هناك، بأجساد مثل آذان مشرئبّة
والحبُّ والعَرَقُ يهتفان.
******
ليونارد نولنز
ولد ليونارد نولنز في مدينة بري في مقاطعة ليمبورخ البلجيكية في العام 1947 لعائلة بورجوازية ثرية وانتقل بعد المدرسة الثانوية إلي مدينة أنتويرب لدراسة الترجمة ثم عمل بعدها كمترجم مستقل، إضافة إلى ذلك فقد رأس تحرير مجلة لابريس ( LABrI) للكتابة التجريبية، ويعتبر نولنز من الشعراء الرومانسيين والأكثر أهمية ممن هم علي قيد الحياة وقد كتب عن الحب وعن مشكلة الهوية، وتم منحه العديد من الجوائز المهمة في الشعر في بلجيكا كانت أحدثهما جائزة الخمسية للشعر من الأكاديمية الملكية للغة الهولندية والأدب عام 2015 عن قصيدته المعنونة هنا “قل للأطفال أننا سيئون”، كما أن اسمه ذكر أكثر من مرة كمنافس للحصول علي جائزة نوبل للآداب.
قُل للأطفال إننا سيئون
قُل للأطفال إننا سيئون
قُل إننا نُنجب الأولاد ليلاً
لندمّرهم صباحاً بلطف
قُل للابن الذي تُغنّي له
وأنت متّكئ علي الطاولة
مهدئًا جوعه بأغان قصيرة
إننا سنُفرغ فمه من الموسيقي
سنحطّمه بالحليب، بالضرب،
بالخبز الذي بالكدح يأتي
بالامتحانات
قُل له بأن عطشه يوجب عليه تعلُّم الأدب منا
نحن شعب الآباء والأمّهات الأقزام
يفتقر غناؤنا للنّوتات.
أُترك
تمهّل
تمهّل
أبطئ من خطوتك
أخطُ أبطأ من ضربات قلبك
تباطأ
تباطأ
هدئ من رغباتك
واختفِ بمقدار
لا تأخذ وقتك
دع الوقت يأخذك
أُترك.
إرهاق
لو أننا، البالغون
مرهقون من الحديث مع بعضنا البعض
لو أننا متعبون من النوم معا
من المشي. والمتاجرة مع بعضنا البعض
والجلوس إلي المائدة،
وشنّ الحروب ضدّ بغضنا،
لو أننا متعبون إلي هذه الدرجة
من بعضنا
من صحبة بعضنا البعض
لوضعنا القطة علي أكتافنا
وذهبنا إلي الحديقة
وبحثنا عن أصوات الأطفال
خلف السياج العالي وفي أخصاص الأشجار
وبصمت نلقي بإرهاقنا
علي العشب والسنوات الثقيلة والمظلمة
ننام في أطراف معطفنا معريين أعلانا
في حنجرة ولد ونرقص
صعودًا وهبوطًا
في فم فتاة رطب
لو أننا، البالغون
متعبون من الحديث
من الحديث
من الحديث مع بعضنا البعض
لدخلنا الحديقة
وبقينا صامتين
في القطة
في العشب
في الطفل.
******
كريستين دي هين
شاعرة بلجيكية من مواليد مدينة بروج عام 1923، درست اللغات اليونانية واللاتينية ومن بعد فقه اللغة الجرمانية في جامعة جنت ثم درست الفلسفة في أمستردام واللغة الإنجليزية وآدابها في أدنبرة، ومن ثم قامت بتدريس اللغة الإنجليزية في بروج، تم وصفها عام 1960 من قبل جمعية الأدب الهولندي انها تمتلك صوتا خاصا يشف عن ثقافة واسعة وغني في الاطلاع الذي أثر علي لغتها المكثفة ومواضيعها التي لها احالات إلي الانجيل والتوراة والميثولوجيا، وقد استطاعت أن تضع لنفسها مكانة في الخارطة الشعرية البلجيكية، وقد حازت العديد من الجوائز الأدبية من أهمها الجائزة الكبري في الأدب الهولندي عام 1992 وكان آخرها جائزة هنرييت دي بوفورت عام 2007 وذلك قبل وفاتها عام 2009 بعد إرث من المطبوعات تجاوز العشرين مؤلفا.
القراءة والوجود
سقط في الغبار علي وجهه
تهشّمت عظامه من المفاصل
ذراعه انخلعت من جسده
وسقط علي ظهره
رأسه ظلّ معلقا بالجلد،
النصل الساخن كالدم
اخترقه عميقاً تحت الأذن مطفئًا ضياءَه
شُقَّ رأسُه نصفين وعيناه امتلأتا بالدم
سقط صريعاً علي الأرض
وفوقه الليل
حجر شقّ صدغيه
عيناه تحطمتا أمام قدميه.
صهل الحصان الهائج
روحه فرّت عائدة
الخوذة التي لم تُخدش من قبل
أطارها الربّ بضربة واحدة بعيداً عن رأسه
ناصية الحصان وشعره في الوحل
الرمح انغمس في الفخذ
فرّت الروح من الجثة
مثقوباً من الكعب حتي الكاحل
يربط قدميه حزامٌ إلي العربة
الشعر الأسود الجميل انسدل في الوحل
القراءة عذبة
لكّن الحياة نفسها عذاب.
الطريق
جلس تحت شجرة الضياء
سيدهارتا، عندما كُشف عن العار
من الشيخوخة، المرض، والموت
آتمن رأي كل شخص يمر
الضوءُ آخذٌ في التلاشي
في المنظر الفارغ
وابتسامة بلا جسد خلف الراد
لكنك تري هناك ضوءً
هناك السماء الأبدية
البحر، ضوء النهار
عتمة الليل
الأرض
عشب ينبت
أشجار ذات بذور
حتي علب النور كبيرة
وصغيرة
نفوس مكتظة، زوجان
طيور مجنحة
زواحف
ضواري. ماشية
وفي كل الأعشاب غداء رجل وامرأة
بعرق جبينك تأكل الخبز.
************************************
ملاحظات
ـ الطريق الصحيح هو بوذا، النور، بالاضافة إلي بودهيساتفا وهو الالتفات نحو العالم بهدف إنقاذه.
ـ الثاني موجود في التكوين، الخلق.
ـ سيدهارتا: الأمير قبل أن كان بوذا.
ـ آتمَن : الذات، الفرد.
ـ الراد : القانون.