هكذا يبدأ المدوّن المثلي الكويتي الشهير “ريكي” صاحب مدونة gay boy weekly حديثه عن حال المثليين العرب , يرى “ريكي” أن المجتمع لا يستمع للمثليين وبنفس الوقت لا يحاول البحث عن المعلومة الصحيحة، “إذاً كيف سيعلم المجتمع حقيقة المثلي؟”, يتساءل ريكي , “عن نفسي أنا شاب مسلم بدأت الصلاة من عمر السادسة ومازلت مستمرا على ديني وتطبيق الشعائر حتى اليوم، أحب الخير للناس مثلما أريد من الناس أن يحبوا الخير لي، لا أطمح بأكثر من علاقة تسامح واحترام تسود بين الناس ” أما عن الحرية التي منحها له الإنترنت والتدوين فيقول : “المدونات متنفس للجميع و للمثليين بشكل خاص، التدوين أصبح عالم مفتوح لكل من يريد أن يتنفس بمجتمعات تمنعك حتى من التعبير, لكن مع مانراه من ملاحقة للمدونين صرنا نتساءل هل أصبح ممنوعا علينا ايضا التعبير عن انفسنا في مدوناتنا الشخصية؟ إذا كنا ملاحقين حتى على الإنترنت أين نذهب إذا؟ “.
المدون “دودي” يقول عن مدونته”سعودي مثلي الجنس ” التي تم حجبها مؤخرا بالفعل عن مستخدمي الإنترنت في السعودية : ساعدتني المدونة على التنفيس عن ميولي كما أنها ساعدتني للتعرف على اصدقاء مثليين ومغايرين ,بل كان من الجميل أن استمع خلالها لعدد من المثليين السعوديين الذين ساعدتهم على تقبل ميولهم وهو أحد أهم أهداف إنشائي للمدونة , كذلك أنا من مرتادي برنامج البالتوك بشكل يومي و أواجه حرباًشبه يومية تطالب بإخراجي من الغرف الحوارية والدينية وعدم السماح لي بالمشاركة بالحوار” , “دودي” يعيش الآن مع شريكه في الولايات المتحدة و يرى أن حياة المثليين في السعودية ليست بذلك السوء الذي قد يكون في بلاد عربية أخرى , خصوصا اذا نظرنا لحياة المغايرين هناك , يقول : “في المجتمعات العربية والسعودية بالتحديد يمكن أن أشبك يدي بيد حبيبي ولن ينظر لنا أحد على أساس اننا مثليين و قد نذهب كذلك لعشاء رومانسي , بعكس المغايرين في السعودية الذين يواجهون صعوبات من الشرطة الدينية (الهيئة ), هناك بالفعل الكثير من اصدقائي المغايرين الذين لم يتمكنوا من لقاءحبيباتهم خارج المنزل بعكسي أنا وحبيبي”.
وعن الوضع في مصر يقول المدون المثلي ” كريم عزمي” , صاحب مدونة “يوميات كريم ” : هناك حالة من عدم تقبل المجتمع المصري للأخر المختلف , حالة من عشق للتصنيفات و تقسيم البشر, هناك تعصب أعمي حتى بدون وعي أو فهم , و هذا في مجالات كثيرة و ليس تجاه المثليين فقط , تستطيع أن ترى هذا في الأديان و المذاهب و فرق كرة القدم بل وحتى العائلات, و لهذا فبالطبع ليس لي اصدقاء غيريين في الواقع الفعلي يعرفون بهويتي المثلية الجنسية, أما بخصوص الواقع الإفتراضي على الإنترنت فلي أصدقاء بالفعل, قابلت بعضهم في الواقع و كنت سعيداً جداً بلقائي بهم بل ساهموا كثيراً في تقبلي لذاتي و احساسي بالاستقرار النفسي ,و أكثر هؤلاء الأصدقاء بنات مغايرات ” , “كريم ” نشر على الإنترنت كتابه “قهوة و شاي ” , الذي يضم مجموعة من المقالات و القصص القصيرة تدور حول مشاكل المثليين و الحب المثلي , وصل عدد تحميل الكتاب إلى ما يقرب من الـ 1000 نسخة خلال عام واحد أما عن كتابه الجديد الذي يفكر في نشره على الإنترنت قريبا فيقول : بخصوص فكرة طبع الكتاب القادم ورقيا , لا أعرف ,راودتني الفكرة أو الحلم و لكني أعرف الواقع جيدا ولا أريد أن أتعرض لمشكلات من أي نوع “.
عن البحرين يقول المدون المثلي “سامر الصامت ” صاحب مدونة “أخبار عن المثلية ” أن الصمت والخوف هو السائد بين معظم المثليين البحرينيين, ذلك على الرغم من كون البحرين منفتحة أكثر من الدول الخليجية الأخرى الا أنها ما زالت تنظر للمثلي نظرة شاذة ومهينة, ,وعن تجربته في التدوين يقول سامر : المدونات أصحبت متنفسا كاملا للمثليين العرب للتعبير عن أنفسهم كما أطلقت ابداعاتهم الأدبية وكتابة صرخاتهم ودمهم المهدور في مجتمعاتهم, كذلك قوّت أواصر الصداقات بين الكثير من المثليين سواء داخل البلد الواحد أو عبر الوطن العربي ,و حاليا نجري مشاورات لإطلاق موقع نضم فيه أفضل ما كتب في مدونات المثليين لكننا نواجه عقبات مثل الخوف من كشف الجهات الحكومية عن مؤسسي الموقع وإغلاقه كما فعلت البحرين وعدد من الدول الخليجية لكثير من المواقع المثلية من قبل .
أما المدوّن المثلي “إمّ جي ” , صاحب مدونة ” A Frozen Heart With A Gay Orientation ” فيقول : وضع المثليين في الأردن ليس سيئا ولا جيداً, إنه محايد, الحرية الجنسية يصونها الدستور و تشمل الحرية المثلية, و لكن العادات و التقاليد و الدين كلها أمور تضع الحواجز في طريق الاندماج الكلي للمثليين في المجتمع, يبقى الحال في الأردن كحريات و حقوق من قبل السلطات الأفضل في الشرق الأوسط., وعن التدوين و الإنترنت يقول “إم جي ” : الانترنت عالم أخر, يمكنك فيه ان تحصل على حياة اخرى, اسم آخر, اصدقاء آخرين, تحصل حتي علي شخص تحبه و يحبك و لكن في الواقع, نفسيتك ستنهار عندما ترتطم بواقع ان كل ذلك هو فقط نبضات كهربائية على جهاز الكومبيوتر ولا يمكنك أن تحصل على الشعور المماثل للواقع. المدونات تشكل عالماً موازياً للعالم الواقعي, و من الممكن أن مشابهاً للمذكرات أو الـ Journals التي يكتبها الشخص على ورق, ولكن في المدونات يوجد الخيار لإبقاء شخصية الكاتب مجهولة, أما في المذكرات فلا يمكن اخفاؤها ابداً.
ــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن مدونة كوبري إمبابة للشاعر محمود عزت
http://nournour.blogspot.com/