هذا ما يصنعه دوما “اوليفر جيفرز” فهو يرسم ويكتب قصصه والتي نستطيع تصنيفها تحت اسم “الكتب المصورة picture books” فلا تستطيع الفصل بين الرسم والكتابة، فقد يرى الرسم قبل أن يكتب، يصاحب كل منهما الآخر ولا تستطيع الفصل بينهما . اذ تبدأ الأفكار دوما من تدوين يومي وتتطور إلى كتاب !
وفي هذا الكتاب تحديداً نحن أمام لوحات تأخدك بصفاء الوانها الشفافة لتسبح في البحر وتلحق للسماء فتستطيع بكل وضوح أن ترى تأثير الشمس على الألوان جميعها، فتعيش مع ذلك الصبي على صفحات الكتاب يوما كاملا منذ الصباح وحتى المساء. ترى كامل الضوء صباحا وعند شروق الشمس ثم تعود لتراها تودع السماء تاركة الواناً برتقالية حمراء واخرى بنفسجية في فضاء الصفحات تبهرك رؤية الليل الحالك بنجوم تتلألأ في مساحة من الأزرق الغامق، مساحات الألوان تأخذك عبر الصفحات لتراها بكل نقائها في بحر ينعكس عليه أيضا تأثير ضوء الشمس. فتلعب تلك المساحات اللونية دورا أساسي مع الصبي.
أما عن شخصية الصبي فقد رسمت بخطوط بسيطة فوجهه دائري الشكل، يرتدى قميصا مخططا بين الأحمر والأبيض واختزلت رجليه في خطين من اللون الأزرق لتكون بنطلونا يرتديه أيضا. وتستطيع أن ترى على وجه الصبي كل التعبيرات فقد كانت نقطتين زرقاوتين كافتين للعينين ولتجد فيهما كل التعبيرات مع خط بسيط للفم فهو يندهش متطلعا للنجوم، مبتسماً، متحمساً لاصطياد النجمة ومتعباً من المحاولات ومفكراً في طريقة للوصول لنجمة .
الفكرة بكل بساطتها في تحقيق الصبي لحلمه باصطياد النجمة ، فسوف يفعل أى شيء من أجل أن ينجح ويفوز بالنجمة . فقد يتسلق أعلى الأشجار أو يحضر طوق النجاة ليصطاد به النجمة وقد يصعد إليها بمركبه الفضائي، وهنا نجد نوعاً من خفة الظل لجأ إليها النص “إذ نفذ البنزين من مركبة الفضاء يوم الثلاثاء الماضي عندما طار إلى القمر” فيفشل في هذه المحاولة أيضا .لكن الكتاب ينتهى بتحقيق الصبي لحلمه عندما يجد نجمة عائمة فوق سطح الماء لتصبح صديقته .
بريفيو:
اوليفر جيفرز: http://www.oliverjeffers.com/about.aspx
كتاب “كيف تلتقط نجمة”: حازعلى جائزة Book trust للطفولة المبكرة 2004، وقامت دار اكاديميا بلبنان بترجمته إلى العربية
يحتفل الآن بعشرة أعوام على صدوره ، على موقع” اوليفر” بعض الأنشطة للأطفال من وحى الكتاب
http://www.oliverjeffersanniversary.com/resources/