عمر غراب
ْإليك أرقرق أشواقيهْ / و أنفح بالورد أياميه
لعلّ التى حبها فى دمي / تشرنقُ بالوجد أحنائيه
و كنت رسمت على هامش / قديم منمنمة داميه
ترفّ كطيف رقاه النسيم / و زيّن أضواءه الغاليه
و أعبث وحدى طوال السنين / لتألفنى النجمة الساليه
هنا كنت أعدو وراء الضلال / و كل المسالك لا ترتجى
و أغمدت نفسى كثيرا هناك / فملت إليه و طيشى نجا
فأشرقت يا ظالمى خاويا / و أسبغت ملء الطريق الدجى
صديقى دعوتك نهر انتظار / مشيت إليك شذى منهجا
دنوت و حولى صباح فريد / يزفّ إلى الشمس فجرا شجا
قذفت إلىّ بفقاّعة / بها تعرف الكلم الخادعه
أقلّب فى دفترى ربّما / تساورنى الأعين الرائعه
تعود و صوتك يهتف بى / و هذى المساءات لى دامعه
أفتّش عنك خلال العذاب / و تعرفنى اللّمحة الزارعه
أهبّ إلى الوقت لا أستوى / لتصطّك بالذّرة الوادعه
بلادى يحول عليك الزمان / أعاود فيه ارتياد الأمل
تشمّمت أحضانه زهرة / تمرّغ فيه المدى و اكتمل
و جرح عتيق تمنيّته / إذا شبّ فرعك أن يندمل
غريب تسوّل أمطاره / و بعثر فى الطين ما قد حمل
فيسأل لا مشتك يرتوى / و كيف الشفاء بتلك العلل
تصورّت أنّ الهوى طائر / يضيع كما الليلة الراحله
أغيب بعصر يقضّ الرجال / و يحصد أحلامنا الذاهله
و أصحو ليملى الأسى مارد / حبيس بجنبى رعى قاتله
يلوك العقائد مستنفرا / و يشرح للناس ما النافله
فزيف الدّعى على كل لون / مضغن لها الخطّة الجاهله .