ذات يوم
بارد
سرت بمحاذاة ظله
بطول شارع،
لم أقصد ذلك
لم يقصد ظله ذلك،
ولكني كنت بحاجة
إلى بعض
الرفقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
افتقاد
أفتقد أصدقائي
المتخيلين،
الذين تركوني مؤخرا
لأني كبرت كثيرا
على رفقتهم .
وحش الخزانة المغلقة،
أكثر منْ أفتقدهم،
صديق الطفولة الحميم
متعدد الأدوار :
الساكن أحيانا أسفل السرير
وأحيانا شبح الظلام ،
ولسنوات طويلة
السائر خلفي كظلي
ليل نهار .
هناك أيضا المسخ الساكن
بأخر الشارع،
كذلك جنية البحر
التي تخطف الصغار ،
والغولة المنتظرة
بأعلى السلم المظلم،
والرجل المجهول الذي
يهدم جدرانا لا تنتهي
طوال الليل .
ثم لاحقا حبيب الوسادة
وصديق المرآة ،
ذلك الأخير يلعب أيض ا
دور فارس الأحلام
ورفيق الوجع .
كلهم ذهبوا
لآخرين أقل سنا ،
ولم يتبق لي سوى
بعض الرفقاء الباهتين
الذين أتبادل معهم
وجهات النظر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الديوان الحائز على تنويه لجنة التحكيم بجائزة أسامة الدناصوري للشعر 2015