علي مجيد البديري
(إلى روح الشاعر: عبد العزيز عسير رحمه الله)
(1)
حين تَشهَّدَت اللغة
سالَ مِن عَصَبٍ لا يُرى،
والقصيدةُ
شَهقتْ أولَ أنفاسِها.
ارتبكتِ اللغةُ،
وانكمشَ البَياضُ،
كأنَّ شيئاً
خُطَ فيه قَبلَ الحَرف.
كَسَرَ الصَّمتَ؛
ليكونَ مدخَلَه.
(2)
خبزُ الصّوت
عاشَ
كمنْ يُرمم صَدعاً
في جِدار،
يزرعُ نَبضاً،
ينصتُ لصوتهِ
كي يُنطقَ وجعَ الغريب،
ويفتحُ ليلَه
يملؤهُ بالقَصائد
التي يَسكُنُها الجَميع.
(3)
حينَ صَمتَ ليقول أكثر
اختنقَ الهَواءُ في رئتَيْ القَصيدةِ
تدحرجَ المَعنى
كجُمجُمةٍ
على بياضِ الوَرقةِ
لكنَّه لَم يَمُت
بل تَسرَّبَ مِن اللغةِ
انكسرَ في صَدى لم يَنطق
(4)
النقطةُ التي تلي آخر السطر
هاهُنا نامَ الحَرفُ على جَنبه،
وانحنتِ الكَلماتُ
صَمتٌ
يقِفُ بجوارِهِ الشّعرُ حَافياً
الحروفُ
تزهرُ
من الشّقوقِ بلا صَوت
(5)
قيامةُ أولى
تكسَّرتْ أحجارُ القَبر
نهضَ،
من فَجوةٍ
تحتَ اللغةِ
وفي فَمِهِ رمادُ القَصيدةِ.
الشاعرُ
عادَ
لا جَسداً … بل ارتجَافة مَعنى
………………..
*شاعر من العراق