ليلة ساخنة.. كيف خلّد عاطف الطيب رأس السنة في فترة التسعينيات؟

ليلة ساخنة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد شريف

ليس غريبًا أن تُغري ليلة رأس السنة صناع السينما لتقديم أفلام تدور معظم أحداثها فيها، وهي الليلة الصاخبة التي تختلط فيها المشاعر ويغلب عليها التفاؤل بعامٍ جديد ربما يمثل فرصة لتحقيق أحلام وطموحات لم تسمح الظروف بتحقيقها في الأعوام الماضية، فمثلما قدم داوود عبدالسيد فيلم (أرض الأحلام)، الذي كتبه أسامة فوزي، عام 1993م، قدم المخرج الكبير عاطف الطيب فيلم (ليلة ساخنة) من بطولة النجم الكبير نور الشريف الذي كان بطلًا لأول أفلامه (سواق الأتوبيس) عام 1982م.

تدور أحداث فيلم (ليلة ساخنة) حول سائق التاكسي سيد (نور الشريف) الذي يمر بضائقة مالية، فقد وجد نفسه مُطالبًا بدفع مائتي جنيه للمستشفى الذي ستخضع حماته لعملية جراحية به، وذلك بالتزامن مع مرور حورية (لبلبة) -العاهرة التائبة التي تعمل عاملة نظافة- بضائقة مالية، فقد وجدت نفسها مطالبةً بدفع ثلاثمائة جنيه هي نصيبها من مصاريف تنكيس البيت الآيل للسقوط الذي تعيش فيه، فيحاول سيد أن يقترض المبلغ من أحد أصدقائه الذي يخذله، فيقرر العمل على التاكسي بكل طاقته ومحاولة جمع أكبر قدر من المال قبل صباح اليوم التالي، في حين تستجيب حورية لإغواء زميلها لمعي (محمد شرف) لقضاء ليلة حمراء في عوامة مع بعض معارفه مقابل خمسمائة جنيه، ولكنها تتعرض للضرب والطرد بعد سرقة نقودها وسلسلتها الذهبية من قِبل زقزوق (حسن الأسمر)، سائق صاحب العوامة، وتهرب حورية منه لتقابل سيد مصادفةً، وتطلب منه مساعدتها لاسترداد النقود والسلسلة، وبعد مجهود كبير تنجح حورية في استرداد السلسلة فقط، وتقرر بيعها ومعها خاتمها الذهبي واقتسام ثمنهما مع سيد -الذي انجذبت إليه- لكي يستطيع دفع مصاريف العملية، وتستطيع هي دفع نصيبها من مصاريف تنكيس البيت، إلا أن الأحداث تتطور عندما يظهر في طريقهما كامل البنهاوي (سيد زيان)، تاجر المخدرات، الذي يُقتل ويترك لهما حقيبتين بإحداهما مبلغ مالي كبير (نحو مليون دولار).

وضع السيناريست الكبير بشير الديك بصمته المميزة على سيناريو الفيلم، الذي يجعل المُشاهد مشدودًا من أول بدايته الساخنة حتى نهايته غير المتوقعة والتي تصيب المُشاهد بالحزن على عدم اكتمال العلاقة الجميلة التي نشأت بين سيد وحورية بالشكل التقليدي.

استطاع المخرج الكبير عاطف الطيب أن ينقل لنا أجواء الاحتفالات بليلة رأس السنة من خلال كادراته المميزة، التي أضاف لها الموسيقار مودي الإمام موسيقى مُعَبِرة اكتملت بأشهر أغاني فترة التسعينيات، التي صاحبت أحداث الفيلم فأضافت له بعدًا توثيقي.

ولم يظهر تميز عاطف الطيب فقط في تكويناته المميزة أو تصويره لعددٍ كبير من المشاهد في شوارع القاهرة، وما يحتاجه ذلك من مجهودٍ خرافي، بل امتدَّ تميزه إلى اختيار الممثلين، ولا أتحدث هنا عن النجم نور الشريف، بل عن الفنانة لبلبة التي أثبتت أنها تصلح لتكون بطلة في فيلم هام. هذا بالإضافة إلى اختيار بعض الممثلين في الأدوار الثانوية، فقد شاهدنا حجاج عبدالعظيم في مشهدين، وأحمد السقا في مشهدين، وكلًا منهما أثبت مكانته بعد ذلك.

 

مقالات من نفس القسم