لماذا سمحت، للوجع أن يتكاثر!

تشكيل
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

هبة حمدي

اليوم

رأيت كلبًا مريضًا

وطفلا يرتكز على عكازٍ

بدلًا من ساق

اليوم

مر بي رجلٌ ضرير

يستجدي اللقمة من المارة

بكت أم طفلها العليل في يدي

سألتْ برجاءٍ هل يبرأ!

 

اليوم صارعت لأغادر فراشي

حلمت أني أَقتل

أني أُقتل

وصحوت وبقيت قيد الحلم

وبين قاتل وقتيل

فتشت

عن جسدي

عن مُقلي

عن قلبي

عن حُلمي

 

قلت

لو أني أروح في سُبات

فأنسى

الكلب والضرير

والقاتل والقتيل

وأمحو ذكرى العالم المعجون بالألم

لما استحال النسيان

وبقيت قيد المشاهد والذكرى

قلت

لأبتهج

لمثل هذه المواجع نشوة

لنُراقصها

لففت خصري بوشاح الألم

وتمايلت

لكن الوشاح ضاق

حتى كاد يشطرني

فوقعت أرضًا

حتى نبتت جواري زهرة برية

فعرفت أن الزهور

هي مواجعُ سقطت سهوًا

من بشر

فالأرض لا تملك الإبقاء

على كل ذاك الألم

وسألت الله

لماذا سمح

للوجع أن يتكاثر!

وعرفت أن التكاثر

هو ضمان الطبيعة للبقاء

فتكاثر

الوجع

كما تكاثرت الضباع

والفراشات

والجراد

وسألته أن يٌخالف سنة كونه

تخفيفًا عن البشر

الرازحين تحت سياط المعاناة

وقلت لو كنت إلهةً

لنزعت المرض

والفقد

والوحدة

أو ربما

ذرفت دمعًا

على أولئك اليائسين

ولصار العالم بحيرةَ دمع كبيرة

ورأيت البحار والمحيطات

ففهمت

وحزنت

ويئست

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم

يتبعهم الغاوون
مروان ياسين الدليمي

القدوة