مصـائـر

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

لولا الشعر

كان من الممكن أن أصير شجرةَ

 تٌسقط فروعَها عمدًا فوقَ رؤوسِ باعةِ فقراءِ قصدوا ظلَها نهارًا 

  أو ربما كنت شجرةَ توخزٌ بسهامِها عيونًا  حالمةَ

 

كنت سأصيرٌ شجرةَ لا يرجىَ من ورقِها ثمرٌ ولا من ساقِها ورقِ

كنت سأصير غولًا بعين واحدةِ ورأسِ أشعثِ

أخيفٌ الصغارَ فى القرى البعيدةِ

أو أطاردٌ أحلامَ العذراواتِ فى فارسِ أكحل

 

كنت سأصيرٌ كابوسًا

 

أهددٌ الحالمين فى رزقِهم

أتوعد الطامحين بنَفسِ سوداءِ وعراقيلِ مصطنعةِ

كنت سأصير وحشًا أتغذى على قلوبِ المارةِ وأكبادِ الأوفياءِ

أضع ٌ ضميرى فى حذائي الأيسرِ

يرفعٌنى درجةَ خاويةَ

لا تكفى نهمى للعلو

لولا الشعر

كنت سأصيرٌ زلزالًا

يأتى على رؤوس النائمين

 

أو يخطفٌ أطفالًا يلعبون الغميضةَ بلا استئذان

 

كنت سأصيرٌ موجةَ 

تعلو لتخطفَ شابًا جميلًا 

تنتظره حبيبةَ على الضفة الأخرى 

أقنعٌه أن الغرقَ طريقٌ 

وأن البحرَ حياةٌ بديلةٌ

 

كنت سأصير كفنًا 

أعاملٌ الموتى بجفاءِ 

أغطى أيامَهم ببياضِ أحمق

أربطٌ أوصالى بذكرياتِ ناتئةِ

أتغذى على دموعِ المودعين

 

لولا الشعر

كنت سأصير عقابًا

أنزلٌ كصاعقةِ على رؤوسِ الخاطئين

أسلبٌهم فرصةَ الندمِ وسكينةَ الاعتذارِ 

أضربهم بجزاء يفوق العملٌ

 

كنت سأصير عاصفةَ

أحرمٌ الجميلاتِ من تصفيفِ شعورهن

أسكبٌ على كحلِهن تراباً كثيفًا

أرهبٌ المشردين بأمراضِ قاتلةِ

 

لولا الشعر

كنت سأصير أشياء كثيرة

غير إنه سلبنى كل ذلك

علقنى بحبال القصيدة

يذبحنى المعنى 

 

أذوب بحثًا عن قفلات جديدة

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم