هذه الدماء
التي تسيرُ كيفما اتفق
على خارطةِ الجرح
هل أقرؤها؟
هل أعتبرها من خطوطِ الكف
أم هي طفيلية
لا قيمةَ لها؟
لديك خمسُ أصابع سيدي
حسناً
تسألني: وما الغريبُ في ذلك؟
سأخبركَ لا تستعجلني
الغريبُ في الأمر
أنَّ كلَّ واحدٍ منها
يريدُ أن يتخلص من أخوته
ويبقى مغروساً وحده
في باطنِ كفك
ألم تخبرهم يوماً
أن كفاً دون أصابعها الخمسة
كفٌ عاجز؟!
الدمُ يتسربلُ هنا وهناك
ويتلاشى
بؤساً
أين تختفي كل هذه الدماء في كفك؟
في أي عنقٍ تحطُّ رحالها؟؟
أعتذر سيدي
قراءتي
كأفكاري عمياء
متداخلة ودون معنى
عاجزةٌ عن إخبارك
بأيَّ جديد
عاجزة عن زرعِ الشمس
بين أناملك المتعبة
أنا من أبيعُ الأحلام للعاجزين.
غدكَ مظلمٌ سيدي
لا أستطيعُ رؤيةَ نجومهِ
لا أستطيعُ قراءةَ تفاصيلهِ المرعبة
أعتذرُ يا سيدي
لا تضعْ في يدي نقوداً
لا أستحقها
كفكَ عصيٌ
حتى على عرافة
في مثل شهرتي
فهي المرةُ الأولى
التي أقرأ فيها
كفاً مبتوراً
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
لبنى ياسين
كاتبة وشاعرة وصحفية سورية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة من أعمال الشاعرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاص الكتابة