أتدري :
وجعي يستلذه سواد ليل عابر .. ليل يضيق برؤاي.. يصطاد في منفلت الومض فراشاتي، تأخذها الريح بعيدا.. وألمي يتلبسه الغيم مطرا محتمل الهبوط .
كأني سيزيف أحمل ظلام الوقت، صاعدا تل الومض، ساقطا من مجرة الضوء.. ها أنحني لجلال اللفظ ، أتوضأ بمداد النبض ..
أليس لهذي القصائد أختاما من طين مبلل بعرق الذات ، من قوافل تعوي خلفها المدن العاهرة .. صبايا أزهر فيهن الرمان.. أينعت شفاههن واحمرت إليهن السبل.زهر أ
ليست المدن من باعت لليل ومض وجهي واستقرت في عمق الغسق قصيدة وحي آتية من وهج الصدر المختوم على جرح.. ولا أنا العاري جسمه من آيات الحب وتراسيم عرسها نساء قبيلتي .. لست أنا من اشترى صمته بحمق يراع القلب واكتوى على رصيف الهجر.
الليل امرأة
سرحت ضفيرتها لي
راودت ظلي على نفسي
وهيجتني ..
صرخت في وجهي :
ألاّ أمضي ..
أن أبقى بين يديها
عمر العمر .
سواد يرقع ما بقي من بياض العمر.. هاربا امتطى سحابة لم تشأ الذوبان إلا في السواد نفسه .. لم يعد لليل وهجٌ لومضه ولا لوجهه ضياء.. لم يعد للعاشقين فيه زهو الوصال ولا طرب.
لم يعد شط البحر مرسى القلب ولا صخرة العمر متكأ لحزني.. قد مضت بي قوافل الوقت وتركت خلفي نباح مدن سيجتني بواحات تظللها سحابات هاربات من يد الله.. رمتني لظلام خبأني نجمه في صرة البوح كي أعلن أن :
ليلتي عروس
مزقت ثوب عرسها
وبكتني ..
ساعة هَرَّبْت قلبي
واغتسلت بعيدا عنها
بماء الهجر..
وطويت صفحة العشق
وسكنت صمتي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*شاعرمن المغرب
خاص الكتابة