نصوص لها حافر

فن تشكيلي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

نجوى شمعون

عليك أن تركض مثل صياد، داهمه الوقت، عليك أن تركض خلف غزال، أو حصان شارد

أو أن تُنصب لك الفخاخ في مكائد النص واحترافه، أنت الصياد والفريسة معاً، لا حد لحافر النص فيك، ولا طريقة للغرق فيه، عليك أن تركض فقط، في المكائد المُعدة، لتركض في الماء، التراب، الهواء، النار، وأن تتقن مهارة القفز

وأن تجعله يأتي إليك، لا تذهب إليه..

عليك أن تقفز فقط، فوق نارك وضربة حافر، أو تجرك القصيدة من قدميك إليها، النصوص لها حافر، ليست مُهادنة، أو تنتظر منك الدهشة، إنها خيول حرة، خيول حرة، وأنت فقط السجين.

كل ما عليك أن تكتب النص، وكل ما عليه، أي النص أن تبرد ناره، لتكتب من جديد بدهشة السائح، ثم يبهت النص بين يديك كل مرة تعاود الصعود في هاوية جديدة.

***

كريم عاشور *

في ظهيرةٍ قائِظة

هأنذا أمشي وحيدًا

مختبِئاً خلفَ ظلِّي.

.

.

يا لكِ من مصحةٍ

أيَّتها الحياة

ويا لنا من مجانين.

.

.

عَجبًا لأمرِ الشارعِ

كيفَ يبقى على قيدِ الحياة

ويواصلُ مهنتَهُ

رغم أنَّهُ في كلِّ حينٍ

تدهسُهُ العربات.

.

.

الرَسمُ بالغُيوم

—–

حَياتي بلا مَلامحَ

فكُونِي علامتَها الفارِقة.

.

وحيدًا

كنَبتةٍ تَخرجُ

من قلبِ الرصيف

.

لا أحد يجري خلفَكِ

شاهرًا سلاحَه

أيَّتُها الأيامُ

فلماذا أنتِ تركضين؟

.

حتى حِينما

تَحتضنُ الأطفالَ

لا تَضحَكُ المقبرة

.

أَيا ظِلي

أَراكَ وحيدَا مثلي

ما رأيك أَن نَسكنَ معًا ؟

.

كَفّي لم تَجدْ مَن يُصافحها

فتسلَّقَتْ وَجهي

ونامَتْ.

.

.

عناوينُ لوحات

باهظة الثمن

——–

الرجلُ الذي ظلَّ مختبئًا

خلف ظلِّه.

 

الفزَّاعة لا تطلقُ الرصاص.

 

يتربَّعُ على أنقاضه

متأملاً العالم.

 

يسيرُ

كما لو كان شجرة.

 

الممحاةُ آخرُ من يتذكر.

 

النفخُ في الصِوَر.

 

يحملُ ظلَّه ويرحل.

 

كلماتٌ في منفضة.

 

تقاويمُ

على حائط المقبرة.

 

رسالةٌ في علبة كبريت.

 

الشعراءُ يكتبونَ نسيانهم.

 

نبتةٌ تطلعُ

من قلبِ الرصيف.

.

.

رياحٌ

في مهبِ الريح

—–

لو لم يكن ثمَّة شراع تدفعه

ليبحرَ القاربُ نحو الأقاصي

أو ثمَّة رمال تذروها بهبوبها العاتي

فتسمُلُ عيونَ النهار

لو لم تكن هنالك أشجار

تهدهد أوراقها

أو طيورٌ تدغدغُ أجنحتها

لتعلو

لو عافت الملابسُ الرقصَ

على حبلِ الغسيل

وتخلت الموجةُ

عن مطاردة أختها الموجة

ترى أيَّة مهنة

سوف تتخذها الرياح؟

.

.

أنا والناي

أخوانِ في الغِناء

كلانا تنزُّ من مساماتهِ الذكرياتُ

على هيئةِ أنين.

.

.

إجازة

——

أريدُ أن أمنحَ حياتي إجازةً

أغلِّفُ قلبي بورقِ السلوفان

وأضعه في صندوقِ بريدٍ مهمل

فمي أغلقُهُ بشريطٍ لاصقٍ

وبالقطنٍ أحشو أذنيَّ

أما عيناي

فأريحهما على المنضدةِ قربَ النظَّارةِ

أتركُ بصمات أصابعي

في دفترٍ صغيرٍ

وأخلعُ عن قدمي حذائيَ القديم

وبعد أن أشطبُ رقمَ المنزل

وأرقامَ هاتفي

أخرجُ باتجاهِ الغابةِ

ثمَّ أتسلَّقُ شجرةً عاليةً

لا تصل إليها الهمهمات

وأنام هناك.

*شاعر من العراق

****

وجدان المريري *

 

لا ينفع أن تموت الآن

خفف عني هذا الليل

 أرجوك

ما لا أستطيع بُكاءهُ

 يؤلمني

 وأقول

ما جَدْوَاه ..؟

لا بأس

لا بأس

كُلّ ما بيننا تدثر

أنت الذي لم تضع بيننا – فاصلا

 

سأشعلُ النار في رأسي

و أبكي

أبكي

حتى النفاد

فلا يوجد قنينةُ خمرٍ في العالم

تستطيعُ إِنقَاذِيّ.

 

أَتَسَاءَلُ فقط ..!

ماذا لو كانت حياتي مُتَمَثِلَة بدراجةَ هوائية

 لأسيرُ بِها كُل الطُّرُقَاتِ

أَتَسَاءَلَ فقط

ماذا لو تعطلت دراجتي أمام باب مَنزِلُكِ.

 

إنه القلق

القلق الدائم

القلق من كل شيء.. و أي شيء.

 

أرجوكم

 اخنقوا هذه الأصوات

الأصوات التي تصرخ في رأسي.

 

وتستيقظ هذه الروح الحزينة

في كل ليلة مُوحِشَة

للطيران بَعِيدًا

للبحث عن الأماكن المهجورة

لتبكي وحيدة

لِتَصْمُتْ وحيدة

لِتَرْقُصُ وحيدة

فتَعُودُ للنوم مُجدَّدًا

كدُمْيَةٍ محشوَّة بالحصى.

…..

*شاعر من اليمين

*****

محمد عبد الرحيم *

في الشرفة المقابلة

ملابس على حبل الغسيل

هزيمة معلنة و رايات منكسة.

 

أنظر جيداً

ماتزال باهتة

الملابس الداخلية البيضاء

لم يُغفر لها.

 

الملابس في الدولاب

تفضل المشنقة

عن السقوط السخيف.

 

اعتادت النزول معاً

قميص و بنطلون و حذاء

تهرب ليلاً و تعود في الخفاء.

 

بقعة قهوة واحدة

تمنع الجميع من التثاؤب.

 

في الخزانة المظلمة

الأبيض مثل الأحمر مثل الأسود

الكل بلون العتمة

يعاني من المساواة.

 

القميص الممزق

يزوى دائماً في آخر الصف

ما زال ينتظر

يطل من ثقبه في خجل.

رغم الصمت المطبق

أحاديث كثيرة

يتم رتقها في الظلام.

 

الملابس عاطفية

بقلوب فارغة

وجيوب كثيرة للذكريات.

 

رغم الليل الطويل

مازالت الياقات تقف حزينة

بلا كبرياء.

 

في الخزانة المغلقة عشاق

بأكمام متهدلة و عُرى مفتوحة

يتبادلون العناق.

 

يقول السجين:

كل ليلة أسمعهم يصرخون فيَّ:

أنت أيها الحر

افتح لنا من الداخل.

 

لم ينتبه

ظل ينتظر

يقف بالمفترق

يشير دائماً للشمال

بذراع وحيدة تقف عليها الطيور.

 

مرة

أخذت على خاطري

بكيت لنفسي

جفَفَت دموعي روحي

كنت الحبيبين معاً.

 

مرة أخرى

ركبت قطاراً بالخطأ

المرة الوحيدة التي وصلت

المرة الوحيدة التي عرفت فيها لذة السفر.

 

بالأمس

نمت مشتاقاً

في الصباح

لم أذكر ماذا كنت أنتظر.

