البهاء حسين
أفكر دائماً فى نهاية كل شىء قبل أن يبدأ
وجبة الطعام
اللقاءات الحميمية
المشاوير
:
قبل أن أشعل السيجارة أفكر فى الرماد
،،
هناك أشياء أعرف أنها ستحدث لى، لكننى لا أمنعها
لأن قطعة الفلين لا تخاف من الغرق
أقول، ثم أطفو
:
يأخذنى الفضول إلى الحافة
حيث يتاح للمرء أن يرى نفسه من جميع الجهات
التجربة أمّ تحملها على ظهرك، كأنها مقعدة تدل ابنها الضرير
على الطريق
،،
لم أعد أكترث
أنا هنا الآن
أعيش بداخلى مفتوح العينين، دون أن أتجرأ على الحنين
أعيش أيضاً بداخلكم
لشد ما تمنيتُ أن أكون كل الناس
حتى أولئك الملطخين بسوء السمعة وسوء الحظ
كل المخلوقات
كل شىء
لا أريد أن تمرّ حياة
دون أن تجد لها طريقاً إلى قلبى
،،
أنا هنا فى قاع نفسى
أبحث عن الحقيقة إذ تتعرى ويكون لها صوت
يمكننى أن أمضى بقية العمر
بعيداً عن الدخان والضوء
بسيطاً مثل كوز الذرة بشعره الناعم
وهامداً مثل حرب لم يحسمها أحد
صريحاً كالشمس
هنا يمكننى أن أرى كوكبى
،،
إذا اضطرك العالم للجوء إلى داخلك
خذه معك إلى هناك
ليس من البرّ أن تترك أباك العجوز
وحده فى الخارج
،،
فى الداخل تتكلم السماوات
وليس عليك سوى أن تكون صدى صوتها
،،
جرّب الصمت
ستعرف أن الله يريد أن يعلمك الطريقة الوحيدة التى تعرف بها نفسك
وأن قلبك يريد أن يُحيّيك
الضم الخارج والداخل بخيط واحد
الضم شفتيك
ستعرف أن الحقيقة كثيرة الأغصان
وأنك مجرد ورقة
اصمت دون أن يسمعك أحد
كالقلوب المحفورة على قشرة الأشجار
اصمت وسوف تتحول الكلمة فى فمك إلى ثمرة
،،
الصمت هو الحياة التى لم تجربها
أنت والكلام كنتما دائماً رفيقين، خانك مرات كثيرة
غير أنك ما زلت ترافقه
:
الفم أكثر حياة وهو صامت
،،
ليس من الحكمة أن تعيش مشرداً حتى وأنت بداخلك
الداخل بيت من غرفة واحدة
ليس هناك مكان للآخرين
هذا الذى يجوبك صباح مساء هو غيرك
ما حاجتك حتى إلى نفسك ، وكل الطرق تؤدى إليك
،،
حيث يكون قلبك، تكون وجهتك
:
يمكنك أن ترتفع كالدخان
أو ترسب فى القاع
كحجر
يمكنك أن ترى كل شىء يجرى على السطح
يمكنك أن توقظ الحياة، إن كان ماؤك صافياً
لا شىء يضاهى الحجر، فى التصاقه بالقاع
كجنين فى الرحم
كن حجراً ، لتعرف كيف تكون البداية والنهاية
كن حجراً فى بيت قديم أو جديد ، لا فرق
بعد قليل ستجفّ الأصوات من حولك
سوف يتوقف كل شىء
لا رغبات، لا ضجيج
لن يكون هناك أحد غيرك فى البيت
لكى توقظه.