حاورها: عاطف محمد عبد المجيد
نجلاء علام، التي لا تكتب إلا فجرًا وكل من في بيتها نيام إذ أن استيقاظ أحدهم يجعلها تمتنع عن الكتابة، وإلى جانب الكتابة تمتلك موهبة الدندنة بالأغاني الكلاسيكية، وتعشق أية أكلة يحضر فيها الباذنجان، ولا تمنعها الكتابة من دخول المطبخ، بل تصف نفسها بالطباخة الماهرة، هي روائية مصرية وقاصة وكاتبة أطفال، أصدرت العديد من الكتابات للكبار والصغار منها: بيننا سر..سر كبير، أمير الحواديت، لمسة الأم، الأمنيات المضيئة، أيمن وكوكو في الفضاء، سيرة القلب، عند أبي وغيرها. حصلت علام التي ترأس تحرير مجلة قطر الندى، إحدى أهم مجلات الأطفال في الوطن العربي، على العديد من الجوائز رفيعة المستوى مصريًّا وعربيًّا. كما شاركت في العديد من الفعاليات الأدبية وكانت عضو لجنة تحكيم في الكثير من المسابقات في مصر وفي غيرها من بلدان الوطن العربي. نجلاء علام الحاصلة على بكالوريوس التجارة وتحب الرياضيات كثيرًا ولولا أنها أصبحت كاتبة لتمنت أن تكون مُدرّسة للرياضيات، وتصاحب أبناءها الثلاثة وتذاكر لهم معظم موادهم الدراسية، تحب الكتابة للأطفال وتشارك في الفعاليات التي تهتم بالطفل على جميع المستويات، وتحاول من خلال رئاستها لتحرير مجلة قطر الندى أن تبني عقلية الطفل العربي بما يناسب الواقع المعاصر. علام تختلس الوقت أيضًا لممارسة الكتابة للكبار، وبمناسبة صدور مجموعتها القصصية ” سيرة القلب ” وكتابيها للأطفال ” عند أبي ” و ” عروستي ” كان لي معها هذا الحوار، الذي فتحت قلبها فيه وقالت ما لم تقله، من قبل، في حواراتها الأخرى.
** بداية.. رغم كوننا في عصر السماوات المفتوحة وتعدد وسائل التواصل، إلا أن جمهورًا عريضًا لا يعرف شيئًا عن كُتاب كبار كثيرين..لذا ماذا تقول نجلاء علام عن نفسها لقاريء يقرأ اسمك هنا للمرة الأولى؟
* أقول له: عزيزي القارئ أعرف أنك حددت بوصلة قراءتك وتخيرت ما يعطيك شعورًا بالهدنة مع الذات، فكل من تقرأ عنهم في عالم متخيل بعيد عن شرنقتك، فما رأيك أن تخمش هذه الشرنقة وتقرأ شيئًا مما كتبتُ لعلك ستلاحظ ولع شخصياتي بالحياة رغم سبل الإحباط المتعددة وحينها ربما ترى جزءًا من ذاتك داخل سطوري؟
ولو تفضلت بالقراءة فبالتأكيد ستلاحظ شبابك المفعم بالأسئلة في مجموعتي القصصية الأولى ” أفيال صغيرة لم تمت بعد ” أو سيسكن داخل نفسك شيئ من ” نور” بطلة روايتي الأولى ” نصف عين “، أو تحوم حولك أطياف مغردة خرجت من مجموعتي القصصية الثانية ” روح تحوم آتية “، أو أصابك سهم النهار فخرجت تنتقي لنفسك مكانًا في روايتي الثانية ” الخروج إلى النهار “، أو عرجت نحو القلب كي تستطلع ماذا فعل الزمان به في مجموعتي القصصية الثالثة ” سيرة القلب “، أو لعل عشر كتب صادرة للأطفال تكون كافية لحملك على جناح الخيال والصدق والمحبة.
** أريد أن أعرف ما هو أول شيء فكرتِ فيه حين كُلّفتِ برئاسة تحرير إحدى أهم مجلات الأطفال المتخصصة في العالم العربي؟
* أولا أنا لم أكلف بل جرت انتخابات حرة نزيهة فزت فيها بترشيح الزملاء الأعزاء، وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، فقد عملت سنوات طوال بالهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية، وتقلدت كثيرًا من المناصب الخاصة بالنشر مثل سكرتير تحرير كتاب قطر الندى ثم مدير تحرير سلسلة مكتبة الشباب ثم مدير تحرير كتاب قطر الندى ثم مدير تحرير سلسلة الأدب العربي للناشئين ثم عضو مجلس تحرير مجلة قطر الندى، ولكني كنت دائمًا أحلم بتقديم مجلة تفاعلية للطفل، مجلة تسمح له أن يكون البطل الحقيقي بها، وأن يعبر عن نفسه على صفحاتها، وقد تحقق هذا الحلم بعد تشريف الزملاء والأصدقاء لي باختياري رئيسًا لتحرير مجلة قطر الندى، ولذا حرصتُ منذ العدد الأول أن يكتب الأطفال المقال الافتتاحي ” مقال رئيس التحرير ” يعبرون فيه عن رأيهم وأحلامهم وطموحاتهم، كذلك خصصت صفحة كاملة لنشر لوحة لطفل أو طفلة، لتكون بمثابة معرض مفتوح لرسوماتهم داخل المجلة، وفي احتفالية المجلة بصدور العدد ستمائة تم افتتاح معرض خاص برسوم أطفال قطر الندى الموهوبين.
** أنت من الكتاب القلائل الذين يكتبون للكبار وللصغار، هل لي أن أسألكِ عن الملَكات التي يجب أن تتوافر في الكاتب الذي يجمع بين الاثنين؟
* صدقني منبع الكتابة واحد، ولكن يختلف الوسيط وكذلك المتلقي، في الكتابة للكبار أنت تُسِرُ لصديق، أما في الكتابة للأطفال فأنت تحكي لأولادك، والاثنان يتفقان في الفكرة والشخصيات والحدث والبناء الدرامي، لكنهما يختلفان في اللغة والغاية، وبالطبع على الكاتب حينها أن يتمتع بالمرونة الكافية وحسن إدارة أدواته الفنية.
** هل رصدت نجلاء علام ككاتبة أطفال فرقًا حدث في مسيرتها الكتابية بعد توليها رئاسة تحرير مجلة أطفال؟
* أصبحت أشد حرصًا، فأنا مدركة أنك عندما تقدم عملا للنشر تصبح أنت هذا العمل، وتظل الصورة الذهنية عنك مرتبطة بما قدمته ومن الصعب تغيير هذه الصورة، ولذا أصبحت ضنينة فيما أنشره، فالكتابة شَرَكٌ كبير.
** من متابعتك لكتابات الأطفال هنا وهناك، هل هناك اختلاف كبير بين الكتابة للطفل في الخارج وفي وطننا العربي؟
* نحن وهم كَفّتا ميزان، لديهم الخيال والقدرة على الحوار مع مفردات الطبيعة والانسلاخ من التوجيه المباشر، وطرْق مناطق جديدة في أدب الطفل، ولدينا الاستلهام من التراث وتوظيف القيمة الإيجابية والقصة المجتمعية والحكي الممتع ومعالجة قضايا منطقتنا العربية والمشهدية وتعدد الدلالة. ولا أجد كفة راجحة عن الأخرى فكل منا مرآة لمجمتعه، وعلينا أن نفتخر بما أنجزناه في مجال أدب وثقافة الطفل.
** في ظل رئاستك لتحرير مجلة أطفال تتعاملين مع أطفال عديدين، كيف ترى نجلاء علام الطفل العربي الآن؟
* الطفل العربي متفاعل مع المستجدات من حوله، قادر على التعبير عن نفسه، موهوب بالفطرة، مستوى ذكائه مرتفع، اجتماعي، مستوعب للثورة التكنولوجية الحادثة الآن، وقادر على توظيف أدواتها، الطفل العربي منافس عنيد لأطفال العالم، في الحقيقة أطفالنا يرفعون سقف طموحاتنا.
** هل من السهولة أن نكتب للأطفال؟ بمعنًى آخر بماذا يجب أن يتصف كاتب الأطفال؟
* الكتابة للأطفال تحمل من الصعوبة قدر ما تحمل من المتعة، فهي تمرين مستمر على التكثيف وتوظيف اللفظ والتقاط الفكرة ورحابة الخيال، هذا بالإضافة أنك تخاطب كائنًا ملولاً بطبيعته، فإذا لم يكن لديك القدرة على استدراجه لعالمك والتحكم في مشاعره وانفعالاته فمحكوم على كتاباتك بالفشل.
ولعلني أوضحت سابقًا أن كاتب الأطفال عليه أن يتصف بالمرونة الكافية وحسن إدارة أدواته الفنية، وأيضًا عليه أن يطور من نظرته للحياة كي تصبح أكثر احتواءً وعمقًا.
** ما هي مؤهلات الكاتب الذي يستحق أن نطلق عليه لقب العالمية؟
* من وجهة نظري أن أي كتابة إنسانية هي كتابة عالمية، وكل كاتب قدم خبرته وعصارة فكره يعد كاتبًا عالميًّا، فمنذ شكاوى الفلاح الفصيح وحتى ما نكتبه الآن وما سيكتب غدًا يتم الانتخاب منه بشكل تلقائي، ويبقى ما أجمع عليه البشر، والناس لم تخترِ هذه الأعمال لأنها مطابقة لنظرية أرسطو في النقد أو غيرها من النظريات
( لايوجد كتالوج ) ولكن هذه الأعمال خلدت جوهر الإنسان لؤلؤته الداخلية المضيئة، فخلدها الإنسان داخل سلاحه الأصيل ضد الزمن ( الذاكرة ).
** في مجلة ” قطر الندى ” تنشرين قصصًا وسيناريوهات يكتبها الكبار للصغار، وتنشرين إبداعات مترجمة، كما تنشرين كتابات ورسومات للأطفال..تُرى ما الذي يستميلك أكثر ولماذا؟
* رغم حرصنا كفريق عمل في مجلة ” قطر الندى ” على تنوع الوجبة التحريرية المقدمة للطفل بين فنون الكتابة الأدبية مثل الشعر والقصة، أو فنون الكتابة الصحفية مثل الحوار والتحقيق والمقال، أو أشكال فنية مثل السيناريو المصور والكاريكاتير وغيرها، ولكن أكثر ما يشعرني بالسعادة والفخر هو كتابات ورسوم الأطفال التي ترد إلى المجلة عبر البريد العادي من خلال الخطابات أو البريد الالكتروني، فيض الإبداع الحقيقي والملهم الذي يقدمه الطفل أو الطفلة من خلال كلمات بسيطة ورقيقة تعني لنا الكثير، وتعطينا أملًا في الغد ولذا حرصنا على تخصيص عددًا كاملا لإبداعات الأطفال احتفالا بأعياد الطفولة، ولعلنا المجلة الوحيدة التي صدرت بغلاف رسمته طفلة عمرها ثلاثة عشر عامًا، وسنظل بإذن الله داعمين لمواهب أطفالنا، ولعلنا أيضًا المجلة الوحيدة التي تُصدر عددًا فصليًّا بطريقة برايل للأطفال المكفوفين، وتخصص بابًا للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بعنوان ” معًا “.
** في قصتك ” سيرة القلب ” التي تحمل مجموعتك الأخيرة اسمها، ترد هذه العبارة ” لكنه لم يزل مراوغًا “..وأسأل: هل تميل نجلاء علام إلى الأسلوب المراوغ أثناء الكتابة؟
* جاءت هذه العبارة لوصف القلب الذي ما زال ينبض من أجل العطاء رغم جفاف الواقع من حوله، أما أسلوبي في الكتابة فلم يكن مرواغًا أبدًا، بل يمكن أن أصفه بالدقة، أما إذا كنت تقصد أن النص يعطي دلالات متعددة فهذا صحيح تمامًا، فمن وجهة نظري يتشكل الوعي بالتلقي عبر العديد من المستويات، ذلك لأنه في اعتقادي أن وصول المتلقي للوعي الكامل بالنص هو إغلاق لدائرة الإبداع فيه، وهذا ما أرفضه، ولذا أظل مُصرة على فتح دائرة السؤال.
** ما الذي يميز القصة القصيرة عن بقية الأجناس الأدبية من وجهة نظرك؟
* أنظر للقصة القصيرة دائمًا على أنها قادرة على احتواء الذات في عصر الاغتراب، فالإنسان يشعر بالاغتراب حين ينظر لكل ما يحيط به، ولا يستطيع أن يحتويه داخل ذاته ويعيد انتاجه والتماس معه من زواية هذه الذات، فيستغلق عليه الواقع، فمعرفة الذات هي المفتاح للتواصل مع العالم، أما التشتت فهو نتاج طبيعي للمعرفة، الجاهل لا يتشتت لأنه ليس لديه اختيارات وبدائل، ولا يملك أسئلة جديدة يلقيها إلى بحر المعرفة، والقصة القصيرة تستطيع أن تقوم بهذا الدور، فهي تقرب الإنسان من ذاته، وتطرح البدائل والتساؤلات. وفي ظني أن القصة القصيرة ظلت تعكس وترصد روح كل عصر مرت به، وطريقة تفكير الإنسان في هذا العصر، والخريطة النفسية لشخصياته المختلفة، والخصائص المميزة للسلوكيات الجماعية، الإنسان ظل طوال الوقت وقودًا للقصة ومنتجًا لها، وإذا استغنت القصة عن عبء الاستطراد والامتداد الزمني وكثرة الشخصيات صفت إلى الإنسان، وصارت أكثر قدرة على التحاور مع الذات، وهذا ما يسعى له الإنسان حاليًا.
** بعد قراءة مجموعتك “سيرة القلب” أشعر أن هناك رابطًا خفيًّا بين القصص فهل عمدت لهذا الرابط ؟
* نعم، فعلى مدار خمس عشرة قصة هي عدد القصص داخل مجموعة ” سيرة القلب ” ستجد سمات عامة تجمع بينها ومنها:
- تجلي المفارقة : فعلى سبيل المثال في قصة ” ذكريات نبتسم لها ” نجد امرأتين تجاوزتا السبعين، كانتا زوجتين لرجل واحد ( ضرتين )، تلتقيان للمرة الأولى في ساحة المحكمة لاستخراج إعلام الوراثة، وتبدأ رويدًا رويدًا تتسرب مشاعر الإعجاب والمحبة بينهما وتختفي مشاعر الضغينة والغيرة.
- الثنائية : فلكل شيء في هذه المجموعة وجهان، امرأة / رجل قصة ” هي وهو ” ، الإنسان/ الذاكرة قصة ” في قلبي غرام ” .
- المرايا المتقابلة : كثير من شخصيات المجموعة تجد لهم امتدادًا في أكثر من قصة وكأنهم مرايا متقابلة تعكس كل منها صورة الأخرى.
- غزل الكلمات : وبالطبع أولا وأخيرًا حاولت أن أغزل الكلمات حتى تعطي الشعور بنعومة الحرير لكنها في الحقيقة معقدة مثل آلاف الخيوط المتداخلة.
** بعد مجموعتك ” سيرة القلب ” أصدرتِ كتابًا للأطفال ” عند أبي “.. هل تضعين خطة للتوازن بين الكتابة للكبار وللصغار؟ أم أن العمل يفرض نفسه كما يقول أغلب المبدعين؟
* لا..لا أضع أية خطط، من يضع الخطط هم الناشرون الذين يختارون موعد إصدار كتاب جديد، ما أحرص على اختياره هو صدور الكتاب بالشكل الأمثل، وكذلك إتاحة الكتاب قدر الإمكان للقراء، ولن أستطيع تكرار مقولة ” إن العمل يفرض نفسه ” بل على العكس تمامًا لدي فلم يحدث أن تنزل علىّ وحى الإبداع وأهداني عملا، ولم تزرني ولا مرة واحدة لحظة الإلهام وفرضت عليّ الكتابة، وكم انتظرتهما كثيرًا ليخففا عني عبء الكتابة، ولكنهما ضنّا عليّ بالمجيء، فاضطررت للغوص في بحر الكتابة الغريق وحدي، والآن أشكر لهما هذا النأي، فقد علمني أن الكتابة درة عليّ الغوص والمحاولة مرة بعد مرة من أجل الحصول عليها، وبعد مشقة وجهد أجدها صافية بهية ملتحمة بكل تجارب عمري وخبراتي وحبات عرق الكلمات.
** في قصة “عند أبي” نجد أشكالا متعددة للقص، كيف تفسرين هذا؟ وماذا أضاف هذا التنوع للقصة؟
* ” عند أبي ” من القصص التي لها خصوصية كبيرة، فقد حاولت من خلالها تقديم أنواع القص المختلفة للطفل المتلقي بأسلوب شائق، من خلال الكتكوت ” كركور ” الذي يبحث عن حدوتة ويتعرف عليها من خلال أشكال حكي مختلفة من قِبل شخصيات متعددة، فكل منا له حدوتة يسردها بطريقته، أحدنا يحب القصة الواقعية فيحكي ما يحدث له على مدار اليوم، والآخر يتعامل مع الحدوتة على أنها متنفس للحكي عن مخاوفه، وبعضهم يحكون حدوتة تعليمية عن الحروف والأرقام ولكن ” كركور ” لا يقتنع بكل هذه الحواديت، وأخيرًا يعود الأب ” الديك ” من السفر فيحكي لابنه الحدوتة الخيالية، وعندها يتفاعل معها ” كركور ” ويراها أجمل أنواع القص. والحقيقة أنني حاولت في هذه القصة الانتصار للأب بوصفه يمثل الاحتواء والمشاركة والرشد والعطف والحب.
** من وجهة نظرك هل ما زلنا في عصر الرواية، أم أننا تجازونا هذا العصر إلى عصر جديد؟
* كنا في زمن الرواية، لأنها أقدر جنس أدبي على التجسيد، فالإنسان كان يجابه لأول مرة تلك الثورة في الاتصالات، سيل الأخبار والمعلومات والأحداث التي يُذهِبُ بعضها بعضًا، والتي شعر من خلالها تراجعًا في الاهتمام به، صحيح أنه صانع الخبر والحدث ومتلقيه، ولكنهما ( الخبر والحدث ) اكتسبا شخصية منفصلة عنه، وتقدما وتراجع هو، ولذلك انتخب الرواية كجنس أدبي قادر على التوثيق لنماذج إنسانية راقية، صمدت في وجه المتغيرات وأكسبته شرعية الوجود. وأعتقد أننا سنبدأ عصر القصة القصيرة المتسائلة المشتتة اللعوب، القادرة على تكثيف الحياة الإنسانية، فدائمًا ما أشبه القصة القصيرة بمثابة قطاع عرضي لشجرة وارفة، لو دققنا النظر فيه لاكتشفنا حياة هذه الشجرة منذ خَلْقِها، ولذا فالقصة القصيرة بتكثيفها الشديد، ولغتها الشفيفة هي عصارة الذات. وفي النهاية سنعود للشعر باعتباره أكثر الأجناس الأدبية تسامحًا مع الإنسان.
** أيهما أقرب إلى ذاتك الرواية أم القصة القصيرة؟
* القصة القصيرة بالطبع تحتاج لحرفية أكثر في الكتابة، أما الرواية فهي المغامرة الكبرى، في الكتابة لا توجد أفضلية، الفكرة والشخصيات والزمن هم من يحددون الوعاء الأدبي.
** وماذا عن أحلامك للكتابة وخاصة كتابة الأطفال؟
* الكتابة ليست في حاجة إلى أحلام، ولذا ليس لدي أحلام للكتابة، لدي وجهة نظر ومحاولات لا تنقطع، لدي رؤية ونظرة عميقة لتيارات النفس البشرية، في يدي قلم سأظل أطرق به باب الكتابة الكبير.