مَجلِسُ القِرَدَة

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

نهاد ذكي 

ألعابٌ بَهْلَوانيَّةٌ لهَيَاكِلَ عَظْمِيَّةٍ

تَتَطَوحُ في الهواءِ .

مُوسِيقَى مُهَلوِسَةٌ .

ضَوءٌ  أَزْرَقُ وأحْمَرُ

يَتَرَاقصانِ عَلَى الحَوَائِطِ .

 

دوائرُ تَتَدَاخَلُ مَع بَعضِها

تَمتَزجُ في رأسٍ يَهذِي

كَأَنهَّا لَبْلاَبٌ يَتَسَلقُ جَسَدَي

 

 

يَلِفُّ  لِسَانَهُ حَوْلَ بَيتِي

                  خَشَبِ الحَدِيقَةِ

                  تَكعِيبةِ العِنَبِ

                  ويَسْكُنُ فِيَّ .

 

كَانَتْ الكَلِماتُ تتَطايَرُ فِي فَضاءِ الغُرفةِ المُغلَقَة.

 

أَحْبالٌ صَوتيّةٌ كَثِيرةٌ

 تَتَلَوَّى عَلَى طَبْلةِ أُذْنيَّ

تَجْبرَني أنْ أَسْمَعَ

تَبكِمُ صَوتِي الخَاص  .

 

أَصوَاتٌ يَتَسَاقَط مِنْها الجَمْرُ

عَلَى الأَرْضيَّةِ الخَشَبيةِ 

تَحرِق مَنزِلِي .

 

أَغْفُو عَلَى الكُرْسيِّ بجَانِبِ النَّافِذَةِ

بَعْد أَنْ دَثَّرتُ أَطْرافِي البَارِدةَ بالبطاطينِ .

 

كُنْتُ أنظْرُ إِلَى أعمدةِ الإِنَارةِ

كَانَتْ تقْتَرِبُ

ضَوْؤها يعميني .

 

 تدْهَسُنِي مِثْل قِطَارِ زَمَنٍ

يَزحَف عَلَى عُنقِي

يُقَبِّل ثَدْييَّ

    جِلدِي المُتَرَهِّلَ

   والفَرَاغَات بيْن المَسَامِ .

 

قُبلةٌ أُخْرَى وأُصَابُ بِالخَرَفِ.

هَلْ تَخَدَّرَت عَينَاك بِالنَظَرِ مِثْل عَينَيَّ ؟

 

تَعْجَز فَجْأة عَنِ النَفَاذِ إِلَى جَوهَرِ الأَشْيَاءِ.

تَغرَق دَاخِل وَعيِك.

فِي حِين يَتَسَاقَطُ  لَحمُك فِي الطَرِيقِ إِلَى الشَّمْسِ

          تَنهَشك حتَّى العَظْمِ تِلكَ السُخُونَة.

وَسَطِ كُلَّ هَذَا،

 هُنَاك قِطَّةٌ نَائِمةٌ

عَلَى أَرِيكَةِ غُرفَتِك تَنْتَظِرُ أَنْ تُطعِمَها .

 

أقدَامٌ آدَميِّةٌ كَثِيرةٌ

مَبْتُورةٌ مِن مُنتَصَفِ السَاقِ

تَسِيرُ فِي دَمِك.

تَنتَابُك القُشَعْرِيرَةُ

وتَتَفَتَحُ مَسَامُ شعيْراتٍ بَارِدة .

 

يتَنَمَّلُ جَسَدُك

تتَخَدَّرُ حوَّاسُّك

تَعِقد لِسَانَك حَوْلُ عُنُقِك

مَانِعًا بِعَقلِك الدِماءَ

عَن الوُصُولِ إِلَى الرَأْسِ .

 تَبرُزُ الكَدَماتُ الزَرْقَاءُ عَلَى الصَّدْرِ والفَخْذِ .

تنْفَتِحُ بوّاباتُ الجَحِيمِ

يَسْتَقْبِلُك مَلَاكُ النُّورِ بِجناحيه  المُحْتَرِقَين .

يُعطِيك شُعلَته

لتُضِئ الطَّرِيقَ المُظْلِمَ لِلقَلْبِ

تَسِيرُ فِي السَرَاديبِ الطَّوِيلة للشَّرْيان الأورطي

أَمَلا للوُصُولِ إلَى مَرْكَزِ كَوْنِك .

أَنْ تُقَابِلَ إِلَهَك .

 

تُصَافِحَهُ يَدًا بِيدٍ

حتَّى وإِنْ كُنْتَ بِحَاجَةٍ إلَى عِنَاقٍ  .

فِي الصَبَاحِ

تَعبُرُ الرَّوحَ نَفخَةُ هَوَاءٍ مِن الرَّمَادِ.

 

وقِطَّتُك الَّتي تَمُوءُ عَلَى الأَرِيكَةِ

مَازَالَتْ تشتَهِي طَعامَها الجافَّ

وتَلَعَقُ وَجْهَك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية، القصيدة من ديوان “كأنها القيامة” صادر مؤخرًا عن دار الأدهم 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 35
يتبعهم الغاوون
مرزوق الحلبي

قصيدتان