من رأسي السلحفاة

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أحمد عبدالرحيم

كانت هناك زهرة أمام البيت من الداخل. زهرة حمراء وكبيرة. دائما ما تعتني بها أمي حتى توهجت. وكنت آتي من الخارج وفوق رأسي صينية ثقيلة عندما أنزلها بجوار الزهرة تصير فارغة.

دائما أيضا ما كان أخي يسرع قائلا:"الكون عبارة عن نسيج." أردد خلفه "نسيج مظلم لابد". يمسك قطعة قماش كبيرة من طرفيها ويطلب مني أن أمسك من طرفيها الآخرين. نضع الصينية فوق قطعة القماش. المساء كان عميقا جدا لدرجة أن الصينية تطفو إلى القاع.

***

أبي ميت وأنا عاطل. في الصباح عندما استيقظت كان حول سريري زهور برية.

قالت أمي التي بدأت تدريجيا تشبه العذراء مريم وبين يديها طفل رضيع، احمل أخيك، كان يحمل صخرة صغيرة جدا حاول أن يضعها في فمه لكني منعته. كانت العذراء تصرخ “الفزاعة الشمطاء تحوم حول البيت منذ الليل، حاولت أن أطعمها لكنها ترفض قائلة أسناني صلبة لكني أحتاج إلى طاقم صناعي”. جلست إلى مائدة الصباح، في هذه اللحظة انشغلت عن الطفل. فبلعها. كانت الفزاعة تئن في الخارج. تحولت إلى ضفدع في صحن أبيض. بفمي الضفدع حملت زهرة. زهرة وحيدة وظللت أبحث في الشارع عنك يا رشا.

***

اسمي رشا وحذائي تنبته الأشجار.

اصعد يا عبداللطيف الشجرة.

وصعد عبداللطيف الشجرة، تاركا السماء لصبية وحذائي. كم مرة انخدعت في كراس متحركة وأجهزة تمص الدم وانحشار غيم أسود في فستاني الأبيض.

***

فوق جسر خال من الناس، في ساعة مظلمة، كنت أمشي.” كتب تشيخوف في دفتره، وهو يجلس على اريكة في الحديقة، ينظر إلى الطبيعة. كل مرة يخطئ في كلمة الطبيعة ويكتبها (الطبيعية). هكذا صار له وقت ينتحب فيه على نفسه. “وصلت إلى حجرة مليئة بالحيوانات، تحرسها امرأة. عندما قفلت الباب خلفي ربطت قدامي بمربط كان لحيوان ما.”

ثقب في الشجرة، يقول حارس الحديقة. “كانت له أذنا أرنب”، يسجل تشيخوف بمسودة دفتره. ثم يكنس الحارس كل شيء تحت الأريكة حتى حذاء تشيخوف.

هذه الدنيا يا أم كلثوم

كلب يخرج من بوابة مظلمة

يهز ذيله المقطوع.

في الداخل

ثمة هيكل رجل

يركض وراء الذيل

له رأس على شكل هلال،

لديه سحابة بيضاء

ينتف منها قطع

ويوزعها على المارة.

هذه الليلة كنت أمر من أمامه

وفي يدي مطرقة.

***

ملاك ينزل كل أربعة أيام في بئر، يتحول فيها إلى ذئب. ويعوي. بئر في مقبرة. في الصباح يستنجد بأهل الميت. يطلون من الفوهة. ماذا نفعل مع ذئب ليس له يديين، تقول رشا. يرميه الأطفال بالحجارة. فيصمت.

بالليل تقول لي الموتى يملئون البئر بالتراب فيموت الذئب لذلك لا نجده في بعض الأيام ونرى عظام إنسان.

في خريف ما رأيت الذئب يخرج من البئر ويحلق بجناحية إلى أعلى.

 

 

 

مقالات من نفس القسم

تشكيل
تراب الحكايات
موقع الكتابة

قلب