نانو: الكتابةُ بالطّاقةِ البَديلةِ للغةِ الأم

أسعد الجبوري

1

تَجمَعُ حبَهُ بقايا قَشّ .

وتفكرُ مَليّاً بعودِ ثِقَاب.

2

وليلٍ يَنامُ بخزائنَ الجسدِ عارياً .

ونائمٍ لا يُفسّرُ في الصَحْو المنامْ .

3

كلاهما ضائعٌ

النومُ مَكْسُور تحت السرير،

والأحلامُ عارية.

4

لَمْ تَمشِ بجِنازةِ القتيل،

فَجَّرَتْ اللُّغَةَ،

واِنْشَغَلَتْ بتَضْمِيدِ رأسِ القصيدة.

5

نَكسةٌ في عُشّ.

تذكروا غرابَ الخامس من حزيران.

6

القارئُ فُرْنٌ ..

قد يَحرقْ النصّ أو يَحترقْ بهِ.

7

تلك المرأةُ على الحِبال .

الكلامُ ثيابٌ.

والغسالةُ من كَثَافَةِ الثرثرةِ تعطلّتْ .

8

على جدران الوجهِ المُتَهَدِّمة

قطعُ غيار كآبة

ورجالُ مطافئ ينشغّلون بمعالجةِ الحرائق.

9

ليستْ أَغْلِفةً للنَوْم ..

ولا بمقاعدَ لجلوس النظراتِ .

الأعينُ حاناتٌ كلما اِتّسَعتْ زَاد طَيْشُها بالذُهُول.

10

قَطعَهُ ورَماهُ على القارئ

الحَبْل السُّرّي للقصيدةِ الأفعى.

11

الأملُ فاكهةٌ صغيرةُ السنِّ.

وما من حكمةٍ بشهادةِ ماجستير .

12

تَثمُّلُ من إِكسيرهِ الخاص صارخةً:

كونياك وأحبُّ ما فيك ثعالب يا حبي.

13

القلقُ بروتينٌ بأنسجةِ الكتابة..

قال ذلك مُكتئباً وهو يرافقُ لغة الثدييات .

14

تَقتَبسُ من حبّهِ الهجرانَ دونَ تَدْوين،

فيما هو في الجُمَلِ المَنْفِيّة يَهذِي مُضْطَرِباً.

15

ليس لمنام العشاق أبداً.

هذا سريرُ الدراماتريكا المُلتهب بزلال النار.

16

عينٌ مُلْتَهِبةٌ تَفيضُ بالدمعِ المُرّ تماماً

تلك شَمسُ الذكريات.

17

ما زالَتْ الشمسُ بثياب النوم

ما زالَ الديكُ في المصارعة.

18

الفؤادُ منطادٌ حالمٌ بالرماد

والطريقُ لرأسُمال الحبّ بالحائط.

19

النسرُ فوق أشجار الزيتون،

يُصَوّرُ مسيرةَ النمل الأحمر

20

يخرجُ للنزهةِ دون حراسةٍ

الدماغُ الذي ألقى برأس صاحبهِ بالترعة.

21

كان البريدُ على الدرّاجة متثائباً

فيما امرأةُ تنتظرُ روائح الرسائل.

22

عقاربُ الزمنِ تحت رمال التاريخ

وفلاسفةٌ يمتطون الدواب على صفحات التيه.

23

تغلقُ باباً في الطينِ

وتفتحُ للشهوةِ الطريقَ في الزنجبيل.

24

تذهبُ للصّيد في الصحارى،

وتعودُ الفتاةُ بالثعابين.

25

تَتمدّدُ وحيدةً على خط المشاةِ،

القصيدةُ الشبيهة بسورِ الصين .

26

بالضغط وشدّة الاحتكاك،

أصبحتْ فقراتُ ظهرها جسراً للمارّة.

27

يبحثُ في القصيدة عن بَيْضةِ الدِّيكِ الغامضةً،

ويعود من غوغل بخفي حنين.

28

الشَمسُ مَصْبَغَةٌ ليستْ إلا..

والصباحُ كلمةٌ بِلُكْنةِ أهل الجبال .

29

الأنفسُ تائهةٌ دون اشتهاء لغويّ

والحبُ محضُ شَغَف بمِكْواة.

30

التصاويرُ القديمةُ تتهاوى..

وهو كمنْ يَغسلُ عَيْنَيّهِ من الجفافِ بمَحْلُول

البُوِريك

31

الغريبُ نِصْفُ شَمسٍ في الليل

ونِصْفٌ آخرٌ للاغتراب بكأس.

32

الأكثر تكاثراً في مَصَبّ العين

نساءات الإستروجين.

33

الأنجمُ مُجفَّفة بجيوبهِ،

ومعطفهُ كلمةٌ تتدفأ بها الآلهةُ دون حطب.

34

يُفكّكها قطعةً قطعةً..

ويَستعيرُ منها الغيارَ الذي يشتهيهِ.

35.

أمْسَكَ بِخناقهِ البردُ ،

مع إن لذاك الحُبّ فِراء دبّ .

36

لَسَّتُ عَبيراً جافّاً..

لتكَفّ عن مُغازَلتي الرّيحُ .

37

أبانا الذي في اللغةِ..

أما رأيتَ الذئابَ تتأرجح على سطر القصيدة.

38

مُجَرَّد غَرْفةٍ خاليةٍ من الأثاثِ ../

قلبُ الفتاة على سطح ناطحة السحاب.

39

يرسمُ خطاً آخر للاستواء../

ثم يترك تحتهُ أغنيةً يتصاعدُ منها الدخانُ.

40

كان مُتَخَفًّياً عن دموعه تماماً../

ديكُ الجسدِ النائم في حفرة الظهر.

 

شاعر وكاتب عراقي

مقالات ذات صلة

أقسام الموقع