 

همس لي الغياب:

حضرت و لم أجد أحداً.

 

موتى و أحياء

أغنياء و فقراء

قتلة و مساكين

حياة الناس كلها فيَّ.

 

– أحبك –

كم مرة قلتها ؟

مائة مرة ! ألف مرة

الحقيقة كل كلمة نطقت بها.

 

كل هذه المرافئ

كل هذه الشواطئ

كل هذه الابتسامات

يا غريق

كيف لك أن تنجو!

 

يا حيّ

يا قيّوم

كل صباح يقوم من الموت

كل يوم قيامة جديدة.

 

كل ليلة

قبل الضباب

جوقة عظيمة تنشد الأعاجيب

لم يغب أحد

حتى الله كان حاضراً.

 

أحب الفكرة نفسها

يد الحقيبة على كتفك

حزام الأمان بين نهديك

الطريق وهو فى طريقه إليك

ثوبك حين يفاوض الريح

حذاؤك وهو ينظر من أسفل تنورتك

وينتظر الخطوة القادمة.

……………

*شاعر من مصر

*****

حيدر الغراس*

ذاكرةُ الطَّباشيرَ

وأنتِ تهزِّينَ كاروكَ الحُلُمِ القديمِ، سقطتْ ريشةُ طائِرٍ

حطَّتْ على كتفِ المرايا

من يومِها وكلُّ المرايا تطيرُ

حين نما الجوعُ بين أحشائِكِ

أكلتِ العصافيرُ الكثيرَ من حشائشَ سرَّتِكِ

لعلَّ هذا مايُفسِّرُ أنَّ للزَّغَبِ الأشقرِ عمرٌ قصيرٌ

حين فاتَك من الدَّرسِ الكثيرَ

كان لأصبعِ السبَّابةِ شرفُ السَّطوِ على غبارِ السَّبوراتِ، أشياءٌ لم تدوَّنْ في ذاكرةِ الطباشيرَ

يداكِ المعلقتان بأعلى سقفِ الأماني الفاترةِ يرفعان البياضَ حدَّ لا حدَّ له، يُنزلانِ السَّوادَ كحلاً في عينيِّ ضريرٍ

اليدُ الثالثةُ حين لوَّحتِ بها، جفلتُ، كمهرةٍ أعياها الصَّهيلُ

ورابعةٌ تمشِّطُ شَعرَ اللاعودةَ

للراحلينَ الى الدَّربِ الأخيرِ

أكانَ للنَّهرِ ذنبٌ حين غمزتِ لضفَّتيهِ؟

نَوارسٌ تخلَّتْ عن بياضِها

 صبغتْ ريشَها بألوانِ قُزَحٍ

 من يومِها، تحلمُ ان تطيرَ

حين فتنتْكِ بهرجةَ الشِّعرِ

 هل جاءَ في خُلدِك ِ ان لفراغاتِ أصابعَك، نِياقٌ تحُنُّ لفصيلِها كلَّما لسَعها جمرُ الهجيرِ؟

يا تُرى

ما الذي سيجري لو أطلقتِ رصاصةَ الرحمةِ على حروفِ العلَّةِ، لتشفى من علَّتِها؟

هل آتيكِ بالدَّليلِ

نَصِّي القصير.

 

‏لم أكن شاعراً بما يكفي

لأعلِّمَ القصائدَ كيف ترقصُ حافيةً

بساقٍ واحدة.

 

و…

صدقتْ نبوءة العرّافِ أخيراً

قال:

لا تجهدْ نفسكَ كثيراً

مهما حَييْتَ لن تصبحَ شاعراً

لا تُثقلْ حقائبَك

فما أنت إلا عابراً

دعْ عنك نارَ العشقِ

من حَظيَ قبلكَ

ف(كلُّ عاشقٍ خاسرٌ)

 

من بابِ التَّهديدِ

قلتُ:

سأرمي نفسي في النَّهر

قالت:

عجِّلْ قبل أن يفوتَك المدَّ

حدثتُها عن رغبتي بالموتِ

قالت:

انتحرْ.

 

قلبي يؤلمني، وجعُ مدينتي

لكني لستُ بحالةٍ سيئةٍ

عيني تحرقُني

أثر الملح فيها

لكن لن أبكيَ كثيراً.

مرهقٌ كنخيلِ بصرتي

لكني أتنفَّسُ

أفتقدُ بسمتي

كأطفال قريتي

لكن أتصنَّعُها

حزينٌ حدَّ الموتِ

كأمهاتِ الشهداء

لكني أعيشُ..!

 

لا أسنانَ لي لقضمِ البهجة

أدردُ فمَ الفرحِ

ينسى كل حينٍ طقمَ الأسنان

اللسانُ عضلةٌ دربتها

تقوى الصمتَ

قضمَ الأظافرَ

عضَّ الأصابعَ

(سلمان) لم يكنْ أبي فقط

أبني البكرُ كذلك

وها أنا اتكئُ بين

السلمان والسلمان

الأنسانُ

فكرةُ الربِّ على الأرضِ

النخلةُ

فكرةُ الأرضِ على أبوابِ الجيران.

 

أبي كان ثرياً جداً

طلبتُ منه أن يبنيَ لنا مسجداً أخرَ قرب مسجدِ الحيِّ

قال: لماذا..؟

قلتُ له:

كي استجديَ ببابهِ.

 

من يصفعُك على خدِّكَ الأيمن

أمنحهُ خدَّك الأيسر

هكذا قالوا:

لكن كيف بي وأنا بلا خدين

خدٌ أكلتْهُ ندوبُ الحربِ الأولى

وخدٌ طحنتْه أمي مع حبّاتِ العرنوس

في حربِ التسعين..!

 

المرأةُ التي تصرُّ على أن أكونَ عاقلاً بحضرتها في الصباح

وإلا ستحرمُني من حلوى الليل

وبمبدأ أن الرجالَ كالأطفال أصدِّقُها بانتظار حلوى الليل

يأتي الليلُ، تأتي المرأةُ

وكلما سألتُها أين الحلوى

قالت :

أكلَها الأطفال…!

 

الحبُّ في قريتنا نحن البصريون

يأخذُ شكلاً أخرَ

أبي ماتَ يحتضنُ نخلةً

أمي، للآن تحت سريرِها

سعفُ جريدٍ.

 

حميد

البائعُ الوحيدُ في بقالةِ قريتنا

مازال يبيعُ الحُبَّ بطريقته

اشتريتُ أوَّلَ حُبٍّ لي

من بقالةِ حميد..!

 

-هامش-

جدّي، لم يكنْ من العشرةِ المبشَّرين

أبي، ليس ثاني أثنين

لستُ بالقويِّ الأمينِ

لا تُجهدْ نفسك كثيراً لمعرفتي

صدِّقْ كلَّ ماسمعت

وأضفْ من عندِك المزيدَ.

……….

*شاعر من العراق

*************

طارق الشرقاوي *

العُزلة

لا تبعدنا عنهم

بل تُقربنا مِنّا.

 

كيفَ

ستُقنع اللهفة

بأنك لا تنتظر أحدا.

 

وكيفَ

لقلبٍ يَدّخرُ حُبّكِ

أن يُصيبهُ الإفلاس.

 

أحِبُّ فارقَ الطولِ

الذي يجعلكِ تتسلقينني

كلما نالَ من شَفتيكِ الجّوع.

 

كلما فتحت

نافذةً في قلبي

وجدتها مُطلّةً عليكِ.

 

كلما خرجت

تركتُ ذاكرتي بالبيت

حتى لا يعلق بها شيء سواك.

 

هيَ

زكاة الحُبِّ

وأنا جميع الفقراء.

 

كيفَ سأقنعُ الفراشات

التي تدور حولَ وجهها

بأنهُ ليسَ مصباحاً.

 

بين ضفتي الليل

يتوجب على أحدنا

الانحناء… ليعبر الآخر.

 

وما أن يمَسّني الوله

حتى تضع يدها على صدري

وتقرأ عليّ ماتيسر من الغرام

 

أوليست الأقدام

التي رتبت هذا اللقاء

هي الأجدر بالعناق.

 

وكأنّ

رغبتي مثقوبة

املأها بالمزيدِ منكِ

ولا أكتفي.

 

وفي الصباح

بينما أعاين أنا النّدبَ

تجدد هي الطلاء للأظافر.

 

وكأن

لعينيها أناملَ

تتحسسُ وجهي

كلما نَظرَتْ إلي.

 

أنا لا أجيدُ

 لغة الإشارة

أترجم كل الإيماءات

على أنها عِناق.

 

ما بال

رائحة جسدكِ

عالقةً بي وكأنني

لازلتُ في البارحَة.

 

لا تروقني

مُصَـافَحـة الأيـدي

أجِد العيونَ أكثرَ حَمِيمِيّةً.

 

الكِتابةُ

أنْ اترَجَّلَ عنِّي

كُلما مَررتُ بكِ

 

نَفَسٌ

بروحِ الفاكهة

كلما داعبَ لحيتي

نبتَ فيها التُّفاح

 

هيَ

تكتبُ عن المَطر

وأنا أقرأ فأبتل.

 

القصبُ

لا طعمَ له

سيقان الريفيات

هي التي تمُدُّه بالسُّكر

 

تعالي نعيش

الحُبّ كنافورة

أنا اتدفق لكِ وأنتِ

تفيضينَ علي.

…………..

*شاعر من ليبيا

*************

* ماهر محمد

هي مسألة وقت فقط

كي أعود

وأجمع حطامي

بعد أن هويت

على اسمي

بمطرقة أحبك.

 

يدهُ على خدّه

يشرب القهوة

ويدخّن

الصباح

في انتظار

استيقاظك.

 

لنتقاسم كل شيء

لك العالم بما فيه

ولي النص الأخير

لك اليابسة والبحار

لك الأسماك والأشجار

ولي نصف السرير

لك جسدي مادةً وروحاً

ولي عيناي فقط

فأنا بدونك يا امرأةً..

 رجل ضرير.

 

وحيدٌ

كساعة حائط

بومضةٍ

يلتفتون نحوي

ليعرفوا كم الحزن الآن.

 

وها أنا

في كل وداع

تجرني الخيبة مثل أمّ

من يدي

كطفلٍ صغيرٍ في سوق

يبكي.

 

كان من المفترض

أن يخرج الصباح معنا

إلى الشارع

لكنه بقي معك

في السرير.

 

رائحتُك الوحيدة

على ذلك القميص

ذات عناق..

وها هي!

كُلّ قمصاني المُعلّقة

تتودّدُ إليه.

 

أحبُ صوت خرير الماء

الغير مسموع على جسدك

أسمعهُ وحدي يقول:

اللّه..

 

وبالمناسبة

لست وحيداً كما تظنين

أعيش في غرفة

فوق سطح

أنا وغيمة

وبضعة طيور

وصورتك القديمة.

………….

*شاعر من سوريا

*****

مفيد البشلاوي*

غابتي غايةٌ عجيبة

الظبي فيها يهب طعامه لقاتله

فيها من الغزلان ما يحرّض الوحوش

لكن ميقاتي بلا مخالب.

أعددت المساء

هذا أقدس مما أعددت للمساء

شربت من كأس الجنون

أطلقت قلبي بكل ما حمل

وعدت ولدي أن أصوّب الخطيئة

 وعدت أبي أن أنتقم لنقمة ما فعل

أجوع لك يا مائدة الحب الناقصة

كل ما في ليس لي

أنا نجمٌ هَرِم

قديم بقايا انفجار سديم.

 

سكونٌ

الأبنية في حداد

نامت الشوارع المضاءة

الأرصفة تجرد عدد أحجارها

ستائر الشبابيك نقّبها الرجال

حبي لك كذلك

المتغيّر الوحيد هو أنه زاد يوماً.

 

غبار معارك الوحدة لا يُرى

لكنه يُغشي العيون

حوافر الخيل كالليل

وصدري ساحة.

 

حزمت كل ما أملته عليّ الذاكرة

لم أذكر غيرك

كاد الزحام أن يودي حتى بي

لم أذكر غيرك.

………….

*شاعر من سوريا

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني