مادلين

tareq hashem
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

طارق هاشم

واسمها مادلين

وأنت تعرفينها جيدا

كانت جارتنا في غزة

كل صباح تأخذ البحر في حضنها

كي لا يغادر الشاطئ

كانت تربطه من قدميه

حتى لا يفر من القصف

نحو أرض أخرى

نعم أحببتها

ولي العذر في ذلك

فعينيها لا يمكن لشخص

حزين مثلي

أن يبرح ساحتها

حيث الدار

والليل

والألفة

والسنبلة التي رويناها يوما

لتصبح شجرة

رائحة الخبز الهاربة من نظرتها

الحرية التي مسحت بأقدامها

دمعة كنا تركناها على العتبة

الفراشات التي صنعت من رقصتها

وسادة للعابرين

وأشياء أخرى كثيرة

نعم أحببت مادلين

أحببتها وعليك

فسيرتها وهي تشق البحر

نحو نهار منتظر

تجذبني منذ الطفولة

تعرف دمي وعاداته

تعرف قهوتي ومرارتها

أنشودتي التي اختطفها الصقر

في حكايا جدتي

تعرف أين أخفاها

فاعذريني

لأنني أحببتها دونك

فمادلين تفضل

أن تطبطب على النازحين

على أن تذهب

إلى مول العرب

هي تفرق بين القاتل

الذي أسس للقتل مدينة

على أنقاض قتلاه

وبين الحر الذي اختار

أن يحفر روحه

شاهدا على المجزرة

حبيبتي

أستحلفك بالله

أن لا تعاتبيني

أو تتركيني وحيدا في المساء

لأنني أحببتها عليك

أحببت مادلين

التي تعرف البحر

كما يعرف أبي سترته

وسر ابنه

ومقدار تعاستنا

وتعاستي بشكل خاص

لأنني لم أكن

كالذين عاشوا على متن مادلين

لماذا لم تختر لي الايام

قدراً آخر

كأن أكون صيادا مثلا

أو عارفا بدروب البحر

فألتقيها هناك

لنرقص معا رقصة الحرية

الحرية التي اختصرت

في تمثال بائس

في بلد مخترَع

على جثث القتلى

والنازحين العزل

ماذا لوكنت رصيفا

يمكنه أن يلتقي مادلين

خلسة في المساء

فيشربان القهوة كرفيقين

التقيا بعد فقد طويل

أو كنت بحارا

غادر حزنه وحبيبته

ليفتح حضنا اخر

أغلقته العواصف

والرياح الموسمية

أو مدينة سافرت بحثا

عن أبطالها

في المجرة

أو مجدافا

يعانق يد مادلين

ويمضي نحو غزة

مقالات من نفس القسم

nourhan abu ouf
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

فقاعة

nourhan abu ouf
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

نصوص