طارق هاشم
لابد أنها الآن مشغولة
بالبحث عن طريقة تمكنها
إذا لزم الامر
أن تزيل آثار سلامي من يدها
سلام العامل المتسخة يده
من أثر البحث عن سيرتها
في الواجهات البعيدة
لست مفكراً
ولا من النبلاء
كي تحتفظ يدها بسلامي
لست ضابطا في حرس الحدود
يمكنها بوساطته
أن تهرب قبلاتها المسروقه
إلى الضفاف الأخرى
لست متخصصا في أمراض النساء
من السهل أن تجبره على إجهاضها
إذا استسلمت لعاطل عن الحب
لم يقدر كونها منحته روحها
في لحظة هو نفسه أضاع فيها
آلاف الضحايا من العذراوات
دون دمعة ندم واحدة
أنا العامل يامريم
اعتدت أن أقبل المكن
كما أقبل يد حبيبتي في الصباح
العمال يامريم كالزجاج
أي خدش لكرامتهم هو الموت ذاته
فلا تتنصلي من سلامي
بدعوى أن ملابسي متسخة
وأحب امرأة أراد لها الله أن تسكن
في سماء تكره العمال
العمال يامريم
أقرب إلى الله من ضفائرك الطويلة
هل تعرفين لماذا يحب الله العمال
لـنهم ببساطة يقبلون المدافع
أليس المكن كالمدافع
على الأقل في استنكاره لمرارتهم
يدي الآن ساكنة
أعدك أن أجعلها لاترد نظرتك
الممدودة بالخناجر
فكوني عاملا يجعلني
لا أهين امرأة
كأي مهووس بذكورة مستعملة
لن أفعل
فيدي تحبك
ولن يمكنها أن تغادر راحتك
حتى لو أزالت سماءك سلامها
فستظل قابضة على سلامك
إلى آخر شهقة
سيشهقها غريق
في بحار محبتك