لا علاقة لكونديرا بهذا

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 28
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

سامي سعد

أنا كائن خفيف الوطء
وأظن أيضاً أنني خفيف الوزن ، 
و(لاعلاقة لكونديرا بهذا) …
تكفيني كسرة خبز جافة ، رشفة ماء غير زلال
أرتدي أسمالا كيفما أتفق
نبشت طويلا في ركام اللغات حتي عثرت على قاموسي
وحشي وشديد اللطف…
لاأومن أبداً بالخلود، ولاعلاقة لي بالأمل..
أنا صنو كل هامشي
لصيق بالأرض، الشجر، دواب الطرقات..
سوء الظن طبعي الأصيل…
كيف لا وأنا أقطن في غابة الوحش…
أخاف من الصواعق والطوفان
أظن كثيراٍ في مثالية الذئاب والصقور…
سمعت عن الحب كثيراً
لكني لم أعرفه…
أفسر الأمر على هواي، ولا شأن لي بهرطقات السادة…
الإنسان حيوان كاذب …
لا أخون رجلاً أو إمرأة أو حتى كلباً
لاحاجة لي بالخيانة
قلبي خان مفتوح لمن يأتي ويذهب
ذاكرتي لا تعي الأسماء
الأشكال
الكلمات
الأمكنة
أنا وليد لحظتي لا غير….
لا ظهر لي، ولا عيون في قفاي للحراسة
أجهل أسماء الكواكب والبلاد
في داخلي حديد يابس
وعلي وجهي تكتب الأيام ذكرياتها…
كنت شديد الفطنة
قبل أن يتقرح قلبي، فتعلمت البلادة…
حاجاتي في مقدور متسول أن ينالها…
أضحك في العام سبع مرات
ولا أبكي إلا منفرداً…
كل طريق عبرته نال من شعري خصلة
وكل امرأة عرفتني ذاقت الندم…
علومي في طريقها للانقراض…
الوشم / الحداء / مزاوجة الشمس بالطين
أينما وضعت رأسي ترتجف الأرض…
أرى الله في مناسبات خاصة…
لو سارت الأمور كما رغبت
لانفطرت السماء، وطارت البحار…
الأطفال وحدهم
يدركون ألغازي، ويؤمنون بحماقتي
كان لي أب حاول لي ذراع الوجود، فطواه الوقت الهائج…
أورثني صلف الإبل، مناجاة الحجارة
فيما كانت أمي صديقة لأفراخ البط، داكنة الخجل، وفيرة الأحزان…
انتمائي كامل للمجهول، وولائي المطلق للصدفه…
لم أسبق الوقت، والوقت لم يسبقني..
أنا نقطتي الفصل…
على مشارف النهايات تومض الجذوة…
شاهدت نخيلاً يتوجع،
وبلابل تسكن في أفواه البنادق…
شغفي يذبل في الماء
كانت عمتي تبكي حين تراني فرحا…
وزوجة عم لي أثقلتني بالدعوات المجابة…
أحزاني زبد ثقيل،
لعيوب خلقية تعذر علي الرقص،
فأدرت رأسي على نوافذ بلا حصر…
تؤرقني الأحلام الزرقاء
والرجوع دائما يحملق في خطواتي…
أنا العابر كالغبار
الثقيل كطاحونة الجدة، الأجش الحضور
الصامت كلغم أو خديعة…
الخفيف، الخفيف
ولاعلاقة لكونديرا بهذا الشأن !!!

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي art 45
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

نصوص

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم