فتحي مهذب
نشيد الخيميائي
يا رب
لماذا لم تخلق لي أذرعة كثيرة؟..
لأقاتل مومياءات في بنك..
غرابا يعتاش على ديدان خساراتي
أدخل في العبارة مثل مقاتل صوفي..
لا أصحو أبدا إلا بضربة فأس..
لماذا ملأت غابة مخيلتي
بذئاب تهبط في الليل
إلى بستان صدري..
تغتال بواب اليقين..
بعواء مرير للغاية..
تخطف حمام السكينة
ثم تفر من نوافذ عيني
إلى لامكان..
يا رب
لماذا لم أكن حارسك الشخصي..
أتمتع بجراية أبدية..
لا تأخذني سنة ولا نوم..
أدخن وأشرب الويسكي..
وأراقص نساء جميلات..
لم تذكرهن كتب اللاهوت..
مسلحا بمسدس كاتم للصوت..
تهابني الملائكة والشياطين..
ناس ملثمون لم يظهروا أبدا
على شاشة الأرض..
ويصغي الى أوامري ملك الموت..
أحيانا أوبخه حين يضرب
ذيل طائرة بجناحه النووي..
يا رب
ما جدوى هذه الكواكب الغزيرة
التي تدور مثل دراويش..
مأخوذين بنوبة آه..
لماذا خلقت الانسان..
هذا الدب الشهواني القاتل..
ليريق دم الأقحوان..
ويشن غارة تلو غارة على ينابيع
الضوء..
لماذا لا تفرغ معتقلات رأسي
من الخيميائيين والفلاسفة ..
لماذا يتحدر الموت ..
من أصول عربية صرف؟ .
رائحة الذئاب في النصوص.
كم أحب رائحة الذئاب في النصوص.
رائحة كتفيك وأنت تحملين فأسا لكسر أفق المتلقي..
رائحة البحر في الكلمات المليئة بالنوارس.
رائحة الأنثى في الجنازة..
كم أحب إيقاع أقدام المتصوفة
في التجربة..
ضجة أصابعك وهي تودع مراكب الفاتحين..
عبور الجسر في العتمة
لطرد الأرواح الشريرة.
التحديق في لوازم الدفن..
في غيمة سيارة الإسعاف..
في نعش يسرد متواليات الوداع..
في نثر البلبل الأسير..
في ريش الميت آخر المساء..
كم أحب الشيء وضده.
فضة الروح وعيدان الجسد.
صفاء الباطن وكثافة الظاهر..
والغناء في الأماكن المعتمة.
وردة السيمياء
ما أكثر الذئاب في نبرتك الجبلية!
شجرتك تتبعني.
تقف طوال الليل أمام البيت
شجرتك الحكيمة
لا تتكلم بل تتأمل لا تهذي
بل تحدق في علل الأشياء
بلابلك انتحرت
بسبب الجنون والكوليرا
بسبب فخاخك المنصوبة في قاع السيمياء.
صوتك حمام نافق
من الهيولى تصنعين مطرزات الفقد.
براهينك في نقصان فادح.
الجنازة تمضغ الأزهار ببطء
المعزون جديرون بعضة الصيرورة.
قلبك حاجب من القرون الوسطى
يقرع الأجراس في الخلوة
أنا تمثالك الذي استشهد أسفل النص.
تاركا قبعة الحظ على حافة الضوء
سأجرب صداقة نارك الوثنية
جلب الأبد مثل أسير حرب
سأجرب قتل نافذة الجارة الحزينة
أكسر النسيان مثل زجاج فاخر
أغزو المدائن بثيراني المجنحة
ليلك طويل المخالب
ونجمتك تحاول مخادعتي في مفترق السهو.
يذهب المهرجون إلى نارك لاستدراج الفضة.
أذهب إلى خيالك لأطعم صقر المخيلة.
كلما أنبش كثبان الموسيقى
يقرصني فهد النوستالجيا
في بهو الكنيسة غسلت سحابتي
ملأت صلباني بأزهار التمجيد
لم تصل قواربي إلى أدغال عمودك الفقري.
خذلتني مصابيحك بدكنتها الكثيفة
السماء مغمى عليها
تابوت الأمس يمطر في المغارة
أيتها الغزالة
أيتها المباركة في البرية
المعلولة بسحر الينابيع
أهدي دموعي إلى قطارك العائلي
آلامي إلى حبيبي يسوع
نور جنوني إلى رعاة لم يولدوا بعد
صلاتي إلى قطاع الطرق
أدحض أرجوحة المساء
لا أبالي بنثرك المتقطع
أيتها الآلهة البائسة
لاجدوى من وحوش النهار والليل
أيها المعزون تماسكوا
أيها التابوت لا تمض بعيدا
قمحك جيد في الحرب
التفكير بيت مليء بالضباب
إقتربي أيتها الغزالة
لأربط سرد الروائي ببهائك الباذخ
لأهشم زجاج اليوطوبيا
أنقذ عطرك من مخالب البندقية
أتفرغ لمعجزة في العزلة
في انتظار غيبوبة لذيذة
تحت شجرة الهواجس
عبورك متخم بستين مترا من النعاس الخالص.
إقتربي يا حبيبتي
لنملأ النصوص بفاكهة الجسد
بأزهار قوس قزح
وعرق البحارة
وضجيج عصافير الدوري.
تعالي نطرد العاصفة بأسرار الخيمياء
نمعن في عبادة المستحيل
إنقاذ الأسطورة من المجزرة
نتقرب من النار والماء والتراب والهواء
أصغي إلى مزهريتك فأبكي
عذابك فراشة مذعورة
مخيالك مليء بالجواسيس
لنقترب من الشمس
ونحصد البراهين في الظهيرة
لنؤمن بجوهر البستان
وليكن اللامكان أبا روحيا
مخلصنا من أسد الفراغ
ولنقاتل تماسيح الفوبيا
مسلحين بوردة السيمياء.
جذور وينابيع
ذات يوم
سنختفي مثل فقاقيع هلامية..
تاركين أصواتنا معلقة على حبل الغسيل..
مثل ملابس شفافة في دير مهجور..
دموعنا في زجاجة ثمينة للغاية..
ظلالنا مندسة في عروق دوار الشمس..
تاركين أخطاءنا في قاعة الإستحمام..
قمح صلواتنا في عيون الصغار..
أجراس خطواتنا في المعابد..
سنختفي إلى الأبد..
تاركين الشمس تواصل لعبتها العبثية..
والقمر يضحك باستمرار
فوق رؤوس الجبال..
مثل إلاه تضحكه مشية الموت العرجاء ..
تاركين بريد التعازي لحمام الصداقة..
تاركين شقوقا عميقة
في قلوب الأحبة..
قواربنا لبحارة لم يولدوا بعد..
مقاعدنا لضيوف جدد..
منازلنا الهشة للعميان..
والغابة الأبدية لطيور الهواجس النائمة..
صورنا الأنيقة في ألبوم العائلة..
وفهارس أسمائنا في الحديقة..
بينما أرواحنا الجميلة..
والمتعبة جدا..
تزور العالم الحي..
في شكل فراشات نادرة..
تتدافع حذو شجرات اللوز ..
سلمى التي ستجيء يوما ما
** قلبي مليء بحمام نافق يا سلمى..
منذ هروبك من حديقة رأسي.
متخفية بزي راهب بوذي.
يتبعك جواد أشقر
يحمل تابوت طفولتي المقتولة
بمرض النسيان.
يتبعك خيميائيون بصناديق الفضة.
ذكريات مسنة معلولة بعمى الألوان.
إوزة السنة الأولى من قيامة اللاوعي.
يا سلمى
أنا ضرير ومضطهد.
أقذف النار من أصقاع حنجرتي.
يلاحقني فرعون على جواد مقطوع الرأس.
كل جنازة تعبر طريق كتفي المتلعثمتين.
كل ناع يدق نواقيسه في صومعة رأسي.
المعزون يتسلقون قامتي
بشراهة مفرطة.
سلمى يا سلمى
الجسر مليء بالقتلة واللصوص.
التنين الهائل يترصدني في الباص.
لا بيت لي لا أصدقاء لا سماء.
قتلوا كل ملائكتي في زقاق مظلم.
إعتقلوا سبعين مترا من فرحي اليومي.
إختلسوا إنجيلي في كنيسة النهار.
سلمى
يا ذات العينين المشبعتين بالخضرة والسلام.
يا صديقتي الأبدية.
الرسولة وملكة الينابيع العذبة.
إنتشليني من الرماد وصرير عجلات الهواجس.
من غيوم القناصة ودبابير العميان.
قمح القناديل
سيرقص ألف حصان
ستنتفض القوارب وأشباح القباطنة.
الجزر البعيدة وثلوج المرتفعات
سينضج قمح القناديل
سيدحض المهرج إوزة الندم
سيتدلى قوس قزح من سمائك الغائمة
ستشرب الضوء الفراشة المخملية
سيأكل الفراغ قبعة القس
المعزون يرفرفون مثل الملائكة
فوق الغمر.
خاتمك يبكي
صوتك غيمة بنهدين بارزين
ظلك يتكلم بفصاحة
أزهارك يحملها مترجمون كثر
لقراءة أسرار الهاوية.
شكرا لحواسك التي تقرع النواقيس
صقورك تلتهم جثتي
مخيلتي أرنب يطارده فهد الجنازة
لن أقول شيئا لأمواج مرآتك الحزينة.
سترقص الجثة لإسعاد الموتى
لا يفكر الثعلب في قرص العذراء
سأهدي مطريتك لحارس الكروم
سأهدي دراجتك الرملية (لسائق الأمس)
بيتنا واطىء
ذكرياتنا مضروبة بالجدري
البستان ضرير
عصافير الدوري مصابيح مطفأة
المياه نساء عمياوات
ستورق عربة الأموات
هنيئا للقبار بهذا الفتح اللامع
قلمي أظافرك أيتها الحفر العميقة
أسبل جناحيك يا مسيح
هب أزاهيرك للأرمل
ونورك لتابوت البهلول
وليتدفق صليبك بالبركات
خذ جثتي وهبني فضة السكينة
خذ خطاياي وهبني ذهب الأبدية
سترقص الغزالة
لتهطل جثتي بندف المعنى
ليرقص الهنود الحمر آناء جنازتي.
ولتكن وردة التأويل في متناول القراء.
وليكن ريشك المتطاير دليلنا إلى وضوح الينابيع.
غربة إرميا
في طريقي إلى بيتي
مصابيح الله مهشمة ..
للريح مخالب صقر ..
للعالم طعم براز الغوريلا ..
لا حد لضباب العلل الأولى ..
أخطو مثل سلطعون ..
أحاول تقشير برتقالة رأسي..
التي نضجت في قبو متصوف..
أحاول جر غابة كثيفة
بطرف لساني ..
كتابة إسمي على صخرة
هربت من معتقل سري ..
طاردها دخان ثم تلاشى ..
أحاول طرد تماثيل
تعوي باستمرار داخل صدري ..
ثم تتقاتل في مرتفعات النوم..
أحاول إقناع بلبل حزين
لإعادة التفكير في أصل الأشياء ..
لايقاظ قارب سكران
تتلاعب به أمواج مخيلتي ..
أحاول حقن غيمة بجرعة مورفين ..
وحملها على قوقعة ظهري ..
مثل درويش أحدب
وأقول وداعا لأوجاع الغنغرينا ..
يبتسم لي لقلق مسافر ..
لم أره منذ آخر رمية نرد..
في طريقي الى بيتي
عزيت شجرة بلباس رث
عزيت حجرا يبكي ..
بكلارنية صلاح فائق
وغزلان وديع سعادة ..
وإصحاح سركون بولس .
الأم
حين رحل أبي باكرا
في حرب حزيران الأسود
تحولت أمنا إلى حمامة.
تطير في أولى خطوط الفجر.
تاركة فراخا تتخبط في العش
سابلة جناحيها على السهول الفسيحة..
تلاحقها الكواسر وبوم الدوق الكبير..
شمس أغسطس الحارقة..
صيادون ببنادق فصيحة جدا..
نواقيس أعيننا الصاخبة..
صلواتنا برائحة النعنع البري..
البائسة، بدهاء منقطع النظير..
ترواغ هذا الكم الهائل من العثرات..
بصليب من النور على ظهرها..
ومسامير مرشوقة في العظام..
ودم رسولي يزرب من كاحلها..
يتساقط ريشها الذهبي
ندفا ندفا في الهواء..
وآخر النهار تغشى عشنا
بسلة ملآى بالفواكه والدرر..
نتقاسمها مرفرفين مثل ملائكة..
سعداء بهذا الزائر العلوي
متدافعين متطاولين مثل نبات اللبلاب..
لترتمي لاحقا أمنا المتعبة جدا
على سرير من القش والدموع..
كتلة من العذاب الخالص.
الغريب
ولدت برصاصة في القلب
بخطم تمساح وعينين مذعورتين
بوجه أبشع من القرون الوسطى
وذيل معقوف كأيام الربيع العربي
مفتونا برائحة الخفافيش والأفاعي
الأماكن الخربة وأوركسترا الغيوم
برقصة الزنوج على صفيح القلب
وبينما كانت أمي تطبخ الشاي
على أثافي أعصابها
وحيدة مثل خادمة حبشية
في ماريستان
حيث تغسل الريح فستانها في الحديقة
ويدق جيراننا العميان
ناقوس الخطر
والمسيح متجمد على الصلبان
دموعه وحدها تقرع الأجراس
في هذا الجو الخانق
تركت القماط مخرما بأسئلة الوجود الكبرى
تركت بيتنا الحزين
وهربت باتجاه الغابة
لأكون الأب الروحي لقطعان الذئاب
أعتلي الصخور الناتئة
أطلق عقيرتي لإزعاج الفلاسفة
وإيقاظ سكان العالم السريين
أنا كبير الذؤبان
ولدتني إمرأة من الحبشة
لا تمشي على قدمين مبعثرتين
بل تطير مثل قطاة طوال الليل
في دمي تشتعل جمرة الجنون
ولمزماري أنين متقطع.
السحرة يجلبون القمر من البرية
فوق الجسر
أنا وحبيبتي ديانا والمطر
تبتلع أعيننا النوارس والمراكب
أنا وحبيبتي ديانا
موجتان من الفضة
تختزلان الضوء والموسيقى
بينما العالم يجر ضحاياه الجدد
باتجاه الأقاليم البعيدة
السماء تفاحة زرقاء
ملطخة بالدم
السحرة يجلبون القمر من البرية
أجلب كنوزا نادرة
من عينيك الحلوتين
قلبك نورس سكران
ويدي رصاصة طائشة
حبيبتي ديانا
لم يبق أحد في القلعة
ذهبوا جميعا باتجاه المحيط
مخلفين حفرا عميقة من النوستالجيا
أصواتا تبني أعشاشها في شجر المخيلة
أنا حزين جدا يا ديانا
لأن الموت يناديني
من أعلى التلة
حيث شجرات الصنوبر مسكونة
بالعتمة وبوم الدوق الكبير
حيث الفراغ
يحمل مسدسا أشيبا
ويهدد الحشود
أنا وحبيبتي ديانا والمطر
فوق الجسر
حيث تمطر الهواجس
على مدار اليوم
ننتظر سقوط ملاك
من درب التبانة
ننتظر سلما طويلا من النواقيس
ننتظر أن يفتح باب الله الأعظم
ننتظر مسكنا آمنا في قلب الأبدية
الصلاة والمحبة والسلام.
رائحة الدادائيبن في معطفها الأشيب.
** يفرنقع المعزون
تزرب جثتك الجميلة بالدموع
وفي المساء تأكل ثعالب متناقضاتها.
ما أبهى قيامتها في العتمة.
الأمطار غريبة مثلي
تحمل رائحة الدادائيين في معطفها الأشيب.
أيها النمر الأسود
عليك الهبوط من السقف
أو من كتف شجرة اللوز المتشققة
الساحة تعح برهبان القرون الوسطى.
أنت تفكر مثل مسدس مكسور الخاطر
أو مثل سماء بساقين من البرونز الخالص.
سأهديك تابوتا جميلا.
أميرة بمهبل من الكستناء.
عاصفة من الجواري لتكسر زجاج التفكير الفلسفي.
المشنقة تخطف سلة حبيبتي الملآى بمكعبات الضوء.
المشنقة تطل من الشباك
مثل بومة عمياء.
يهاجمني الحفارون في عز النوم.
أوقظ سحليات المخيلة
قبل سقوط المغارة.
شربت سمكة السهو
وأممت قاع المحيط.
قواربنا ملآى بأسماك الأسئلة الكبرى.
سأعتني جيدا بقوافل المنتحرين.
سأبني أعشاشا لإخفاء غيوم هواجسهم.
سأحتفي بجيادهم الحزينة
سأكتفي بعض أصابع الصيرورة
هذه البنت الشهوانية
التي تشرب مياه الليل والنهار.
الضوء المتساقط من عنق قوس قزح.
أيتها الشجرة يا شقيقتي
أيها النهر يا أخي العميق
في الربوة نقاتل بوم الدوق الكبير
مطوقين بالفضة والغزلان
نفتح النار على المومياوات
نتبع فيلقا من الفلاسفة
لتخليص العميان من العار والفضيحة.
نقول: أفكاركم بنادقكم.
الزواحف تترصدكم بالجوار
اللاشيء يجأر في الجحر
آه أيتها الظواهر
يا غابة بؤسي الكثيفة.
تعبرون
العدم بيتنا الأبدي
في الرقعة نترك الملائك والشياطين
نترك الخير والشر يتقاتلان
مثل كلبي بولدوغ
نترك الأرملة تجر عربة الفراغ
بدمعتين من الماس.
نترك المسن على دراجة من قش.
ندع العالم يجأر بالجنون
وراء عربات الموتى.
رصاصة الزومبي بنكهة الأناناس.
الوجه الميت
تبا لأغصان الوجه الميت!۰۰
وجهك شجرة مكسوة بالثلوج والفقمات النافقة.
الضريح عربة ملآى بالكاكو.
سيذهب الموتى إلى الكازينو
حاملين نعوشا من الذهب الخالص.
فرقعات مفاصل الباص على كتف الجسر.
الجسر سيسقط مكتظا بدموع زرقاء.
الموسيقى تهطل من ثديك الرصاصي
رصاصة الزومبي بنكهة الأناناس.
خلصيني أيتها الرصاصة من التحديق اليومي في أسرار المغارة.
المنتحرون يجرون ثيران الساعات الحرجة.
المنتحرون جيدون للغاية
سيلتهمون الشمس آخر النهار
وينامون متأثرين بعضة النسيان.
أيها الكناري لا تمت الآن
أيها الماسترو الحزين.
الحديقة مغمى عليها
الأزهار جثث هامدة.
القساوسة يأكلون لحم الله
يربطون السماء بإيقاع المثانة
تحت معاطفهم تخطط الثعالب.
الصلاة أرنب نافق.
والمحبة فأس من البرونز
جنازتك عذبة
التفكير يمطر بالضفادع.
السماء صيرفي ضرير
ضحكتك ساق عرجاء
صمتك جاهز لقتل إوزة السهو
أيها العابرون
ستندمون طويلا في المغارة
ستسقط الحجج الهشة من أطراف أصابعكم
بينما السحرة يرتمون في البئر
لإضفاء النعومة على وبر المخيلة
أيها القتلة
بنادقكم قش ونميمة
ومطاياكم منذورة للهلاك
الشمس ترضع قطار الساعة الواحدة ونصف.
المسافرون حمام زاجل
والكلمات
ظفائر ذهبية.
أبي غيمة في كنيسة النهار
مليء بالأقفاص
يضربه المشاؤون بجزمة المسكوت عنه.
المفكرون انتحروا ليلة أمس
مخلفين غبارا كثيفا في المبغى
أحبك
أحب سطوع قبرك في الظهيرة
صوتك المختبئ في أدغال رأسي
موتك أكذوبة كبرى
تابوتك غزال يحمل الملائكة
إلى دار الأوبرا
تابوتك شقيقي الأكبر
أوقظ مصباحي كل ليلة
الطريق مدججة بقطاع الطرق
ومجوهرات مخيلتي
تتلامع في المنعطف العبثي
شيعنا المنظرين الكبار إلى الهاوية
شيعنا الأرمل بلباس كنسي
يتبعنا لفيف من اللاأدريين إلى بنات نعش.
كانت أجراس الأحصنة ممتعة للغاية
التأبين دلو مليء بمكعبات المطر
البلاغة أرنب هش
طلقة إثر طلقة
الأحدب الصغير
يستدرج أشباح يوم السبت الأسود
إنتحر برهانك ذو العينين الثاقبتين
طاردتنا ذئاب البراقماتيزم
رفقا أيها الفراغ الطازج
تكلم يا رب
ليصغي إلى نبراتك المنكسرون والثكالى
المراكب مطوقة بزئير المتناقضات
شمس ٢۰٢٣ متآمرة ولقيطة
والعربات وحوش من السيراميك
وأخي الأشقر الحزين
بعصابه المترامي
تشربه سحلية النهار
أمام جوقة من العذاب الخالص
كان الله بعيدا جدا عن صراخ العالم.
العالم سمكة سلمون
والعدم دب قطبي
ما أشقاك أيتها الحرب.
الذئبة
كانوا يرددون في الكنائس..
في المعابد حيث يتحرك الرهبان في النقصان..
في الهضاب التي ترشق الصقور بالزغاريد..
الوديان التي تغفو بلمسة ساحر..
في الساحات الملبدة بسحب النوستالجيا..
كانوا يرددون أن أمك التي أرضعتك على ضوء القمر..
في حقول الذرة..
أمك التي تستدرج الينابيع إلى البيت الموشى بالقصب.
أمك التي تقرض حبال الحمى
التي تضرب فروة رأسك في حزيران.
لتخلصك من حلكة النسيان.
أمك التي تجري وراء الأرانب والغزلان ..
لتكون حصتك من القنص وفيرة.
التي تصعد الصخرة وتعوي..
تنادي ذئابا يطلون من شباك القمر..
أطفالا يلعبون على حافة الأبدية..
كانوا يرددون أن الذئبة التي
كنت تمتطي ظهرها..
مثل فارس صغير
التي ماتت برصاصة قناص.
في مساء هادىء مثل بحيرة روح الله..
تلك الذئبة المبقعة بالرمادي..
انها أمك التي قتلوها بدم بارد أمام دار الأوبرا .