لا تعيد السّمكات إلى البحر

المشّاء
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 جيهان عمر
أشبه الماء
أتدفّق دون أن أعلم إلى أين!
فكلّما وجدّت شقّاً أشقّ طريقي..
لا أستطيع التوقّف حينما يكون التوقّف ضرورياً
أجدني في أماكن غريبة
لم أكن أخطّط للذهاب إليها
فقط لأنّني قابلت منحدراً
أحياناً يكون الماء قوياً.. أحياناً بلا إرادة
لا يعرف خطوته القادمة
ولم يستطع أحدهم أن يقبض عليه بأصابعه
لذلك أفشل دائماً في الحب
كل رجل يعتقد أنني هنا
يجد يداً فارغة
يتعجّب من وجودي واستحالتي
بداية من رشفة واحدة تبلّل الظّمأ
وحتى الطّمع الذي يجلب الغرق
أعرف أنكم تموتون من دوني
ومع ذلك تهدرونني على العتبات ببساطة
تعودّت ألّا أتحدّث
صامتة مرّة
أو هادرة
أجرف الأشجار كهواية
وقد أدفن في طريقي بعض المدن
في لحظات الغضب يبتعدون
وفي لحظات السكون يتأمّلون صفحتي في شرود
أطفئ النار
ولكنني أخلّف وراءها رماداً لا يزول
لن يعرف أحد كيف يتنفّس بداخلي
السمكات فقط هي التي تلهو في قلبي
خياشيمها الداكنة لعبتي المفضلة
لا تنخدعوا بتلك الشفافية التي أتنكّر فيها
فقد أحيل صخرة عملاقة إلى حصاة ببعض الدأب
أتفجّر وسط الصحراء عيناً لا تحتاج إلى جفن
لا ترغب سوى بالعطشى العابرين
فتمنّ عليهم بحياة مؤقتة
يحلو لي أحياناً أن أتجمّد
أن أصبح مكعباً بحوافٍ حادة
لوقت قليل أنتظر مشروباً معتّقاً
ثم أترنّح
في وقت آخر
أبدأ في إزاحة كل شيء من مكانه
فتتحوّل حياتي لشلّال لا يرى
ثمّ
أغلي داخل الإناء..
حتى أن الفقّاعات نفسها تشفق عليّ
أتبخّر..
أتعلّق بغيمة
أنتظر الشّتاء
أسقط مع المطر
أسقط
قطرة.. قطرة
قطرة…

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم