لقد وجدتنا السماء

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

فوهات المدافع كأحصنة

الأطفال يجدون دائمًا

ما يضحكهم

لكن ضع الأطفالَ

في معركة

سوف يعتلون

 يلوحون

بأيديهم في الهواء

يجمعون

طلقات الرصاص الفارغة

لمعانُها يُذكرهم

بقطعِ النقود المعدنية

في حصالاتهم

سيوقظون الموتى

بهزهم هزات قوية

أو جذب أيديهم لأعلى

أو بمحاولة إضحاكهم

عن طريق دغدغة بطونهم

فالموتى يمثلون السقوط

لعلهم يرعبون الصغار

فيفرون من ساحة المعركة

مذعورين من الغولة والعفاريت

هؤلاء الصغار

يصنعون معارك كثيرة

عندما يلعبون بمسدسات فارغة

يقتلون بعضهم البعض

يُجيدون أدوارهم في حرب

يصنعونها للمرح.

حاولوا المرحَ في حرب

لم يصنعوها

حتى يُكملوا لعبةَ اليوم الأخير

فقبل أن يتحركوا

حسمت المعركة أمرها

وحكمتْ عليهم.

             ————-

الواقفون على الطريق

الواقفون في الممر الضيق

الواقفون على أطراف أصابعهم

في غرفهم العلوية

الواقفون في شُرفاتٍ مغلقةٍ

هم أنفاسٌ سُدَّت عليها

بِفلةٍ معدنيةٍ.

الواقفون أمام التلفاز

يشاهدون الواقفين

تمنوا جميعًا

أن يحصلوا على مسحوقٍ

لا لون له ولا رائحة

لا بصمة يُستَدل عليها

ليتحولوا أشباحًا

على الطريق

عندما تمر العرباتُ

بجانبهم أو أمامهم

تلك العرباتُ المملوءة

بأصواتِ الجنود

رائحة حديدِ الطلقاتِ الفارغة

في أفواه مُعداتِها

تعلو على رائحةِ التبغ

الذي يُقاوِم أحلامَ هؤلاء الرجال

الميتة بموتِ الواقفين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان “يوم آخر من النعيم” الحاصل على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب 2018

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني