مشاهدات في المهرجان القومي للسينما

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
سلمى هشام فتحي كانت معرفتي بـ"المهرجان القومي للسينما المصرية" لهذا العام شخصية نوعا ما، حين أبلغني اثنين من أصدقائي في فرح، وهما أسماء نور وإسلام أمين، بقبول الفيلم الذي أخرجاه وصوراه سويا "شباب المواطنة" للاشتراك في المهرجان، ثم رأيت البوستر والشعار "أفلامنا مرآتنا"، واللذان يشيران إلى أفلام الماضي متمثلا في مشهد للراحل نور الشريف وبوسي والحاضر في صورة المطواة وسينما "السبكي" اليوم، بعدها عُرض حفل الافتتاح على شاشة التلفزيون، فقررت زيارة المهرجان، لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة. ثلاثة أفلام وشيء آخر وضع المرض والعمل العوائق أمامي في اختيار اليوم المناسب للزيارة، فلم يكن أمامي سوى يوم الاثنين 12 أكتوبر، وهو ليس اليوم الذي يُعرض به فيلم الصديقين، لكنني رغم ذلك ذهبت، وقابلت بعض الأصدقاء هناك أيضا. المكان: "سينما الهناجر" بداخل "دار الأوبرا المصرية"، حيث توجد مساحة متسعة ومسوّرة من الأرض بالقرب من "ميدان التحرير" ويفصلها عنه "كوبري قصر النيل"، وبداخلها عددا من المباني لعل أشهرها "المسرح الكبير" و"المسرح الصغير"، بينما توجد بعض المباني الأقل شهرة مثل "المجلس الأعلى للثقافة"، والذي توجد بجانبه "سينما الهناجر". بداخل القاعة المظلمة للسينما تم عرض أربعة أفلام ضمن فعاليات المهرجان. الفيلم الأول كان بعنوان "إن عاش"، ويدور في إطار كوميدي لمدة 15 دقيقة عن بناية تسكن بها عائلتان تحدث المفارقات الطريفة بينهما، تبدو الشخصيات كاريكاتورية في الفيلم بداية من المدرس وحتى حارس العمارة، أما التمثيل فكان جيدا واستطاع جذب انتباه المشاهدين، وكذلك فعل السيناريو. الفيلم هو العمل الأول لمخرجه محمود عبد الكافي. بعد "إن عاش" عُرض فيلم آخر بعنوان "ل / ن داخلي" وهو روائي قصير، مدته 11 دقيقة، من إخراج صلاح الجزار. يتناول الفيلم الثورة المصرية وتأثيرها على الشاب الذي يشاهدها من خلال شاشة التلفاز فتمر بأحداثها كشريط الفيلم أمام عينيه. أما الفيلم الثالث فتسجيلي باسم "فرصة ثانية"، من إخراج شريف حسين، ويتابع ثلاث فتيات صغيرات في حياتهن حيث يقطن في الواحات ومحافظة البحيرة بمصر، فيتتبع يومهن وذهابهن للمدرسة ورعايتهن لأخواتهن وبقية أفراد العائلة في ظروف صعبة قد تؤدي بهن يوما ما إلى العمل وهجر الدراسة. أخيرا تم عرض فيلم آخر ضمن برنامج أفلام الساعة 5 بعنوان "واقع"، وهو روائي قصير، إلا أنه خلا من أي متعة حيث شابته الخطابية الشديدة في الحوار، وهو يتناول حياة شباب يحاول أن يجد فسحة لموهبته، لكن موهبة التمثيل كانت تنقص أولئك الشباب الذين كان أداؤهم سطحيا فلم يرق الفيلم للعرض في المهرجان، تركت الصالة في منتصف الفيلم وخرجت مع الأصدقاء حتى يأتي موعد عرض الفيلم التالي في السابعة. معرض صلاح أبو سيف  اتجهنا لزيارة معرض كان يقام بالقرب من السينما بقاعة "آدم حنين"، وهو مخصص لإلقاء الضوء على سيرة حياة المخرج الكبير صلاح أبو سيف، وعرض بوسترات تتضمن مشاهدا من أعماله وبعض مقتنياته، أعدتها الأستاذة صفاء الليثي. وصلاح أبو سيف من أهم المخرجين المصريين، عمل في بداية