بولص آدم
دع البحر نظيفًا من اللدائن،
من اللعنات،
دع البحر بعيدًا عن المدافع،
دع البحر ينام مع قناديله،
مع نجماته،
مع حباره.
لا تكتب عنه إلا إذا طلب.
كفى،
دع البحر وشأنه.
والمطر..
دع المطر،
لا تكتب عنه.
والقطارات..
انتظرها فقط.
دع الأسلحة..
كُن بعيدًا.
دع الشمس، والحصى،
ودع الدروب، والنوافذ.
وتجاهل المحيطات، الأنهر والبحيرات،
السواقي، الشلال، الحُفر، الجبال، المستنقع.
وعن الهمس..
لا تكتب.
وعن ماذا تكتب؟
دع هذا.
هل ما زلت تكتب؟
لكن عن أي شيء؟
لا تكتب.
وعن الفراغ..
عن السخف،
هل أكتب؟
بدأت تفهم؟
صرت واعيًا؟
نعم.. تمام.
هل أكتب عن أُم أربع وأربعين؟
نعم، اكتب هذا..
قياس حذائي فقط،
فكر فقط..
لا تكتب.
أنتَ الأسوار، أنا شاعر.
نعم..
لا تكتب…
لا تكتب عن ظل المكانس،
ولا عن صرير الأسرة، حتى.
كانت دراجتي، هُنا، جنب مقهى الخيال، سُرِقت، كيف أصل إلى..
ستكتُب عنها أم عن الطريق أم عن؟ لا تكتُب
وأنت؟
هل تكتب؟
لا.. لا.. بماذا أكتب؟
وهل هذا سؤال؟
نعم..
لست أخفي كفيّ متشابكين خلف ظهري.
بدأت أفهم..
هل فقدت عقلك؟
لن ترى ذراعين،
ولا أنا.
هل فقدت؟
هل نسيت..
تلك الحرب؟
………………..
*الصورة، ألبرتو جياكوميتي. اليد، 1947