بن يونس ماجن
لا تهمني حرائق غابات كاليفورنيا الموسمية
ولا فياضانات نهر المسيسيبي
أو مخلفات الأعاصير بألقاب أنثوية
ليست لي قدرة على إسكات هدير الدبابات
ولا نعيق الجرافات لإنقاذ زيتونة أو شيخ هرم
سيان عندي إن مشيت فوق الجمر أم فوق الماء
فأنا لا أرى غير أكوام القمامة
كأنها كائنات متشردة في مغارات الزمن
هكذا أمتطي صهوة حواسي الطائشة
وأعيد ترتيب قوانين الجاذبية
وأتفادى السقوط في بئر جافة
أسرج نعالي البلاستيكية
في الصحاري المشتعلة
فلم أعد أثق بخلود أرواث الحيوانات
ولا نبتة الخلود الرابضة في قاع المحيطات
فلم أر أحداً ينام في سرير جلجامش
لا أنكيدو ولا عشتار
لا شهرزاد ولا شهريار
عبثا أحاول الجلوس مع النرجسيين
وألعن صانعي المرايا
وأبصق على شفيف الماء البائت
فليس في حقائبي ما أزفه إلى المغرورين
لا أزعم أني طرقت كل الأبواب السرمدية
ولا أنوي تأسيس امبراطوريتي على أنقاض مدينة سومرية
ألست أنا الذي رجحت أن الأرض
قد خرجت من ضلع البحر؟
وأن الكلاب التي لا تنبح في الليل
تنام مرتاحة البال
لتحافظ على مخالبها الناعمة
أما الطيور الأسيرة
التي لقنت نافخ المزمار آخر تغريدة
فما تزال تتدرب على الطيران
والقفز على دجلة والفرات
أكتب مرثية إلى وردة
مغروسة في قلب مهجور
لعلي أحظى بفك حزام سروال
حورية في بحر لا يتسع إلا لاثنين
وتنفيذا لرهان خاسر
أحرقت كل أوراقي
فكان من نصيبي
منفضة وأعقاب سجاير
وخرق حيض في بيت خلاء
.
لندن – يونيو 2008
……………………..
شاعر مغربي