منتصبة الهزيمة ..رفعت راياتي!

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

نسرين سليمان

 

رفعت رايتي ثم أكلتها

ووقفت منتصبة الهزيمة على ساريها

أعد السنوات الراحلة

وأتوجس من الآتي بالأسئلة

كم تخفي بين حواريها من قصص

كم سيطول الليل

و كم سيطول العجز فوق الجبين

و كم خط اعوجاج  سيرفرف معي

لم  أعد أحلم  بمستقبل

ولم أعد أخشى الإملاق!

أطلقت سراح أفكاري

لم أعد أهتم لأحاديث الغرباء

ولا لنميمة النساء

لم أعد أصغِ لما  سيأتي بعد العشاء

لم تعد تغريني المكحلة

ولا الزينة على الشفاه

ولا الكلام المثير

لم أعد آبه لعورة التفاحة

ولا يستهوي أقدامي المشي على الأرض

...

أقف بلا أذكار

فلا أتلو  ولا أرتل

ولا أحلم ...

أقف  أعاند رياح العمر

فتعاندني أكثر

أو لو كان لي جناحين من قلقٍ

لكنت الآن أكتب ..؟!

أو لرأيتموني  أغني بعد ثلث الليل ..؟!

 

....

يا ريح اقصميني

نصف لكِ ونصف اجعليه قربانا

أو خذي   قلبي ومقلة عيني

ولكِ  وزريهما .. ولي اعصارك

يا ريح اجتثيني

هذه البلاد بلا منفعة

احمليني نحو مجهول يحيني

أريد وجوهًا لا تعرفني

أريد أصدقاء حقيقيون وكثر..

أريد صديقة كلما أخطأت تصفعني

كلما بكيت تمتمت ساخطة

لتعيد رشدي لموطنه .

.....

يا ريح

أريد رفيقا

كلما وهنت  أتى  بكتفه يحنو

كلما عجزت مد يده عكازي

أريده بشيبه وتجربة العمر

لا أريد منه حبًا ولا أحلامًا تجمعنا

معه لا أريد  لحاضرٍ ولا ماضٍ ذكرا

أريده وحده ووحده فقط لي مؤنسا

.....

يا ريح قولي لي أين المرسى

فإني متعبة

أجدف بصحراء

والرمال جافة

والواحات قفار

أي قبر سيسير بي

وأنا كلما اتكأت على بنان  أُصفع ..!؟

..

يا ريح  اجعليني أنام

خذي بي بعيدا  بعيدا عن الأوهام ..

تغتالني الحقيقة

تأكلني الظنون

غدوت كجثة لا صاحب لها

ولا ولد

كلها أوزارا ونقم

من سيغطي عورتها

هل من مجيب ..؟

لي أنت الثقلين من الأجوبة

وأنا من أنا ؟

أنا جثة الغار والورق الأصفر

أنا جثة اليقين

رائحتي الحنين

والشال تشرين

ما أكلني العراء

ولا خفت من عوارض الزمان

ولا من الكلاب الضالة

أنا جثتي الحية

يا ريح  أنا لكِ الهبوب  ..

وأنت لي آية الخلاص .

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعرة فلسطينية

 

 واللوحة لـ جان بيريه 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project