أنا أبكي من قلة الزيت في بيتنا ، أقصد زيت التدفئة ورغم أني لا أملك عجلة ، ولكنني أقف في طابور البنزين أشتري الصداع لرأسي وأشارك وطني محنته فيما ماركيز يشارك شاكيرا رقصتها ..
في عذوبة الصوت فقدَ البلبل إحساسه ، وأنا فقدت حافظة النقود .
مفلس وأتحسس خديك .
ناعم جسد المطر والبرتقالة الأسبانية كمنت للوركا وأردته صريعا في عشقها ، أنا ترديني مشاكل بلدي ورغم هذا أتطلع أن أحصل على حجز مسبق وأسافر إلى بوغاتا أبيع نواح زهور حسين* ، وأقول لكم أنا أيضا مستمع جيد وأحب تناول الفاصوليا ، وأشارك هم الأمم المتحدة محنة دارفور ، وأتطلع لأكون سفيرا في البنغال ، وأحال على التقاعد لأتفرغ لكتابة مذكرات مطربة ، أما مذكراتي فلقد أكلتها البقرة يوم أكملتها ، جاعت ودخلت غرفتي وحدث ما حدث …
تسريحتك غيمة صيف ، عيناك عين الصقر ، صوتك مطرا مندائيا تحسبهُ الأهوار سفينة شالنجر ..
تغذين الفقر بصوتك ، أنا أغذي الفقر بدموعي ..
تمشين على أرصفة الأمل
أنا أمشي على خط النار ..
أنت تطفئين سجائر القلوب
أنا أفعل بالمقلوب ..
أشعلها ، فيشتمني جيفارا ..
وشيخ الأزهر يمنعني من السباحة في بحر الإسكندرية
ومجلس الحكم يمنع عني البطاقة التموينية..
على دف الطبل رفن يا قدماي
فأنا غارق في الصوت وأشارف على الموت
يد ماركيز تمتد أليَّ ، معها يد الله تشفع عند انطلاق المدفع ، فيما المغنية الكولومبية تتراقص في الصباح ورقة آس ..
ضاع الداس* يا عباس..
أصبحنا صحنا لاقطاً
يغسل فزعنا المطر الساقط والخضراوي*
هذا تمر أم سكين تتقن النحر؟
هذا بلد يتمنى أن يهزم في كرة الطاولة فريق ملاوي
غنت شاكيرا وسحرت ماركيز وكتب عنها
وأنا كتبت عن بعيري المسكين.
لاصحراء عندها ولا سنام ولا تغسل في الحمام
وحين أناخت .
الأمم المتحدة داخت.
ودخل الأمريكان بأمر المستنصر بالله
آه ..آه ..آه ..
ضيعني في شوق مناه
هذا العطر يصيح أشاه*
كش ملك
الإرهابي هَلكْ
والبعير صار وزير
والوزير لحن أوبرا عايدة
وأودع أمواله في بنوك دبي من غير فائدة
شاكيرا غنت
وأمي وَنت…
كيف نموت ولم نستلم التقاعد بعد
تلك محنة نابليون حين حاصره الثلج الروسي
خذيه بوسيه
هذا خدي هدية إليك
أنت ياسومرية ..
بهية أنت كبهاء الصبح بقرية عمري الأهوارية ، يصفكِ ماركيز بأنك كثمرة المانجو مليئة بفيتامينات الشعر ، وأن مراهقتك علمت ماجلان الدوران على نفسه . وأن نهديك أنست الحلاج حسه ، وأن رحمكِ كان حديقة تهوى إسكان الديناصورات ، وأن قلبك محطة إذاعة سوا وان أصابعك غيوم استوائية مطرت على الشطرة *، فأفتتح الرئيس محطة بث الأحزان من بلاد الرافدين ..
غني ياشاكيرا.. ماركيز وكاسترو بعثا باقة ورد
وأنا أرسلت باقة كراث
أنكسر المحراث
فصفقت الصين وعقدة معنا صفقة بيع صواريخ عابرة للحسرات
عفوا عابرة للقارات..
ولكن لمن نعبر ماداموا هم قد عبروا إلينا !
يوم سقط التمثال ، شاكيرا غنت أغنية الجوع القديم
وتذكرت جبهات الموت الأسطوري ومقابر أحلام العشاق وغرور الجنرالات السذج..
ألينا عبر الشوق بمركب سكران
فتوهمنا أننا حصلنا على عبادان*
وان حافظ شاعر الفرس صار طبخة عدس
فجأة لا البنذجان ولا العدس
هذا جنرال ترس* ..
أضاع المتاع وباع ما باع وترك الأطفال جياع
شاكيرا غنت وأعطتهم حلوى النعناع
أكلوها وناموا على عزف أغنية الجواهري
نامي جياع الشعب نامي ..حرستك آلهة الطعام
حلوة يا طير شلوة ..
من ليما إلى خالتي هضيمة بنينا مجد أور
لكن لحظة وأنهار السور
مع الأغنية ذهبنا نبحث عن الكمأ
فوجدنا ألغام الدبابات
وشاكيرا الآن سفيرة لمنظمة اليونيسيف تقيم حفلات سنوية لمن بترت أقدامهم
يصفق ماركيز..
نحن لا نصفق يمنعنا البطريق من ذلك وبالرغم من هذا بورخيس يقول : حين يمنعنا أحد من إظهار بهجتنا فأن قلوبنا تصفق ..
القلوب تصفق ، تلك عبارة في غاية الرومانسية ، عبارة ولدت في برج الدلو حيث ولدت شاكيرا . نحن هنا في الجنوب نولد في أبراج الدجاج ، هذا قدرنا مع البيض المسلوق نعيش سفراتنا المدرسية عندما كانت أور وجه التأريخ وكانت أمي تطبخ الأمل بالفلس ، والفلس برأس الخس ، ورأس الخس بموسيقى شبعاد ، سترقص شاكيرا الليلة عندما انهي قصة ماركيز الطويلة
هو قابع في حفرة أحزان النياشين ونحن قابعون في دمعة الحسين هو حلمنا المتعارف في قواميس المذاهب روحا مستلبة تبحث عن شوق الله وقطرة ماء وخيام تعبرها الريح إلى الشام .
الجنرال الشمر* ، والبطريق حرملة* لن يستمعوا إلى شاكيرا نحن من نستمع أبناء شارع الفريجية* ، وسيهتف ملاك من برج عاجي بسماء وردية أن الأغنية أمنية أنها بيضة مسلوقة نقشرها فتتقشر معها قلوب آبائنا وهم يمسكون الفقر بأسنان نحاسية كي لا يسقط على الأرض وتنكسر أضلاعه ..
ماركيز يكتب عن شاكيرا وأنا أكتب عن ماركيز وشاكيرا ..
هذا نص بعاطفة سومرية يعلق عليه الكاتب الكولومبي بأنه : تناص يستنكر رمي الرصاص ..
الأغاني وحدها ينبغي أن تبقى تشيد أملا للثوار وأهل الكار ، وتطرد فلول الاستعمار ، وشاكيرا تصلحُ أن تكون قبعة لجيفارا أو سيكارا في فم الطيب لينين تصلح أن تكون قيثارا في يد فكتور جارا ، وحنجرة في حلق المنسيين من أبناء الطار* ، بأرض الأهوار جنوب المودة والأشعار ..تصلح أن تكون دمية في قرية صحراوية بأثيوبيا أو قرطا حديدا في أذن طفلة في الأمازون .
أي كانت هي سفيرة وأميرة هكذا يقول ماركيز عنها ..
لقد كتب عنها بحب وأنا اكتب عنهما بحب أيضا …
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*زهور حسين :أشهر مطربة عراقية في ستينيات القرن الماضي ، توفيت في حادث سير بين بغداد ومدينة الديوانية.
*ضاع الداس ياعباس : مثل بالعامية العراقية ويعني فقدنا الشوط في هذه اللعبة .
*إلشاه : تعني بالعامية العراقية الشعور بالبرد القوي
*الشطرة : مدينة عراقية شهيرة في جنوب العراق تقع قرب آثار أكد ولكش .
* عبادان : أشهر ميناء إيراني نفطي على شط العرب احتله العراق في حرب ألثمان سنوات . وكان العراقيون قديما يعتقدون إن عبادان ابعد مدينة في العالم عن العراق فيقولون : ما بعد عبادان قرية.
* ترس : بالعامية العراقية تعني قواد.
* الشمر ، حرملة : من الشخصيات التي شاركت في قتل الإمام الحسين ع في يوم كربلاء.
* الفريجية : شارع يسكنه الصابئة المندائيون في مدينة الناصرية الواقعة قرب مدينة أور الأثرية جنوب العراق.
خاص الكتابة