محمد المسعودي
مَا أنَا بشَاعرٍ أنَّ الأرْضَ تتَطوَّحُ
ذَات اليَمينِ وَذاتَ الشّمَالِ سكْرَى..
رنَّحهَا هُراءُ البَشَر..
أَمضِي غَيرَ عابِئٍ بالكَونِ،
وهوْلِ مَا يحدُثُ..
مَا أنَا بشَاعرٍ أنَّ مَا حوْلِي هَباءٌ
وخَواءْ..
وأنَّ السمَاءَ الواقِيةَ واهِيةٌ
قَد تسقُطُ عَلى جمَاجمِنا فِي أيِّ لحْظةٍ..
مَا أنَا بِشَاعرٍ
أنَّ الفَناءَ زاحِفٌ نحْونَا كلَّ هُنيهَةٍ..
ولَكنِّي شَاعرٌ
أتمَلَّى بَهاءَ المسَاءِ..
وفِتنَة السُّنونُو الآيِب فِي جَذلٍ نحْوَ عُشِّه..
أَنَا شَاعرٌ..
أَقتَنصُ الرَّغبةَ
والغِوايةَ
وشبَقَ الأنْثَى
حينَ يضُوع مَع العِطرِ..
ولَوْعةَ الشَّوقِ
إذْ تنْساحُ معَ رقْرقَةِ الماءِ
وغِناءِ الطَّيرِ
ورَحيلِ السَّحابِ نحْوَ وعْدٍ
بِالغيْثِ..
أَنَا شَاعرٌ بكُلِّ هَسهَساتِ الجَمَالِ
فِي غوْرِ الأَرضِ
وذُرا الجِبالِ
وفِي أَلقِ عُيونِ الفَاتنَاتِ..
وَلكِنْ مَا أنَا شَاعرٌ
بنَوايَا الخَرابِ
حِينَ تعْزفُ أنَاشِيدَها الكَالحِةِ
فِي عُواءِ الكِلابِ
ومَكرِ الذِّئابِ..
ولَكنِّي شَاعرٌ
أتمَلَّى فِتْنةَ الأرْضِ
وَفتنَةَ السَّماءِ
وغواية النِّسَاءِ
في بَهاء كلِّ مَسَاء..
…
…
… طنجة 18/1/2021