فابحث عن غيرى
واتركْ شِعرى يرتاحُ قليلاُ
من وعثاءِ الليلِ المشبعِ
بالقهوةِ والحب
ابحثْ عمن سوفَ يسلونكَ
حتى تنزفَ غَسَقا
لستُ أنا منهم
فأنا أكرهُ لونَ الدم
ملحَ الوجه
وخُطى الماريين
فاتركْ حُلمى كيلا يدهسَ
تحت العجلات
كسرابٍ أو تدفعَهُ الأقدامُ على الطرقات
اتركْ حُلمى يطفو
فوقَ بحيرةِ ليلى كالفلينْ
تقذِفُه الأحلامُ الى شطآنِ النجمَات
تحملُهُ الريحُ الى مُدنِ الماضى
يبتاعُ من الذكرى سُفنا
تأخذُنى نحو غَدٍ مُعتم
فأنا أعشقُ ابن الكون الضال
” فالليلُ صديقى
يخُفى كل تفاصيلى
دمعةَ عينى لو سقطت صُدفة
وأنا فى الشارعِ ماشى
خوفى كيلا يسخرَ منى الناس
لو صادفَنى كلبٌ ينبح
يُخفى ثقباً فى ثوبى “
والليلُ يفتشُ فى صدرى
كى يستخرجَ من أعماقىَّ صورا
يرسلُ قائده الأعلى
فأحسُ بقلبى
وكأنَّ يداً ما
تنبشُ فيه
أنظرُ فى المرآة
فأرى فى عينيىَّ القمرا
يعلن عن ميلادِ قصيدة
تحملُ كلَّ معانى التيه
فيا نورَ الصبحِ القابعِ
فوقَ نوافذ بيتى
لملمْ كلَّ جزيئاتِ الضوء
وابحثْ عن أشخاصٍ ٍ
يمسحُ ظلُّهمُ العالمَ
كى تمتعَ أنت
يا سادىَّ التكوين
تبقى نوراً
لكنَّ الظلمةَ تسكنُ فى
طبقاتِ الطين
والطينُ بدايتُنا
كنا فقراءَ وكنتَ
تتأخرُ دوما عنا
” منذ الصرخةِ
فى الرحمِ الأولى “
لكنكَ لا تتأخرُ أبدا
عن تزيينِ ملوكِ الأعلى
بالهالاتِ الضوئية
كنتَ تجيئُ لتجعلَنا
سُمْراً
فارحل عن نافذتى
فأنا ليلىٌ حتى الموت
واخلعْ نعليكَ
عندَ نوافذ جيرانى
هم فلاحونَ
جلودُهمُ انطفأت
حين اتيتَ لترشدَهم
وأخذتَ الراتبَ
من قوتهم
بشرتِهم
ضحكتهم
من ماءٍ عذبِ
كان يضخُ بهم
أصبح عند قدومكَ عرقا
تدخلُ دونَ استئذان
أىَّ مكان
وكأنكَ مَتْنٌ علوىٌ للفردوس
لكنى ألمسُ فيكَ
صفاتِ البربرِ لا أكثر
يا نور الصبحِ القادمِ
من دائرةِ النار
أو من أبعد
هذا العالمُ يبكى ليلاً
فالقلبُ تحركه الظلمة
والأعراسُ تقامُ
فى ساحات الليل
وأنا حين ولدتُ
كان الوقت نهارا
لكنكً كنتَ تراقصُ ساداتكَ فوق
ولذلك فارحل يا نور
عن هذا العالم
سوف ننيرُ بحكمتِنا
وبفلسفةٍ ما
ما سوف يخلفه موتُكْ