حياته بشركة المحلة الكبرى للغزل والنسيج، ثم بأستوديو مصر في المونتاج، حتى بدأ الإخراج عام 1945 في فيلم "دائما في قلبي". أخرج أبو سيف الكثير من الروايات الأدبية على الشاشة مثل "أنا حرة" لإحسان عبد القدوس، و"القاهرة 30" عن رواية "القاهرة الجديدة" لنجيب محفوظ، وغيرها الكثير، كما حصل على العديد من الجوائز والأوسمة مثل "وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى" لمرتين، من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس المخلوع حسني مبارك. الفيلم أم الندوة؟  عقب التجول في معرض صلاح أبو سيف كان يجب علينا أن نتخذ قرارا، وبسرعة أيضا، فضمن فعاليات اليوم كانت ندوة عن السيناريست والمخرج الكبير "رأفت الميهي" ضمن سلسلة ندوات ينظمها المهرجان بعنوان "غابوا ولكن لن ننساهم"، والندوة في السابعة وهو نفس موعد عرض الفيلم التسجيلي "عالم شادي عبد السلام" في "سينما الهناجر" التي خرجنا من أبوابها منذ قليل، لكن الغلبة كانت للندوة بسبب بسيط جدا، هو أن النجمة ليلى علوي ستتواجد بها، وحيث أن شباب المجموعة كانوا يريدون رؤيتها على الطبيعة، والآنسات يطمحن لمشاهدة ملابسها و"ماكياجها" وهيئتها، كنت أنا من ينطبق عليه المثل "مجبر أخاك لبطل". المهم أنها لم تحضر وخاب ظن "شلة" الأصدقاء جميعا، لكن الندوة بدأت وكان يديرها الناقد أحمد شوقي، كما حضر الناقد الكبير علي أبو شادي، وزوجة المرحوم، وغيرهم ممن جمعتهم صلة بالأستاذ رأفت الميهي، فدار الحديث حول أعماله مثل سيناريو أفلام "غروب وشروق"، و"على من نطلق الرصاص"، وغيرها الكثير، وصولا إلى آخر فيلم قام بإخراجه عام 2001 "عشان ربنا يحبك". وتناول أبو شادي أحد أهم خصائص الميهي في رأيه وهي القدرة على التعليم، فكان الرجل لا يبخل بالعلم والخبرة والنصيحة على من كل من يستشعر  به ذرة موهبة، حتى أنشأ "أكاديمية فنون وتكنولوجيا السينما"، التي عرفت باسم "أكاديمية رأفت الميهي". ورغم الرؤية البانورامية التي تستطيع الحصول عليها من خلال الندوة عن أعمال وشخصية رأفت الميهي إلا أن الأمر لم يخلو من عيوب ندوات التكريم التي يقع فيها المتحدثون بفخ التكرار، فاتخذت طريقي سريعا لأشاهد آخر جزء من "عالم شادي عبد السلام" إخراج نبيهة لطفي، ويميز الفيلم الديكورات والملابس الفرعونية والشغف بالتفاصيل التي عشقها المخرج الراحل "شادي عبد السلام". شباب المواطنة     انتهت عروض اليوم فتحسرت على عدم مشاهدة الفيلم كاملا، ثم تساءلت عن مدى إمكانية توفير الأفلام عقب المهرجان عبر "اليوتيوب" مثلا، وخاصة الأفلام الجيدة منها، والتي أستطيع أن أقول إنني كان لي منها نصيب الأسد حيث كان من حظي مشاهدة فيلم "شباب المواطنة" عقب المهرجان، وبعد فوزه بجائزة لجنة التحكيم للأفلام التسجيلية حتى 15 دقيقة. "شباب المواطنة" من إنتاج "المعهد السويدي للحوار بالإسكندرية"، ويتناول الحركات الشبابية المجتمعية والتطوعية التي دخلت مجال العمل العام عقب ثورة 25 يناير 2011 مثل "إتحاد شباب ماسبيرو"، و"إتحاد شباب النوبة الديمقراطي"، و"حركة إيدي على كتفك للمسرح التفاعلي"، وغيرها الكثير. وهكذا فاز صديقاي بجائزة المهرجان، وفزت أنا بمشاهدة فيلمهم وغيره من الأفلام. 

مقالات من نفس القسم