نصوص

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

رنا التونسي

1

هناك آخرون يسكنون هذا القلب مثلي

أحبهم للأبد.

وهناك مجانين على دراجات ظننتها سحرية

لم تخطفهم الرحلة

لم يحالفني الحظ لأتعثر بينهم

وهناك أنت

جالس على خرائط العالم

تشعل الحريق

تحدثني عن الوحدة

عن شاطئ يمضي ويعود

كمن لا يريد أن يغادر بيته.

***

إلى صديقي الوحيد

كنت أتمنى أن تكون هنا

لنمشي معا في مشوار طويل.

2

تقضم قطعة صغيرة من خدي

هلالاً ونجوماً  تلمع في السماء.

وعابرون لم يعودوا في انتظار الصور.

**

إلى صديقي الوحيد

السيارات تتحدث معي

تخبرني أن على أن أهدئ في الطريق

أن أحضن المرتفعات

أن أكلم نفسي كثيرا وهى تبتعد.

3

يحتاجون إلى الشرفات

ليبتسموا في وجه يطل عليهم.

إلى الحدائق والمحبة و العناوين والصور

يحتاجون إلى الأسرة والبيوت

إلى شخص تقلق عليه

ترجع سعيدا إلى البيت لأجله

وأنا أراقبهم باستمرار يبتعدون

الغرباء..

مدمنو القبلات.

4

لا أعرف ما الذي حصل يا صديقي

القلوب التي طلبت منا أن نرسمها المعلمة

لا أعرف ما الذي حصل لها

جعلها تتلصص علينا الآن.

***

5

يبدو أن التراب الذي قفز إلى عيني

وأنا أودعك

وأنت تتكلم عن جمال القاهرة بعنف

جعلني أراك تمسك برأس امرأة.

القاهرة جميلة يا رنا

جميلة فعلا.

6

أهداني خريطة،

رصيفاً..

لم يجلس عليه أحد

خطواتٍ..

ولا أحد يدق الباب

أحجاراً..

لم تتعثر في مشوار.

أهدانييوماً طويلاً

بلا قُبل

رحلةً..

بلا سفر

فقط..

كاميرا صغيرة

ولا ضوء يبتسم

7

صورة قديمة أرسلتها لي

لأتعرف معك على بلدك

على الكهرباء الناقصة في قلبك

على المنتظرين

والمناطق التي تبدو دوما لاهثة

الرسائل التي لم يكتبها أحد لتقرأ

 

في صورتك القديمة

وجه يبتسم

يعرف الحكايات و العناوين

يحمل المفاتيح إلى مائة جامع

ولا أحد يخشع

يعرف كيف تختبئ المحبة

 في حافظة مثقوبة

قرب صور العائلة

والألوان التي تخفت..

 

في صورتك القديمة

كان كل شيء برتقاليا

الهواء المترب الذي لا يعرف عينيك

الخيال البعيد لرجل ظننته يضحك

والقطار..

القطار الذي لم نلحقه يوما لنرحل.

8

أنا الطفل الصغير في المقهى

درجة السلم الناقصة

الخيال الذي يسلم عليك

والنشاز في العائلة.

9

عندما يتحدث الآخرون عن الذكريات أبتعد

عن الحب أجزع

عن الحدائق أرتعب

ورائحة عشب لا تريد أن تفارق أصابعي.

10

في كل مدينة

هناك جدار ينفتح

ضوء ضعيف

عاشقان

اختارا أن يسيرا في الطريق الخطأ.

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم