هنَا شبَّ طفلي الذي لَمْ أَزل أُربيهِ
وأَهشُّ عنهُ الإستعَارَات الخرسَانية
كالَّتِي تَحجبُ الطبيعةَ هناك,
ويَكثرُ فَوقَ رَأسِي السُؤَالُ
وفَوقَ الحوَاسِ تَطولُ الوسَاوسُ
فَلاَ تبتَعدْ
اقتربْ منكَ,
التحمْ بهاجسِك رَيثمَا ترَى
كأننَا نُهرِّب الحريةَ للذِّكرَى
والحلمَ للمعجزةِ الـمسنَّة!
كَأنني لَستُ أنَا
أَوْ هنَا..
عَبرَ موجةٍ تَشطفُ أَحدَاقي
وتَنغرِسُ كارتعاشةٍ فـيَّ,
رُويدًا رُويدًا
أَقاومُ خشونةَ الشوارعِ والغبارِ
كَي أرَى مَوطنِي الـمسافر
وأقتسم معَهُ قهوةً لاَ تشبه كلينَا
رُويدًا
سَتنمحِي وَقفتُنَا
إِلاَّ مَا اقترفتهُ العقولُ الصَّلبةُ,
ووَحدُكِ..
لاَ تحملُكِ القصيدةُ أكثرَ مِنْ حريق !
ولاَ أَبرعَ مِنْ عَذابٍ مُستمر
ـ فَمنْ يَقتلُ تِلكَ الرتابةَ الـمستفزَّة؟
ـ وَلـمنْ..
سَآوي مُتعكِّزًا ببقَايايّ؟!
أُحبُّكِ
أَقصَى دَرجَاتِ الْخطر
كَي يَنفضَّ عَن قَلبي هذَا الرُّكَام
أُحِبُّكِ
أَوْ لاَ..,
بتُّ أَخشى نَوبَات القلبِ وارتفَاعَ الكلامْ,
قَدْ تَسقطينَ
وَقَدْ أَسقطُ فِيَّ
فَلاَ تَعبرُ بنَا القصيدةُ
ولاَ أرَى غيرنَا فـي صَقيع الورقِ الـمطروح
ولاَ أَدنو مِنَ السمَاء,
ولاَ يَحيدُ الـمْصيرُ عَن سُوقِ الصرَاعْ ,
لعبةُ الوقتِ أَفْرَغتْ جيوبي
كَمحترفِ قِمَار
وأَنا تلكَ الرائحةُ الفجَّة فـي الأَركَان
لاَ أَنسَي هَولَ ضَحكَاتِي السِّرّيةِ
وَبكَائِي
وأَنكِ قلقٌ لاَمِعٌ
والزَّمنُ مُوسمُ للحصادْ!
أَسمعُ وأَرَى
وَأودِّعُ شَغفًا بشغفٍ
يَليقُ بالعَاطفةِ وَميلاَدِهَا الليلي,
وأَنني
لَمْ أَربَح شيئًا
سِوَى الوقوفِ بأشيَائِي
أَوْ قُلْ..
هَكذَا
دَاريتُ خَجلَ الأيام أَمَامِي!!