متاهات سانطوريني الجميلة

عبد النور مزين
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عبد النور مزين 

صفية

إن حصل يوما، وهذا مستبعد جدا، وحلت صفية بيننا، ستحل الكارثة لا محالة بمجلسنا في سانطوريني.

 متاهات سانطوريني الجميلة لعبة للسجن والحرية.

 والتداعي الحر لعبة ساحرة خطرة، لا رجعة منها. فانت حر، حر وحر طالما قعر العالم اللعين سحيق.

لعبة خطرة كالحياة.

 “وصفية عاشقة لشيء أزرق.

يأتي هكذا زئبقيا في الهواء. لا أنامل لديها لتحتويه ويحتويها. يصعد في المتاهة كأرواح المعذبين البلورية الزرقاء. تخبرنا صامتة عن قدرنا في هذا التردي الحر. وصفية تعرف قدرها الأزرق، تماما كما تعرف البلور وكما تعرف أول الماء.

وتعرف بلور السماء.

لا رجل أزرق لنا في متاهات سانطوريني الجميلة يا صفية. إن قدمت ستحل الزوابع الأخرى. وأنت يا صفية هلامية المنحى والمنحدرات.

وأنت امرأة أخرى لم ينحتها أحد بعد ليظل الشعر على انتظار كروح نزقة تراوغ زئبق رجل أزرق يرتقي المتاهة مقاما مقاما كنيزك مائي، كجرم من الكلمات.”

ليتني ما أخبرت صديقي الشاعر الشريف سيدي عبد السلام ولد باه الثالث عشر بتلك الفكرة الثورية في نظري والخطرة في نظره. أنا نفسي كنت أحسب نفسي أعرف صفية كما أعرف كف يدي، فصحوت على فلسفته تلك، التي عرَّفك بها في متاهات سانطوريني الجميلة، لأجد كف يدي كفا غريبة، لا تتقن فن القبض على زرقة الزئبق العالقة على كلماتها.

أحقا تعشقين رجلا أزرق من بلور يا صفية؟

 هكذا سأسألك مباشرة عندما ألتقيك ذات حلم. لأني شبه متيقن أنني لن ألتقيك خارج متاهات سانطوريني الجميلة. سأنتظر دوما أن تحل المعجزة وتنفجر تلك المتاهة الرجالية الخالصة التي اقترب مخاض الشعر فيها حتى لاح نهر المشيمة الزلال.

 صفية متاهة أخرى قال. قلت أنتظر داخل متاهتنا الخالصة الفارغة من أي امرأة.

وكيف سيبدو الرجل الأزرق الصاعد من تسارعنا الحر؟

كيف سيبدو رجل أزرق؟

كيف سيبدو رجل من زئبق ومن كلمات؟

هذه متاهتنا يا صفية، وقلت ذلك لصديقي الشاعر الشريف سيدي عبد السلام ولد باه الثالث عشر ولكل الأخرين. ننتظر حلما أزرق لنصير زئبقا، بلورا أو كلمات.

لا رجل أزرق في المتاهة يا صفية.

 فاكتبي كثيرا عسى أن تومض في مجاهل سانطوريني الجميلة حروف من بلور في الأفق والطرقات.

……………………….

*قاص وروائي من المغرب

مقالات من نفس القسم

تشكيل
تراب الحكايات
موقع الكتابة

ثقوب