ملامح لا يخطئها النظر

رضوان بن شيكار
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

رضوان بن شيكار

مثل خيل مجنحة لا يخطئها النظر

تمر ملامحك وقسماتك الممهورة

بوشاح البهاء،

الممتدة في مرايا ذاكرتي

في بلاد بعيدة،

فتنكتم الأصوات بداخلي وتتلعثم

في لجة غبار الأعماق المشرعة

على سكون مريب،

أتمرن على استعادة خطواتنا

التي تجيء من أقاصي الغواية،

وأدسها تحت وسادتي بإحكام،

كي لا تخطفها الطيور الليلية من منامي،

أشحذ سيف الكلمات وسط صخب

الحانات وضوضاء قطارات الليل الأخيرة

التي تلفظ الغرباء والعابرين

على الأرصفة الباردة،

لأوقظ من رماد المسافات

 التي توارت في مهب التيه،

لهفة البدايات المتشظية في عنفوان

الصحراء،

التي تغمرني بلهيب نيرانها المستعرة،

أطرق باب الليل وأجلس على عتبته،

بشعور قاتم بانقطاع سلسلة الزمن

لأتابع البحر وهو يفتح خلسة

نافذة في الريح،

لجحافل المهاجرين السريين المكدسين

في قوارب الموت،

الحالمين بعبور المضيق كجيوش

طارق ذات اجتياح،

نحو أندلس تلمع في الأفق.

يسحبني إليك مد جارف

يخترقني كطلقة طائشة،

فتطير مذعورة من تحت جلدي

أسراب من النوارس وطيور بحرية أخرى،

كانت تعشعش بين أروقة عروقي

وتنقر من كريات دمي،

وأنا أقضم ما تبقى من الوقت المهدور

بين خرائب المدينة التي تجتر أيامها

الثقيلة برتابة وفتور،

وتحيك انتظاراتها على أراجيح العبث والجنون.

…………………

*شاعر من المغرب

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم