تفتحُ دفترَ أسفارِكْ
ينتظرونكَ
والمائدةُ اكتظّت بالورّاقين، فكيف
تعدُّ لكلّ
رغيفٍ جسدا
ولكلّ كتابٍ أتباعاً ومريدينْ؟
أم كيف تمدّ يديكَ لأنصاف الموتى؟
والموتى ينتظرونْ
كي تكتب أورادَ الفقراءِ، وأدعيةَ البررةِ
لكنكَ كنتَ حزينا
يسكن صوتُكَ أسفلتَ الطرقاتِ
تعرف أن الموتَ الأولَ لا يسعُ الموت الثاني
فتمهّلتَ لتجذبَ كلَّ الأستارِ، فكان
حِجابُكَ
تلك هي الرؤيا..
آخرُ قنديل تطفئه الآنَ وأولُ أسفاركَ
فابرحْ خرقةَ مولاكَ وجهّزْ أحصنتكَ
ودفاترَ
أسلافكَ
وتهيّأْ للموت الثاني
فالموتى ينتظرونْ.
……………
* من ديوان “الطاولة 48” ـ 1992